نقلا عن المركزية –
– استهل وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين عبد الامير اللهيان، جولته على المسؤولين اللبنانيين اليوم، من قصر بسترس حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب وتم البحث في العلاقات الثنائية والتطورات والاوضاع في لبنان والمنطقة.
الخارجية: بعد اللقاء عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا استهله بوحبيب بالقول: “تشرفت اليوم بإستقبال َوزير خارجية الجمهورية الاسلاميه الإيرانية الدكتور حسين عبد الأمير اللهيان في إطار حرصه على التشاور الدوري معنا في الشؤون الإقليمية والتطورات الدولية وما يرتبط بالعلاقات بين البلدين. وجرى التباحث في عدد من المواضيع حيث سمعت من الوزير عبداللهيان حرص إيران على استقرار لبنان، وأهمية نجاح اللبنانيين في التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن. كما استمعت من الوزير الى الوضع في إيران على ضوء الأحداث التي شهدتها مؤخرا، وعبرت له عن حرص لبنان على الاستقرار في إيران ورفضه المبدئي تدخل أي دولة في شؤون الدول الأخرى”.
أضاف: “لقد وضعنا الوزير عبداللهيان في أجواء الاجتماعات الإقليمية التي شارك فبها مسؤولون إيرانيون وجرى البحث فيها في قضايا تهم لبنان والمنطقة حيث تبادلنا وجهات النظر حولها. وفي هذا السياق، تم التباحث في استمرار الأزمة اليمنية ومعاناة الشعب اليمني في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وحيث عبرنا عن الأمل في نجاح الجهود الطيبة التي تبذلها عدة أطراف في وضع الأزمة على سكة حل يضمن أمن واستقرار المنطقة ورفاه وازدهار الشعب اليمني. وكان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن الحكومة إسرائيلية الجديدة التي تعتمد سياسات عدائية تجاه الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة، مما يقوض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. كما أدنا قيام وزير الأمن الإسرائيلي في اقتحام المسجد الأقصى ونحن نطلب مجددا من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها بحق الفلسطينيين”.
عبداللهيان: ثم تحدث عبداللهيان الذي قال: “اود بداية ان اتقدم بالشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال التي لقيناها من وزير الخارجية اللبنانية. وكما اشار معاليه في سياق كلامه لقد كانت فرصة طيبة أتيحت لنا اليوم كي نتداول معه حول الكثير من الامور ذات الاهتمام المشترك سواء على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين او على صعيد التطورات الاقليمية والدولية. وقبل كل شيء اود ان اتقدم بالتهنئة والتبريك بحلول السنة الميلادية الجديدة للشعب اللبناني عموما وللاخوة المسيحيين خصوصا وايضا اهنئ كافة شعوب العالم بهذه المناسبة”.
وأضاف: “اود ان اؤكد من هنا من بيروت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبقى دائما وابدا الصديق الصدوق الوفي للجمهورية اللبنانية الشقيقة في السراء والضراء على حد سواء. خلال هذا اللقاء تداولنا مع الوزير بوحبيب حول افضل السبل الآيلة الى تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا على الصعد الاقتصادية والتجارية والسياحية لاننا نعتقد ان هذا التعاون ينعكس إيجابا على مصلحة البلدين والشعبين. ونحن نشعر بسعادة كبيرة عندما نرى ان المشاكل والمتاعب التي يعاني منها لبنان الشقيق تخف يوما بعد يوم وخلال اللقاء الاخير الذي جمعني مع معاليه اتفقنا على تفعيل العلاقات الثنائية وبدأنا نشهد بعض الخطوات الايجابية والملموسة في هذا الاطار”.
وتابع: “كما تعرفون فإن فريقا تقنيا فنيا لبنانيا قام بزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية واجتمع مع المعنيين في إطار تأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من اجل تأمين الطاقة الكهربائية. ونحن مستعدون في إطار الدعم الكامل الذي نود ان نقدمه للبنان الشقيق ان نلتزم بالامور الملقاة على عاتقنا من خلال ذلك الاتفاق. مرة ثانية اريد ان اؤكد وبشكل رسمي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال إمتلاك الطاقات العلمية والتقنية والهندسية المتطورة والمتقدمة هي على أتم الاستعداد لإعادة بناء وتأهيل معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان لاجل بناء معامل جديدة لإنتاج هذه الطاقة إنطلاقا من التوافق الذي يمكن التوصل اليه مع الحكومة اللبنانية. نحن نعتبر ان الأمن والتطور في لبنان الشقيق هو من أمن وتطور الجمهورية الاسلامية الايرانية لا بل من أمن وتطور المنطقة برمتها”.
وختم: “وايضا اود ان اؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف داعمة وبشكل واضح للمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تجاه تعديات واعتداءات الكيان الصهيوني على هذين البلدين”.
أسئلة وأجوبة:
سئل حول نظرة ايران للشغور الرئاسي وهل هناك دور تلعبه من خلال حزب الله في هذا الموضوع؟
اجاب: نحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية لا نتدخل بحال من الاحوال في الامور الداخلية للبنان الشقيق وبطبيعة الحال نحن ندعو ونرحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية اللبنانية من اجل التوصل الى حل في مسألة الشغور الرئاسي ونحن على ثقة تامة ان التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والبصيرة من جهة والتجربة الكافية من جهة اخرى كي تجد مخرجا للشغور الرئاسي وتنتخب رئيسا جديدا للجمهورية اللبنانية في اقرب وقت ممكن.
سئل: تأتون في فترة من الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف اعمال، ما هي الرسائل الاقليمية التي توجهونها من لبنان وهو دولة رئيسية في سياستكم في المنطقة؟ وماهي الرسائل الاقليمية وسط الحراك التركي – السوري والاماراتي تجاه سوريا؟
وماذا عن المفاوضات مع المملكة العربية السعودية وما الجديد في ملف اليمن؟
أجاب: نحن سعداء بهذا الحوار الذي يحصل بين سوريا وتركيا واللقاءات بين مسؤوليها في البلدين ونعتقد ان هذا الحوار بإمكانه ان ينعكس بشكل إيجابي على مصلحة البلدين. ونعتقد انها الطريقة الانجع والافضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية التركية وبإمكاننا متابعة هذا الامر من خلال الالتزام بمفاوضات إطار آستانة مع إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار. وكما تعرفون خلال الفترات الماضية كانت هناك سلسلة من الحوارات الثنائية الايرانية السعودية والتي جرت في العاصمة العربية بغداد، وايضا خلال مؤتمر العراق 2 الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الاردنية عمان حيث كانت هناك فرصة لتبادل حوار قصير بيني وبين وزير الخارجية السعودية فيصل فرحان وكان هناك اتفاق في وجهات النظر بيننا على استمرار الحوار السعودي – الايراني بالشكل الذي يمكن ان يؤدي في نهاية المطاف الى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين ونحن نؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تبادر في اي حال من الاحوال الى قطع العلاقات مع اي دولة من دول العالم الاسلامي ومن ضمنها المملكة العربية السعودية. ونحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بيننا والمملكة العربية السعودية وصولا الى افتتاح المكاتب الدولية او السفارات في الرياض وطهران في اطار الحوار الذي ينبغي ان يستمر بين بلدينا.
بدوره رد بوحبيب على سؤال حول تقديم ايران هبة الفيول وهل يمكن للبنان ان يتخطى العقبة الاميركية لوصول هذه المساعدات الى الشعب اللبناني وهو بأمس الحاجة اليها؟
اجاب بوحبيب: هناك محاولات جدية من اجل الاستفادة من المساعدات الايرانية للبنان طبعا هناك عوائق واختلاف سياسي في لبنان وهناك ضغوط خارجية لكن المحاولة مازالت قائمة ومتفقون مع الاخوان في إيران على استمرار هذه المحاولة.
السراي: بعدها توجه عبداللهيان والوفد المرافق الى السراي حيث إستقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وشارك في الاجتماع الوفد الايراني وضم السفير في لبنان السيد مجتبى أماني، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، مستشار الوزير ومدير مكتبه محمد صادق فضلي، مدير عام دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الايرانية مهدي شوشتري، ونائب سفير الجمهورية الإيرانية في لبنان السيد حسن خليلي. كما حضر المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
تم خلال الاجتماع بحث العلاقات بين لبنان وايران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة.
وأكد الرئيس ميقاتي في خلال الاجتماع أن “الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الامور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة”.
أما وزير الخارجية الايراني، فشدد على ان “إيران ستقف الى جانب لبنان ودعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة”.
عين التينة: ومن السراي انتقل عبد اللهيان، الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع الوفد المرافق. واجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني وعضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” خليل حمدان. وتناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
نصرالله: كذلك استقبل الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، عبد اللهيان والوفد المرافق له، في حضور السفير الايراني في بيروت، حيث جرى استعراض آخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة وبخاصة” الاحتمالات والتهديدات الناشئة عن تشكيل حكومة الفاسدين والمتطرفين في كيان العدو ، وموقعية حركات المقاومة وكل محور المقاومة في مواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية”، وفق ما اعلنت الدائرة الاعلامية في الحزب.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.