نقلا عن المركزية –
ليست المرة الأولى التي يطرح فيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله مسألة “أزمة النظام” ، لكن الواضح أن ما أثاره في كلمته أمس خلال اللقاء الوطني الإعلامي حمل أكثر من دلالة، عندما اعتبر أن “أزمة الحكومة ناتجة عن أزمة نظام”. في المقاربة الأولية واضح أن نصرالله أراد أن يوصل رسالة مفادها أنه لا يؤمن بالطائف وبمنطق العيش المشترك والمناصفة وبالمرجعية العربية وكذلك الإعتراف بالقرارات الدولية. وما لم يقله بالمباشر أنه يريد نظاما أشبه بنظام دولة إيران. فهل بتنا على قاب قوسين من المؤتمر التأسيسي؟ وإذا سلمنا أن التوتر الذي طغى على إطار الكلمة ناتج عن إدراك نصرالله أن الملف اللبناني دخل مسار التدويل وليس إلا رد فعل على لقاء الفاتيكان والتنسيق الأميركي الفرنسي السعودي، فهل تكون الترجمة تحت ضغط السلاح أو بتمرير تعديلات على الدستور؟
كلام نصرالله يوحي في الدرجة الأولى بأنه رد مباشر على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبر في إحدى عظاته أن الازمة ليست في الطائف او الدستور بل في الاشخاص وفي عدم تطبيق الدستور لان آلية تشكيل الحكومة واردة في الدستور ولا بد من الالتزام بالنص. بالتوازي، تؤكد اوساط دبلوماسية عربية على رفض محلي وخارجي لتعديله مع الإصرار على التمسك باتفاق الطائف كآلية لحل الازمة. فهل بدأ العد العكسي لنهاية نظام أم ضمور دور حزب الله على طاولة مبادرات قلب النظام؟
رئيس حركة التغيير إيلي محفوض يفصل بين مفهوم أزمة نظام ومؤتمر تأسيسي ويقول لـ”المركزية”: ” قد تكون هناك محاولات لفرض نظام جديد كما حصل منذ الطائف حتى اليوم من خلال استئثار الطائفة الشيعية ببعض المراكز ومنها وزارة المالية، وقد يترجم ذلك من خلال طرح بعض “الإصلاحات” على الدستور ولا شيء سواه لأن نصرالله أدرك أن دخول الفاتيكان على الخط فرض مشهدية جديدة على مسار الملف اللبناني”. ويعود محفوض إلى نداء بكركي في أيلول 2000 ليؤكد بأنه”لم يكن صدفة إنما نتيجة للخطوات الحثيثة التي قام بها البابا القديس يوحنا بولس الثاني..والنتيجة جاءت بعد 5 أعوام حيث دوى صدى صفارة الإستقلال التي انطلقت من الفاتيكان وصولا إلى بكركي. ولفت إلى أن” الفاتيكان وضع الملف اللبناني في سلم أولوياته بعدما تأكد من وجود ضمانات دولية بدأت بلقاءات البابا مع رؤساء الدول الكبرى وصولا إلى الخطوات والمبادرات والنداءات التي يطلقها اليوم البطريرك الراعي والتي ستثمر لاحقا وقد تفجر استقلالا ثالثا”.
محفوض أضاف:” لم يعد خافيا أن لبنان دخل على خط مسار دولي والكلام عن تغيير النظام في ظل التغيرات الحاصلة في المنطقة غير وارد وعلى الجميع الانخراط بالحل عبر الدستور. والمفاجئ أن حزب الله قد يعيد التموضع ويتكيف مع مسار التغيرات لأنه لن يعود قادرا على فرض شروطه حتى بالسلاح. والدليل أنه لم يتمكن من أن يفي بوعوده في استيراد البنزين والكهرباء من إيران”.
أن يفقد حزب الله قوة المبادرة واجتراح الحلول لا يعني أنه في موقع ضعف لكن ثمة تغيرات كبيرة فرضتها الأحداث المتسارعة في الداخل اللبناني آبرزها تفجير مرفأ بيروت. وفي هذا السياق، سأل محفوض “لماذا لم ترتفع أصوات المربعات الطائفية بعد استدعاء القاضي طارق البيطار شخصيات سياسية وأمنية للتحقيق علما أنها نفس الأسماء التي كان استدعاها القاضي فادي صوان؟ كل هذا يؤكد أننا ذاهبون نحو تسوية كبرى تتخطى الأحجام والأحزاب والخوف من أن يترجم توتر نصرالله ب 7 أيار جديد غير وارد لأنه بات تحت مجهر الدول. حتى التهديد بالمس بالدستور سيبقى كلاما في الهواء لأن لا أحد سيعطيه هذا الإمتياز جل ما يمكن أن يقوم به بعض المحاولات لنيل بعض المكتسبات وتكريسها في الدستور”. يختم محفوض.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.