نقلا عن المركزية –
بعد خروجهم او اخراجهم من التيار الوطني الحر، اختار النواب الان عون وسيمون ابي رميا وابراهيم كنعان، بالاضافة الى النائب الياس بوصعب، إطلاق مسيرتهم السياسية الجديدة من الديمان ونيل بركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
ورغم انهم آثروا الابتعاد عن الاعلام في الفترة الحالية، إفساحا في المجال أمام وضع النقاط على الحروف وعدم الانزلاق في خطوات غير مدروسة، إلا ان التساؤلات كانت كثيرة حول تموضعهم في المرحلة المقبلة. وهل سينضمون الى تكتل من التكتلات النيابية ام سيشكلون كتلة مستقلة مع نواب آخرين مستقلين، والبعض طرح اسم النائبين نعمة افرام وميشال الضاهر. لكن الاكيد أنهم لن ينضموا الى اي تكتل، والأرجح أنهم سيعملون معاً ضمن تعاون وتنسيق قد يؤدي في مرحلة لاحقة الى بلورة تكتل جديد.
في المقابل، يسعى عدد من الشخصيات للتجمع ضمن إطار سياسي معين، يضم نوابا حاليين وسابقين و”تيارين” سابقين، لتشكيل نوع من “لوبي” يضم شخصيات من مختلف الطوائف والاطياف اللبنانية.
أحد الناشطين ومؤسسي هذا التحرك يؤكد لـ”المركزية” ان هناك تحركاً يجري التحضير له على مستويين، الاول برلماني يضم مجموعة من النواب المستقلين الذين يتواصلون معاً بهدف إنشاء تكتل يكون وازنا له وطأته في المجلس النيابي، هدفه كسر الاصطفافات الحالية وتاليا الجمود القائم، خاصة على المستوى الرئاسي لأنه المدخل الى سائر الحلول، وحركته أسرع لأنه فاعل في المجلس النيابي. والثاني شعبي، حيث يجري العمل على خلق حركة سياسية جديدة ضمن إطار استراتيجي اوسع، يضم مجموعة من الشخصيات الوطنية من كل الطوائف، هدفه ايضا كسر الاصطفافات الحالية ومحاولة إحداث خرق في الوضع القاتل الذي يمرّ به البلد. والباب مفتوح أمام كل اللبنانيين للإنضمام إليه، لأن الاصطفافات الموجودة غير سليمة خاصة في ظلّ التسويات الكبرى التي تُرسَم للمنطقة، حيث ان الدول ستطحن لبنان في حال لم يكن جاهزاً. ولذلك المطلوب من اللبنانيين قراءة المشهد الخارجي لرسم التموضعات الصحيحة، وان نجلس معاً بجرأة ونضع كل المواضيع على الطاولة ونتناقش. فنحن أمام خيارين: نتقاتل أو نتحاور، الحرب او الحوار، وقد جربنا الحرب ولم تؤدِ الى نتيجة لذلك لا بديل من الحوار.
ويرى الناشط السياسي ان لا انتخابات رئاسية من دون تسوية اميركية – ايرانية بالدرجة الاولى، لأنهما الطرفان اللذان يمسكان الملفات، بعدها تأتي تسوية ايرانية – سعودية ومن ثم اوروبية، يليها الإخراج الداخلي. فهناك أسباب تاريخية وأخطاء ماضية حصلت أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وهناك ظرف وضعنا أنفسنا فيه. فإذا انتخبنا رئيسا غدا ولم نؤمن له ظروف النجاح خاصة بالعناصر المرتبطة بالدول، كيف سينجح؟ في لبنان توازنات سياسية، لذلك نحتاج الى إرادة وتموضع داخلي مع إرادة خارجية لأننا في هذه المرحلة بالذات نحتاج الى الخارج، والى مساعدات مالية، وفي حال رفضت الولايات المتحدة الاميركية تقديم الدعم المالي، او اوروبا او السعودية، ورفض الفريق الآخر عدم الالتزام، كيف سينجح؟ لأن عندما نتحدث عن صندوق النقد الدولي فإن واشنطن هي الممسكة به، وهي من يحلّ ويربط، او “سيدر” نحتاج الى فرنسا ومعها اوروبا والسعودية وقطر والامارات والخليج. فكيف سنتفاهم بين الداخل والخارج من دون حوار؟ لذلك الحديث عن حوار او تشاور حتمي. اللجنة الخماسية تقوم تقريباً بهذا الدور والتنسيق بين الداخل والخارج.
المطلوب، عند وجود نزاعات الجلوس معاً الى الطاولة لحلّها بالنقاش او بالواسطة. هناك أزمة في النظام، أعطت حقوقا بالفيتوهات للأفرقاء. ولعدم الدخول في هذه المعادلة كل أربع سنوات، نتحدث عن تغيير او تطوير او تحديث الدستور. لكن في الوضع الحالي، علينا ان نتحاور او نتناقش.
عندما يكون هناك طرفان يملكان قوة متعادلة نحتاج الى من يكسر التوازن، وهذا الكسر إما يكون طوعاً بالذهاب الى التفاهم (win –win situation) او ان تأتي قوة معينة لكسر الاصطفافات. ما يقوم به اللبنانيون خطأ، لأنهم يجلبون الآخرين ليكسروهم في النهاية. وفي حال حصول اتفاق اميركي – ايراني، فإن واشنطن وطهران والرياض يمونون على عدد كبير من النواب وسيطلبون منهم الرضوخ لمطالبهم، يختم الناشط السياسي.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.