نقلا عن المركزية –
ليست الحركة التي شهدت زخما لافتا على خط الدوحة – بيروت في الايام الماضية، معزولة في مكانها والزمان او محصورة مفاعيلها والخلفيات بين الدولتين فقط. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، تفعيل الاتصالات بين البلدين، يأتي نزولا عند طلب الولايات المتحدة الاميركية، من ضمن مهمة أوسع تم تكليف قطر بها، هدفها الاساس جس نبض الايرانيين وتوجّهاتهم للمرحلة المقبلة. وقد رأت واشنطن في قطر الوسيط المناسب في اعقاب قمة العلا والمصالحة الخليجية – الخليجية، حيث باتت الدوحة، صاحبة العلاقات الجيدة مع ايران، قادرة على التحرّك بسهولة اكبر في المنطقة، في مسعى لا يتناقض أبدا والدور الاوروبي “الوسيط” ايضا، بل يتكامل معه.
المصادر تشرح في السياق، أن منذ ايام قليلة، زار وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ايران، باحثا مع مسؤوليها في الاتفاق النووي وما تطلبه طهران للجلوس مجددا الى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية، حاملا في المقابل وجهة النظر الاميركية والتي تقول أولا، بضرورة عودة الجمهورية الاسلامية الى التزاماتها ضمن “الاتفاق”، كشرط اساس للعودة الى المفاوضات والمباشرة برفع الحظر والعقوبات الاقتصادية، وثانيا، بضرورة ان توقف التصعيد في المنطقة ككل. من هنا، تتابع المصادر، شدد بن عبدالرحمن على ضرورة ان تسهّل ايران عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، وعدم ربط ازمة لبنان بالملف النووي.
قبل هذه المحادثات، كانت للدبلوماسي القطري، محطة في لبنان في 9 شباط الماضي. وخلال الزيارة التي لم يتم الاعلان عنها الا قبل ساعات من حصولها، نقل الرسالة عينها الى القيادات اللبنانية، مطالبا اياهم بالاسراع في التشكيل وبتحييد انفسهم عن صراعات المنطقة وازماتها. وقد قال اثر زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا: تشكيل الحكومة شأن داخلي وقطر تربطها علاقات جيدة مع جميع الأطراف ولا يوجد حتى الآن اي دعوة للاطراف الخارجية للتشاور ونتمنى ان يخرج الحل من بيروت، مضيفا ردا على سؤال “رسالتنا للبنان رسالة دعم ونتمنى من الجميع الدفع باتجاه تشكيل حكومة. وتابع: حملنا رسالة سمو الامير لفخامة الرئيس وهي تجديد لدعم دولة قطر للبنان ولحث وتشجيع الاطراف للوصول الى تشكيل حكومة”… على اي حال، الموقف نفسه سمعه الرئيس المكلف سعد الحريري الخميس في الدوحة. فقد اكد له أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، موقف بلاده الداعم للبنان وشعبه الشقيق، داعيا جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية للإسراع في تشكيل حكومة جديدة لمواجهة الأزمات والتحديات التي يتعرض لها لبنان. وقد بحثا خلال اجتماعهما عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب المصادر، من غير المستبعد ان نشهد في قابل الايام، حركة قطرية اوسع، بين ايران ولبنان والعراق واليمن والارجح تركيا، وربما كان للدولة – الخارجة حديثا من حصار وعزلة فرضت عليها لسنوات، بعد اتصالات قوية اضطلع بها الاميركيون وادارة الرئيس السابق دونالد ترامب – دور فاعل في احياء المفاوضات الاميركية – الايرانية وفي حلحلة الازمات الاقليمية ومن ضمنها ازمة لبنان وفي ايجاد التسويات المناسبة لها، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.