نقلا عن المركزية –
ثبّت الرئيس بشار الاسد رجليه مجددا في الارض السورية، عقب الانتخابات الرئاسية “الصُوَرية” التي اعادته الى السلطة نهاية ايار الماضي بنسبة 95.1% من اصوات الناخبين. بعد هذه النتيجة “الطبيعية جدا” والتي لم تفاجئ احدا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، لأن هذا الاستحقاق كان “شكليا” ومحسوم النتائج سلفا لصالح رئيس “البعث”، من ضمن اتفاق تمّ إبرامه في الاشهر الماضية بينه وموسكو، تشير المصادر الى عدم ارتياح لا بل الى انزعاج في الكرملين من اداء الاسد.
فالتفاهم الذي على اساسه وافق الروس على التجديد له لولاية اخرى، ينصّ في ابرز بنوده وأهمّها روسيًّا، على اولوية فكّ دمشق ارتباطًها بايران، وعلى إخراج المقاتلين التابعين لطهران، من الحرس الثوري الى الحشد الشعبي و”فاطميون” مرورا بحزب الله، من سوريا، تدريجيا، على ان يتم تفكيك كل المعامل والمصانع والمراكز التي طوّرها هؤلاء على مر السنوات المنصرمة في سوريا، على مرمى حجر من اسرائيل، ما يتهدد أمن الاخيرة واستقرارها، علما ان هذا الوجود، يرفضه بشدة العرب والخليجيون الذين أبلغوا الروس ان لا مانع لديهم من تطبيع العلاقات مجددا مع الشام في المرحلة المقبلة، شرط ان يخضع رئيس النظام لعملية “تعريب” ويبتعد عن ايران.
الا انه، وقبيل الاستحقاق الانتخابي، كما بعده، لم تلمس موسكو اي تغيير في موقف الاسد من الوجود الايراني في سوريا، كما انها لم ترَ انه حرّك، بأي شكل من الاشكال، عجلاته نحو إخراج ايران من بلاده، بل على العكس. ويخشى الروس هنا، ان يكون الرجل كرر عادتَه وعادةَ والده “التاريخية”، بقطع وعود متناقضة، على اطراف متصارعة في ما بينها، بما يُرضيها كلّها، بمعنى ان من الممكن ان يكون الاسد، خلال استقباله وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في دمشق عشية الانتخابات، طمأنه انه لن يدفع باتجاه الانسحاب الايراني من سوريا، بعد ان كان أبلغ الروس بالعكس تماما! وبطبيعة الحال، تتابع المصادر، لن تترك روسيا الخديعة هذه تمرّ عليها مرور الكرام، وستتعاطى معها كما يلزم.
فوفق المصادر، موسكو تريد تسويةً سريعة للصراع في سوريا. و”الحلُّ” المرتقب للنزاع، الذي سيكون حاضرا في المحادثات التي يجريها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي جو بايدن في جنيف في 16 حزيران الجاري، يُعتبَر “تطويقُ نفوذ ايران في سوريا وانسحابها، مع كلّ أذرعها، من اراضيها، عسكريا و”سياسيا”، حجرَ زاويته، ما يعني ان السكوت عن ازدواجية الاسد، مستحيل.
في الغضون، لم تعد موسكو تخفي انزعاجها من “الايرانيين” في سوريا، خاصة بعد محاولات هؤلاء توسيع دائرة انتشارهم ليقتربوا من قاعدة حميميم الروسية. كما كثرت في الآونة الاخيرة، الصدامات بين عناصر الجانبين في الميدان، ما اضطُر القيادة العسكرية الروسية الى اقامة احزمة امان حول مراكزها العسكرية لاسيما في دمشق وريفها. في الموازاة، ما طالب الروس الاسدَ به، طلبوه من حزب الله ايضا، حيث أبلغوا الاخير، بالمباشر وعبر اكثر من قناة في الاسابيع الماضية، بضرورة اتخاذ قرار الخروج من سوريا في اسرع وقت، من جهة، والعمل من جهة ثانية على تسهيل الحل السياسي الحكومي في لبنان بما يعزز الاستقرار في بيروت، سيما وان اي توترات اجتماعية او امنية او اقتصادية فيها، قد تفتح بؤرة ملتهبة جديدة في المنطقة، ما يؤثر سلبا على التسوية الكبرى الجاري طبخُها بين واشنطن وموسكو، وعلى الحل السوري ضمنا، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.