نقلا عن المركزية –
لا تجد حكومة “معا للانقاذ” من ينقذها ولا الازمة مع دول الخليج من يتلقف ايجابيات المبادرة الفرنسية، ولا المناكفات بين الرؤساء من يحلها ولا الضغط بكل الوسائل على المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار من يوقفه تماما كما الدولار الذي ولئن تفرملت اليوم اندفاعته الصاروخية نحو الثلاثين الفا الا انه خلّف تداعيات كارثية على الاسعار من دون استثناء، وليس ما يضمن تقليعته مجددا في ظل حكام غائبون عن السمع والنظر والمعاينة، غارقون في عالمهم غير الواقعي، يلهثون خلف الكراسي والمناصب والاطماع مستخدمين شعب لبنان وقودا لاحلامهم وانانياتهم.
مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحكومية امس، لم تلق أي صدى لا لدى حزب الله الذي انتقد القصر ربطه مجلس الوزراء بتحقيقات المرفأ، ولا لدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يحاذر الدعوة الى جلسة بـ”مَن حضر”، مخافة اغضاب الثنائي الشيعي وربما نسفه الحكومة. كل ذلك فيما الانهيار يتمدد مع ان الدولار هدأ بعض الشيء غداة اجراءات اتخذها “المركزي” للجمه.
بري مستعد اذا: في المواقف اللافتة اليوم، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام وفد نقابة المحررين، انه “مستعد للصعود مشيا على الاقدام الى قصر بعبدا لمقابلة رئيس الجمهورية اذا شعرت بوجود ايجابية لايجاد حل للازمة التي نعيشها“. وطلب من رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود “ان يكون للمجلس الذي يرأسه دور في قضية قاضي التحقيق طارق البيطار“. الى ذلك، اشار الى “ان الانتخابات حاصلة حتما ضمن المهلة الدستورية”، معتبرا ان “لبنان في حصار من العرب بينما نجحت اسرائيل في كسر الحصار عليها”.
دوكان: في الغضون، الدعوات الدولية لتفعيل الحكومة والاسراع في الاصلاحات مستمرة. في السياق، يواصل منسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان جولته على المسؤولين اللبنانيين في اليوم الثالث من زيارته بيروت، فالتقى وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام في مكتبه مساء أمس على مدى ساعة ونصف الساعة، في حضور الوفد المرافق. وتم البحث في الإصلاحات التي يعمل عليها لبنان ومدى تقدّمها، لا سيما لجهة قانون المنافسة، حيث أكد سلام أن مسار إقراره أصبح في مراحله النهائية. وأكد أنه لمس في لقاءاته وقوف المجتمع الدولي إلى جانب لبنان، وأن الاصلاحات هي مطلب أساسي جامع.
لقاءات بعيدة من الأضواء: إلى ذلك، أفادت “أم. تي. في” أن دوكان أجرى نقاشاً مستفيضاً حول لبنان، في لقاء على مائدة جمعه بالمستشار الاقتصادي فادي العسلي، وزير المال يوسف الخليل، الوزيرين السابقين ملحم رياشي ورائد خوري، والنائب المستقيل نعمة افرام. وحضر أيضاً رئيس جمعيّة تجّار بيروت نقولا شماس، ورئيس مجلس إدارة محطة mtv ميشال المرّ.
عون وكومار: ليس بعيدا من الخط الاقتصادي – المالي، عرض رئيس الجمهورية، مع المدير الإقليمي لمجموعة البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط ساروج كومار جاه، الملفات التي يعمل البنك الدولي على تمويلها في لبنان ولا سيما منها مشروع شبكة الأمان الاجتماعي الذي يؤمن مساعدات نقدية للفئات المحتاجة في المجتمع اللبناني. وشكر كومار جاه الرئيس عون على الدعم الذي قدمه للبدء بهذا المشروع الذي تستفيد منه عائلات عدة مفترض ان تتلقى هذه المساعدات ابتداء من شهر اذار المقبل. كما تطرق البحث الى دور البنك الدولي في تمويل عملية استجرار الغاز والكهرباء الى لبنان عبر مصر والأردن وسوريا والإجراءات الواجب اتباعها للإسراع في انجاز هذا الامر. واكد كومار جاه ان البنك الدولي يواصل تقديم الدعم للبنان في تمويل عدد من المشاريع الحيوية والاساسية بعد تذليل العقبات التي تحول دون إنجازها بسرعة. وشكر الرئيس عون المدير الإقليمي للبنك الدولي على الجهود التي يبذلها في سبيل مساعدة لبنان، مؤكدا ان الحكومة اللبنانية ستفي بالتزاماتها في سبيل انجاز المشاريع التي يمولها البنك الدولي.
الكهرباء: ليس بعيدا، وبينما غلاء المازوت او انقطاعه سيدفع بأًصحاب المولدات في اكثر من منطقة الى اطفائها تباعا في قابل الايام، تابع وزير الطاقة والمياه وليد فياض زيارته إلى فرنسا، والتقى في اليوم الثاني رئيس مجلس إدارة شركة EDF جان – برنارد ليفي Jean Bernard Lévi وكبار المسؤولين فيها، ولمس التزاماً كبيراً لديهم لدعم قطاع الطاقة في لبنان. وأكّد ليفي أنّ توجيهات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقضي بتقديم كامل المساعدة للقطاع لتجاوز محنته الحالية. وتناول اللقاء المطوّل الجوانب التقنية من التعاون القائم حالياً وسبل تطويره في المستقبل، لاسيما في ما يتعلّق بالخطة التوجيهية لإنتاج الطاقة Master Plan والنقل والتوزيع وإدارة خدمات التوزيع كما وجهاز التحكم المركزي. كذلك التقى فياض مستشار الرئيس ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل في قصر الإيليزيه حيث بحثا في التطورات في المنطقة ولبنان في ضوء زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى دول الخليج، وفي خطط الوزير فياض لتطوير قطاع الطاقة في لبنان وإصلاحه لجهة تحسين الخدمات بالتوازي مع زيادة التعرفة.
ازمة انترنت؟ ودائما على خط ازمة الكهرباء، أكد المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريدية “أننا لن نصل الى انقطاع الإنترنت عن البلد، ولا أحد يجازف بمثل هذه الخطوة لما لها من تأثير سلبي على عمل مصرف لبنان والإدارات كافة“. الا انه قال تقدّمنا بطلب سلفة عاجلة لشراء المحروقات وتمّت الموافقة عليها غير ان ثمة حديثا عن تمنّع الرئيس عون عن توقيع المراسيم الجوالة ما قد يؤدي إلى ألا تأخذ السلفة طريق التنفيذ الفوري وبالتالي ما يؤدي إلى توقف خدماتنا وانقطاع الانترنت.
البطاقة التمويلية: في الغضون، كشف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار أن “الأول من آذار موعد بدء دفع مستحقات “البطاقة التمويلية” بالعملة الأجنبية على أن يتم ذلك بمفعول رجعي عن شهرَي كانون الثاني وشباط 2022. وشدد في حديث الى “صوت كل لبنان”، على “ضرورة الإسراع في عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات المناسبة بعدما أصبح الحد الأدنى في لبنان يوازي 23 دولاراً وبات جميع اللبنانيين فقراء“. وأضاف: لو عاد الأمر لي لعمدت إلى توسعة مروحة المستفيدين من البطاقة، إلا أن المشكلة تكمن في الأموال، لأن لغاية هذه اللحظة لم نتوصل بعد الى الاتفاق النهائي بالنسبة الى المال رغم كل البوادر الإيجابية التي تشير الى رفع قيمة المِنَح للبنان أو إمكانية أخذ قروض ميسّرة لدعم الشعب اللبناني. من جهة أخرى، رأى حجار أن “التحليق المستمر لسعر صرف الدولار أمرٌ غير مبرّر”، معتبراً أن “تصرفات بعض المسؤولين الماليين في هذا الصدد غير مبرّرة أيضاً“.
وخليل يرد: وفي السياق، دعا المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، إلى “التوقف عن ممارسة سياسة التعمية على الحق والحقيقة التي يتبعها التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل في ما يتعلق بالمصرف المركزي”. وسأل في لقاء مفتوح مع عدد كبير من الناشطين عبر وسائل التواصل الإجتماعي “لماذا لا تبادر مفوضة الحكومة لدى “المركزي” السيدة كريستال واكيم، التي عينها باسيل وتياره، إلى إيقاف أي قرار لحاكم المصرف لافتاً الى انها الوحيدة القادرة على ذلك عبر توقيع قصاصة ورق صغيرة”؟
اتصال اول: من جهة ثانية، وعلى صعيد العلاقات اللبنانية – الخليجية، فقد تلقى وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اتصالا هاتفيا من وزير الداخلية في مملكة البحرين الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وجرى التداول بالملفات الأمنية المشتركة خصوصا ما يتعلق بالمؤتمر الصحافي الذي عقد في بيروت، السبت الفائت، من قبل جمعية الوفاق البحرينية. وأكد مولوي خلال الاتصال حرصه على ضمان أمن واستقرار مملكة البحرين ورفضه القاطع لأن يكون لبنان منصة لبث الكراهية أو العداء اتجاه أي دولة عربية ولاسيما دول مجلس التعاون الخليجي. وعرض مولوي لكل الخطوات التي قامت وتقوم بها وزارة الداخلية والبلديات عبر الأجهزة الأمنية التابعة لها، لناحية جمع المعلومات عن الاشخاص المنضوين ضمن مؤسسات أو جمعيات مناهضة للدول العربية الشقيقة، ومنع الفنادق وقاعات المؤتمرات من عقد أي نشاط ذات طابع سياسي قبل الاستحصال على الموافقة القانونية والادارية اللازمة. واتفق الطرفان على استمرار التعاون الأمني وتبادل المعلومات في ما يهم أمن البلدين.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.