نقلا عن المركزية –
تكثر الاسئلة الموجهة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول اسباب عدم دعوته الى جلسات انتخابية وإقفاله ابواب مجلس النواب. امس، رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس عيد مار مارون في كاتدرائية مار جرجس المارونية بيروت، السقف عاليا، واضعا ما يحصل “رئاسيا” في سياق “اقصاء المسيحيين عن السلطة”.
هو قال: اليوم نرانا أمام عمليّة إقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بدءًا من عدم إنتخاب رئيس للجمهوريّة، وإقفال القصر الجمهوريّ والعودة إلى ممارسة حكم الدويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول. وما القول عن إقصائهم وسائر المسيحيّين من الوزارات والإدارات العامّة؟ والكلّ بانتهاك الدستور عبر بدعة “الضرورة” التي يعتمدها مجلس النوّاب ليشرّع عن غير حقّ، ومجلس الوزراء ليجري التعيينات وكلّ ما يفوق تصريف الأعمال العاديّة، عن غير حقّ أيضًا…
سيد بكركي لم يكتف بهذا الكلام، بل أردف غامزا من قناة رئيس المجلس: لا أستطيع في مناسبة عيد مار مارون أن أخفي عليكم دمعة القلب لغياب رئيس البلاد للسنة الثانية، هو الذي كان يتقدّم المشاركين في قدّاس العيد. ولسنا ندري لماذا لا يُدعى المجلس النيابي للإنعقاد والقيام بأول واجب عليه أساسي وهو ان ينتخب رئيسًا للجمهورية لكي تنتظم جميع المؤسسات الدستورية وأولها مجلس النواب ومجلس الوزراء والقضاء ومسيرة العدالة، ولكي تبدأ مسيرة الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد وضبط الفساد. بتنا في هذه الحالة نشكّ بالنوايا، ونرى في تعطيل انتخاب الرئيس خلفيّات مشبوهة غير مقبولة ومدانة.
صحيح ان الراعي دأب منذ الشغور على الضغط على كل المعنيين في الداخل، للاسراع في الانتخاب، الا ان موقفه امس كان متقدما، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وقد أتى ليتوّج، اذا جاز التعبير، حملة قوية من الدعوات المحلية وايضا “الدولية”، التي تستعجل ترك اللعبة الديمقراطية تأخذ مجراها في الداخل، تماما كما يقول “الدستور” اللبناني. ففي هذا الدستور، لا حوارات مسبقة، ولا تفاهمات على اسم وهوية رئيس الجمهورية يجب ان تسبق الدعوة الى جلسة انتخاب.. بل يجب ان يصار الى فتح جلسة بدورات متتالية، تحصل على هامشها مشاورات بين الكتل النيابية، الى حين يتمكن مرشح ما، من تأمين عدد الاصوات المطلوب لينتقل الى قصر بعبدا.
هذه الرسالة نقلها “الخماسي الدولي” الى رئيس مجلس النواب، تتابع المصادر. وهذه المقاربة هي التي يعتمدها المعارضون للثنائي الشيعي، للاستحقاق ولكيفية إجرائه ووضع حد للشغور المتمادي في رئاسة الجمهورية.
بري يعتبر ان كل الجلسات، بلا “طاولة حوار”، لن تكون مجدية.. الا ان موقفه هذا بات “مزعجا” للداخل وللخارج ايضا… فهل سيجيب على سؤال البطريرك؟ وهل سيدعو الى جلسة انتخابية قريبا؟ وكما قال للمعارضة “يفترضوا اني عم ببلفهن بالحوار، ويجوا يحرجوني”… هل يطبّق بري هذه “الفرضية” على نفسه، ويفترض ان الجميع “يبلفه”، فيحرجهم ويدعو الى جلسة انتخاب جدية، بدورات متتالية من دون تطيير نصابها؟!
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.