نقلا عن المركزية –
تسعى إيران الى تعزيز وجودها العسكري ونفوذها في العراق وسط محاولات حثيثة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لتقليص هذا النفوذ، مدعوماً بالتظاهرات التي تعم بلاد الرافدين رافعة شعار “يلا يلا ايران برا”. ويتعرّض الكاظمي، بسبب مواقفه هذه، الى ضغط ايراني قوي لانه يقف بوجه المشروع الايراني الذي يحاول ان يجعل الساحة العراقية مستباحة. كما وتحاول طهران وضع يدها على الثروة العراقية وتطالبها بالمستحقات لتزويدها بالكهرباء.
وفي الذكرى السنوية الاولى لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، تحاول ايران الضغط على حكومة العراق لمنع وجود قواعد عسكرية في العراق. وفي السياق، تشير اوساط مراقبة عبر “المركزية” الى ان ايران تلجأ الى الحشد الشعبي وحزب الله والتنظيمات المسلحة العراقية الشيعية التي انشأتها، لمواجهة مشروع الكاظمي القائم على شعار “العراق للعراقيين”.
وتؤكد الاوساط ان المناخ العراقي العام يدعم مشروع الكاظمي، لكن في المقابل، ايران لن تتخلى عن نفوذها في العراق من دون ان تبدأ المفاوضات مع الولايات المتحدة وتلعب “ورقة العراق” الرابحة في المفاوضات انطلاقا من تمسك واشنطن بان يكون لها وجود عسكري في العراق للمحافظة على نفوذها فيه.
الى ذلك، ترى مصادر سياسية مراقبة أن أوضاع العراق الحاليّة تظهر اختلالا بنيويا هائلا في العلاقة مع إيران، التي تحوّلت إلى علاقة تبعية وسياسية واقتصادية، ونفوذ سياسي وأمني طاغ يلعب فيه العنصر الطائفي دورا كبيرا، حيث نجحت طهران في مراكمة استثمارها في دعم القوى الشيعية.
القصة بدأت، بحسب المصادر، منذ أربعين سنة، وتحديداً في ايلول 1980، عندما اجتاح صدام حسين إيران وانتهى بطريق مسدود في العام 1988. هذه الحرب التي فتحت المجال أمام ديناميات إقليمية طويلة الأمد وبعيدة وواسعة التأثير، وما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم. ففي العقود التي تلتها، طوّرت إيران قدرة ملفتة على حشد المجتمعات الشيعية في أرجاء المنطقة، فدخلت إلى مساحات سياسية وإيديولوجية كان عصيّة في السابق، ولا سيّما في العراق، وأيضاً في سوريا ولبنان واليمن.
فهل تنجح مساعي الكاظمي في مكافحة الفساد وإجراء الاصلاحات وكسر طوق الاستبداد الايراني الذي يلتف على العنق العراقي وإنهاء هذه الحرب التي لا تنتهي فصولها بين البلدين، خاصة مع اقتراب الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن من تسلم زمام الامور في البيت الابيض، والذي من المتوقع ان يتوّج عهده بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع ايران، الامر الذي قد يؤدي الى فك أسر العراق وتتدحرج معها أحجار الدومينو من اليمن الى سوريا فلبنان، إذ من المؤكد ان الحرب بين العراق وإيران سترسم معالم المنطقة للعقود القادمة، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.