نقلا عن المركزية-
رغم الجهود التي بُذلت خلال لقاء خلدة، الذي جمع كلا من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في دارة ارسلان في خلدة منذ شهرين، للتوافق والتنسيق، تبين ان المياه لم تعد الى مجاريها بعد، خاصة في ما يتعلق بمشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز. فبعد إعلان تعيين الشيخ سامي أبي المنى خلفاً للشيخ نعيم حسن الذي انتهت ولايته بعد 15 سنة من توليها، أكد ارسلان “أننا ما زلنا على موقفنا بأن الشيخ ناصر الدين الغريب هو شيخ عقل الموحدين الدروز ونحن من أنصار الوحدة والتوحد ضمن الطائفة”، لافتاً الى أنه اتصل بجنبلاط وسلمه أسماء تم التوافق عليها وكان جوابه بأنه يريد التفكير وصار يوم الجمعة الاعلان”.
وأشار ارسلان الى ان “تم تفويت توحيد مشيخة عقل الموحدين الدروز، والهيئة الروحية للطائفة غير موافقة ولم يتم التشاور معها وهذا ما ينقض اتفاق خلدة الذي ارتكز على أسس بالاتفاق على مشيخة الموحدين الدروز وتم البحث في آلية التسميات عبر التشاور مع الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز”.
يذكر ان أبي المنى فاز بالتزكية بعدما كان المرشح الوحيد الذي تقدم للمنصب في امانة سر المجلس المذهبي في دار الطائفة الدرزية واقفل باب الترشيح وفقاً للقانون، ويتولى بذلك المنصب لـ15 سنة مقبلة، من دون التوافق مع ارسلان الامر الذي سيبقي الانقسام داخل الطائفة بين الشيخ أبي المنى المعين من قبل المجلس المذهبي والمعترف به من الدولة اللبنانية، والشيخ الغريب المعين من قبل مرجعيات روحية وآلاف المشايخ، وبدعم من أرسلان وعدد من السياسيين الدروز.
فهل سيتمكن جنبلاط وارسلان من تجاوز الخلافات وتوحيد مشيخة العقل؟ وما هي تداعيات هذا الانقسام على الطائفة؟
مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني جاد حيدر أكد لـ”المركزية” ان تضييع فرصة عدم توحيد مشيخة العقل يكرس انقساماً ينعكس على رجال الدين أكثر من انعكاسه على أبناء الطائفة. ما نسعى إليه وما نتمناه، هو ألا ينطبق هذا الانقسام الحاصل في السياسة بين الافرقاء السياسيين داخل الطائفة الدرزية، على رجال الدين والمشايخ أيضاً. بعد اتفاق خلدة وكل الاجتماعات التي حصلت والتفاهم على تخطي الخلافات وتوحيد المشيخة، للأسف لم يحصل هذا الامر”.
هل للأمر علاقة بزيارة ارسلان ووهاب الى سوريا، قال: “لا اعتقد ذلك، فلا احد يسخف أمرا مهما الى هذه الدرجة. الموضوع يتعلق بمشيخة عقل الموحدين الدروز، لكن يبدو ان الامر مدروس ومخطط ومقرر له وليس وليد الساعة او عفوياً أو قضية اسم أعجبنا ام لم يعجبنا”.
لماذا لم يتقدم احد من جهتكم للترشح؟ أجاب: “هذا المجلس هو مجلس مذهبي “اشتراكي” وليس مجلساً درزياً، ونحن نقاطعه، منذ زمن لم يترشح أحد من جانبنا. في القانون، يحتاج كل من يود الترشح لمنصب شيخ عقل الى موافقة عشرة من أعضاء المجلس. فكيف سنؤمن عشرة أصوات، حكماً من سيترشح سيكون اشتراكياً وأكبر دليل أنه لم يترشح أي شخص آخر حتى “اشتراكي” لأن من يريده الزعيم السياسي لهذا الطرف ترشح وفاز بالتزكية. لم يفسحوا المجال حتى لإجراء عملية انتخابية ديمقراطية. موقع عمره خمسة عشرة عاما جاء بكلمة من شخص بدون انتخاب او رأي مجلس مذهبي”.
وتابع حيدر: “للاسف بدل ان يكون هناك توافق من الهيئات الروحية والزعامات السياسية والسياسيين من أبناء الطائفة، كون الموقع يمثّل الجميع، ما زال هذا الموقع يمثل طرفاً سياسياً وعامل انقسام داخل الطائفة. لو كانت هناك نية لكانت قضية التوحيد سهلة جدا لأنه تم طرح اسماء عدة وجميعها محط تقدير واحترام ولها تاريخها. كانت هناك فرصة كبيرة للتوافق. اللقاء حصل والتفاهم ايضا وصدر عنه بيان مقروء أمام كل الاعلام. فما الذي حصل في اللحظات الأخيرة؟ للأسف هذه هي النتيجة”.
وختم حيدر: “دارة خلدة وآل ارسلان والحزب الديمقراطي اللبناني يتخذون دائماً مواقف تسجّل للتاريخ ولم يتصرفوا يوماً بطريقة تكتيكية. وللتاريخ نسجل اليوم اننا سعينا الى توحيد مشيخة العقل بعد انقسام دام 15 عاما، لكن للأسف لم يكن هناك من تجاوب معنا. وكل شخص يتحمل مسؤولية مواقفه”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.