نقلا عن المركزية –
تتكثف الاتصالات العربية والاوروبية والدولية لبلورة تصوّر ما، يساعد في اخراج لبنان من مأزقه السياسي – الاقتصادي الآخذ في الاستفحال. في الداخل، الدبلوماسيون لا يهدأون. هم لا يكتفون بتلبية دعوات المسؤولين اللبنانيين او بزيارتهم للاستماع الى وجهات نظرهم ونقل رسائل التحذير والحث اليهم، بل يعقدون لقاءات في ما بينهم ايضا لتوحيد الرؤى وتنسيق المواقف والتباحث في ما يمكن فعله لكسر المراوحة السلبية، قبل نقل حصيلة هذه النقاشات الى عواصمهم.
واذ تشير الى ان اللقاءين اللذين يجمعان اليوم السفير السعودي وليد بخاري الى السفيرتين الاميركية دوروثي شيا فالفرنسية آن غريو، يصبّان في هذه الخانة تماما، تكشف مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، ان الازمة اللبنانية ستفرض نفسها بندا “طارئا” اذا جاز القول، على طاولات زعماء العالم العربي والغربي، في الساعات القليلة المقبلة.
في هذا السياق، يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي قمة الخميس والجمعة عبر الفيديو بسبب تفشي وباء كوفيد-19، من المتوقع أن يناقشوا خلالها مسألة التلقيح ضد الوباء ومواضيع عدة تتعلق بالسياسة الخارجية، خصوصاً العلاقات المتوترة مع تركيا وروسيا. وفي الساعات الماضية، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيشارك في قمة دول الاتحاد الـ27 العتيدة. من جانبه، أكد البيت الأبيض في بيان أن بايدن “سيتحدث مع قادة الاتحاد الأوروبي عن رغبته في إحياء العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد والعمل معاً لمكافحة الوباء والتصدي للتغير المناخي وتعميق أكبر علاقة تجارية واستثمارية في العالم”. وأضاف البيان أن الرئيس “سيناقش أيضاً المصالح المشتركة على صعيد السياسة الخارجية، ولا سيما الصين وروسيا”.
خلال هذه القمة، تتابع المصادر، سيكون لبنان حاضرا وفق المصادر، وذلك بناءً لطلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمساعدة على تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية .
في الموازاة، يتدارس القادة العرب في امكانية تنظيم زيارة لاحد مسؤولي جامعة الدول العربية الى لبنان في قابل الايام، للاطلاع من كثب على ما آلت اليه ازمة التشكيل. غير ان هذه الزيارة لا تزال مدار أخذ ورد لأن المطلوب ان تكون مفيدة وتساهم في الخروج من الحفرة، لا ان تكون شكلية فقط.
وفي حين تذكّر بالموقف الاممي الداعي الى الاسراع في التشكيل امس- والذي جاء على لسان نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي- وبالاتصال الذي جرى بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وامين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس ليل الاثنين، تلفت المصادر الى ان ثمة ما يطبخ خارجيا وعلى نار حامية، لانقاذ لبنان واللبنانيين من حلقة الفقر والجوع والمرض التي تبتلعهم اكثر يوما بعد يوم.
ومع ان فرض “العقوبات” لا يزال مستبعدا نظرا الى قلّة فاعليته مع طبقة سياسية “غير مبالية”، توضح المصادر ان فكرة عقد مؤتمر دولي او طاولة حوار في الخارج تجمع اهل الحكم، من الخيارات المطروحة للانقاذ، تماما كما خيار تفعيل الضغط الدولي – الاممي، على ايران، لتفكّ أسر الحكومة اللبنانية، كونها باتت في نظر عواصم كثيرة، العنصرَ الاكثر تعطيلا للتشكيل، عبر حزب الله، حيث تربطها بمفاوضاتها مع واشنطن.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.