نقلا عن المركزية –
ضمن السيناريو المرسوم للبلد، في سياق ترتيبات اوسع في المنطقة، يتأرجح وضع لبنان بين تأزيم يقف عند حدود، وتحضير الأجواء لإعادة الخروج من الأزمة، بعدما يستنفد مخطط الانهيار السقف المرسوم له.
وفي هذا الاطار، قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ”اللواء” ان جولة الاستشارات التي بدأها الرئيس المكلف سعد الحريري، وكانت لها محطة بازرة عند الرئيس نبيه بري مساء أمس، وتستكمل في لقاءات مع كتلة المستقبل والمكتب السياسي لتيار المستقبل، الذي يرأسه الرئيس الحريري، فضلاً عن الاجتماع مع رؤساء الحكومات السابقين، لا بد من أن تنتهي إلى قرار بات واضحاً أنها تنطلق من اعتبارين: عدم ترك البلد للمجهول، على حد تعبير عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر، والاعتبار الثاني يتصل بالمستقبل السياسي للأطراف في المرحلة المقبلة، إذا سقطت ورقة الحكومة وتقدم المشروع الدولي لاجراء انتخابات تطيح الطبقة السياسية، وتقصيلها عن البقاء في الساحة، سواء عبر القضاء او توفير الدعم المالي الوافر لمرشحين جدد من خارج احزاب السلطة ومن المجتمع المدني.
ومع اعطاء الاولوية لتقديم ما يلزم من دعم للجيش اللبناني، ولا سيما المساعدات اللوجستية والتشغيلية، كضمان لأية ترتيبات استقرار مقبلة، فإن الفترة الفاصلة عن نهاية ولاية المجلس الحالي، كإيذان بنهاية مرحلة قاتمة من تاريخ لبنان ما بعد الطائف.
وبإنتظار الموقف المرتقب للرئيس الحريري حول تشكيل الحكومة او التمهيد للإعتذار في الوقت الذي يراه مناسبا، عقد امس لقاء بينه وبين الرئيس نبيه بري، وجرى التداول في الموضوع، وسط إصرار بري على عدم الاعتذار، لكن ترددت معلومات انه في حال إصرارالحريري على الاعتذار طلب بري منه تزكية شخصية اخرى تحظى بغطاء سني سياسي وطائفي
في هذه الاثناء، اعلنت السفارة القطرية في بيروت عن «وصول وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان، عند الخامسة بعد ظهر اليوم، في زيارة ليوم واحد يلتقي فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (الخامسة والنصف)، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وقائد الجيش العماد جوزاف عون». ولوحظ ان برنامج الزيارة لم يلحظ لقاء مع رئيس حكومة تصريف الاعمال دكتور حسان دياب ما اوحى انها تهدف الى استطلاع عراقيل تشكيل الحكومة مع المعنيين بها مباشرة، اضافة الى تأكيد دعم الجيش عبر اللقاء مع قائده، علماً ان الجهات الرسمية لم تتبلغ الهدف او السبب الرئيسي للزيارة، لكن بعض المعلومات اشارت الى ان الوزير القطري سيعلن عن تقديمات ومساعدات لقطاعات عديدة منها انشاء مستشفى حكومي عدا تقديم مساعدات انسانية.
وثمة معلومات تشير الى امكانية زيارة الحريري للقاهرة للقاء المسؤولين فيها لا سيما الرئيس عبد الفتاح السيسي للوقوف على رأي مصر في الوضع اللبناني ومن موضوع تشكيل الحكومة او الاعتذار عن ذلك.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أنه تم خلال اللقاء جوجلة للاتصالات التي جرت لتذليل العقد والصعوبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة. وبرغم التكتم المطبق الذي التزم به الجانبان، علمت المصادر ان البحث تطرق مفصلا الى مصير مبادرة بري، وعما إذا كان البحث فيها قد توقف عمليا، بفعل رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل نقاطا اساسية فيها، كما تردد ام انها مازالت قيد البحث والتشاور.
وإذ وصفت المصادر الاجواء بالضبابية استنادا للتكتم الذي احيط به اللقاء، كشفت بأن الرئيس المكلف، كاشف رئيس المجلس بحقيقة موقف حزب الله من المبادرة في ضوء اللقاءات التي عقدها ممثلوه مع باسيل منذ طرح مبادرة بري قيد البحث والتداول، وما إذا كان هناك محاولات جدية لتنفيذ هذه المبادرة من خلال تفعيل الاتصالات والمشاورات مع باسيل، ام ان الامر لا يعدو كونه اجراء تواصل عادي وتقليدي، لا يرقى الى حد ممارسة ضغوط فاعلة لاخراج عملية تشكيل الحكومة من مأزقها الحالي، ما يعني استمرار الدوران في حلقة التعطيل ذاتها، التي بدأت منذ لحظة التكليف ومازالت على حالها.
ونفت المصادر علمها بالقرار الذي ينوي الحريري اتخاذه في ضوء اطلاعه على افق الاجواء غير المشجعة التي لمسها حتى الان، اشارت إلى ان الرئيس المكلف لن يتخذ قراره النهائي من الاعتذار أو عدمه الا بعد استكمال مروحة التشاور مع كتلته النيابية ورؤساء الحكومة السابقين وشخصيات عديدة اخرى.
من جهة أخرى، نقلت مصادر مواكبة للملف الحكومي لـ”نداء الوطن”، معلومات تفيد بأنهما عقدا “خلوة ثنائية” بعيدة عن الإعلام استعرضت مجمل المشهد الحكومي والعقبات التي لا تزال تحول دون التأليف، فكان تأكيد من بري على استمرار تمسكه بتكليف الحريري “حتى النهاية” أو بمن يسميه لرئاسة الحكومة في حال أصرّ على الاعتذار.
الى ذلك، أفادت مصادر قريبة من بعبدا لـ”الأخبار” ان لا تقدّم ولو خطوة صغيرة ولا معطيات جديدة ولم نتبلّغ بنتيجة أي لقاء بين بري والحريري كما لم نتبلغ أي طلب موعد من الحريري لزيارة بعبدا لكن سمعنا من نصرالله أن ثمة اجتماعات حاسمة في الأيام المقبلة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.