نقلا عن المركزية –
يرصد العالم مسار المفاوضات الجارية لاحياء الاتفاق النووي الايراني، ومصيرَها، في اعقاب انتقال السلطة في ايران، من يد الاصلاحيين الى فريق المحافظين المتشددين، بعد فوز ابراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في فيينا، ستستمر طبعا، بإرادة مشتركة من الجانبين، الا ان الاسابيع القليلة المقبلة، ستشهد بعض التريّث، وستكون هذه الفترة الزمنية مخصّصة ليراجع كلّ طرف اوراقه من جديد، في ضوء نتائج الاستحقاق الايراني، ما يعني ان ابرام واشنطن “الصفقة” مع حكومة الرئيس حسن روحاني قبل رحيلها، بات مستبعدا…
ليس بعيدا، أعلنت طهران امس على لسان المتحدث باسم حكومتها علي ربيعي أن الرئيس الإيراني المنتخب، بحث مع روحاني، مستقبل الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا. المقاربةُ الايرانية لكيفية إحياء “التفاهم” لن تتغير، تضيف المصادر، والمتشددون اليوم، تماما كما الاصلاحيين بالامس، سيتمسّكون بأولوية رفع اميركا العقوبات من دون قيد او شرط لتعود الجمهورية الاسلامية بعد ذلك الى الالتزام ببنود “الاتفاق النووي”.. غير ان ادارة رئيسي، المحسوب على الحرس الثوري والمقرّب من المرشد الاعلى علي خامنئي، ستُظهر طبعا، تصلّبا اكبر في المحادثات ولو من حيث الشكل و”المواقف”، لا الجوهر… كما ان جناح المحافظين، من غير المستبعد ان يرمي ورقة جديدة على طاولة فيينا كشرط للعودة الى “النووي” عنوانها: رفع العقوبات عن المرشد. وقد كان المبعوث الروسي إلى محادثات فيينا ميخائيل اوليانوف كشف الاثنين أن الإيرانيين يصرون على هذا المطلب، وهو أمر طبيعي، وفق تعبيره… اضف الى ذلك، ان رئيسي اعلن غداة انتخابه رفضه المطلق لأكثر من الحدّ الأدنى من امتثال إيران لاتفاق 2015، في مقابل رفع جميع العقوبات الأميركية، متجاهلاً الدعوات إلى متابعة المناقشات من أجل توسيع الاتفاق النووي ليشمل برنامج الصواريخ الباليستية، وحضور طهران في المنطقة، باعتبارهما ملفّين “ليسا قابلين للتفاوض”، علماً بأن هذه الملفات يأمل المسؤولون الأميركيون معالجتها كجزء من صفقة متابعة أوسع مع الجمهورية الإسلامية.
على اي حال، رفعُ السقوف من عدّة التفاوض لا اكثر، والمهمّ ان المحادثات ستستمر، تتابع المصادر. وفي تأكيد على ان طهران، بقيادتها الجديدة، راغبة في المضي قدما فيها، قال ربيعي امس ان “الأطراف المشاركة في محادثات فيينا وصلت إلى تفاهمات مشتركة بخصوص قضايا رئيسية”، مضيفا “تم التوصل إلى نص واضح للاتفاق في المفاوضات”، مؤكدًا أن “إيران تأمل في أن تكون جولة المفاوضات القادمة هي الأخيرة إذا تم اتخاذ قرارات سياسية مرتبطة بما تم الاتفاق عليه”.
الجدير ذكره ان المفاوضات النووية رُفعت الاثنين الماضي للتشاور، وأكد اوليانوف ضرورة أن يستفيد جميع المشاركين من فترة الراحة هذه من أجل العودة بتعليمات وقرارات سياسية واضحة لاحقا عند انطلاق الجولة السابعة. كما أشار إلى أن موعد الجولة المقبلة غير مهم، فقد تكون بعد أسبوع أو 10 و12 يوما، إلا أن الأهم برأيه الاستفادة من تلك الفترة. وأشار في حديث للصحافيين من فيينا إلى أن الانتهاء من صياغة وثيقة الاتفاق يحتاج إلى أسبوعين إضافيين، مضيفاً أن النص بات جاهزا تقريباً، لاسيما أن المشاركين أزالوا خلال اليومين الماضيين الكثير من الفراغات المتعلقة بالعقوبات.
في المقابل، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أن المفاوضات صعبة، فيما أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن مسائل عامة أيضا لا تزال عالقة.
ما يمكن استنتاجه من هذه المواقف والمعطيات كلّها، ان وصول رئيسي الى السلطة فرض فرملةً “طبيعية” للمفاوضات التي ستستأنف خلال اسابيع، من حيث انتهت، من دون تعديل كبير يُذكر لا في ايجابياتها ولا في العقبات التي كانت تعترض تقدّمها، والتي ستستمر الاتصالاتُ لتذليلها، كون الاميركيين تماما كالايرانيين، يناسبهم التوصل الى تفاهم: واشنطن لتريحَ المنطقة وحلفاءها وعلى رأسهم تل ابيب.. وطهران لتفكّ عن رقبتها طوق العقوبات الخانق لاقتصادها، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.