نقلا عن المركزية –
على الخط الحكومي اللبناني، دخلت ايران بالمباشر والعلن لتنزع عنها تهمة الوقوف خلف عدم تشكيل حكومة في لبنان وتلصقها بأميركا وفرنسا والسعودية. هكذا، وبكل بساطة، قرر “اللهيان” ان يقتحم “لعبة العرقلة” ويكشف “المستور”. تريد الدول الثلاث، لا سيما فرنسا، التي ما انفكت تبذل جهودا جبارة لانقاذ لبنان مما اقحمته فيه ايران وذراعها العسكري منذ عقد من الزمن، عدم وجود حكومة قوية في لبنان، ولأي سبب؟ لاضعاف المقاومة وتطبيع العلاقات مع اسرائيل. نعم، هذه فلسفة ايران في ملف حكومة لبنان، ولتدعيم وجهة نظرها تستعين بمثلث “المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية”، وهي من المرات النادرة التي تأتي فيها على ذكر جيش لبنان، باعتبار ان لها جيشا خاصا في دويلتها- فرع لبنان. اما المضحك المبكي فيتمثل في اعلان دعمها القوي، لـ” أمن لبنان الذي تسببت وما زالت في تعريضه للخطر كل لحظة بعدما استجلبت اليه الارهاب ليقاوم حزبها الذي امتد الى العمق السوري ليحارب الى جانب نظامه، واستقراره المخضوض الذي يقترب من نقطة الانفجار واقتصاده “الديناميكي”، واي ديناميكية تصفه بها وهو في لحظة النزاع بفعل ممارسات ومواقف حزبها الذي دكّ الاستثمارات وهشّل السياح وقطع الامدادات المالية عن خزينته بتخوين الاشقاء العرب من دون ان يجد من يردعه؟
ايران والتشكيل: عبر تغريدة، اطل المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمیر عبد اللهیان ليتهم أميركا وفرنسا والسعودية باتباع سياسة “عدم وجود حكومة قوية “في لبنان. وقال “تنتهج الـ US وفرنسا والسعودية سياسة عدم وجود حكومة قوية والإنقسام وإضعاف المقاومة، وهي الوجه الثاني من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإضعاف لبنان”.
أضاف “لا شك في أن مثلث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية هو الرابح الرئيسي. تدعم إيران بقوة أمن لبنان واستقراره واقتصاده الديناميكي”.
تحذيرات دبلوماسية: في الداخل، استكانت نوعا ما الحركة الدبلوماسية غير المسبوقة التي شهدتها البلاد في الساعات الماضية، ويبقى رصد نتائجها. وبحسب ما قالت مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فان الدبلوماسيين ينشطون لتوجيه ما يشبه “الانذار الاخير” الى لبنان وقادته، بأن الانفجار الاجتماعي المعيشي الاقتصادي، وشيك،. وهم يحثّون اهل الحكم على التصرّف، وعلى التعالي على خلافاتهم وانانياتهم فيؤلّفون حكومة المهمة، بعيدا من شروطهم وحساباتهم الشخصية والفئوية، كي تبقى فرصة الانقاذ قائمة، عبر المجتمع الدولي وصندوق النقد. ووفق المصادر، وفي ضوء دعوة السفيرة الاميركية دوروثي شيا من بعبدا الى “التسوية”، فإن الخارج ليّن شروطه لناحية “شكل” الحكومة و”طبيعتها”، الا انه لن يرضى طبعا بحكومة يُمكن لفريق سياسي تعطيلها والتحكّم بقراراتها. ومن هنا، فإنه يركّز على ضرورة الاقلاع عن الشروط التي باتت العواصم الكبرى ترى ان “الفريق الرئاسي” هو، لا سواه، يضعها في درب التشكيل.
الحريري-روداكوف :في الاثناء، وغداة زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي حيث عرض معه مستجدات التشكيل، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في “بيت الوسط” السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف في حضور الممثل الخاص للرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، وبحث معه التطورات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقد ترددت معلومات عن ان روداكوف زار ايضا في الساعات الماضية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
بخاري: ليس بعيدا من حركة الدبلوماسيين، واثر الشائعات التي رافقت زيارته لقصر بعبدا، واصل السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عملية تصويب الموقف والموقع السعوديين. وفي السياق، وبعد إعادة نشره الاربعاء، تغريدة لصحيفة “اللواء” تفيد انه “قصد القصر بعد 3 نداءات من بعبدا”، غرد بخاري اليوم عبر تويتر كاتبا “احترام قواعد السلوك الدبلوماسي؛ إعلان بالتزامنا بأعلى المعايير والأخلاقيات محلياً ودولياً”، ما يعني انه لبى دعوة القصر بروتوكولياً.
اقفال جديد: من جهة ثانية، قفز الهم الوبائي من جديد الى واجهة الاهتمام الرسمي عشية الاعياد، خشية تكرار “كارثة” عيدي الميلاد ورأس السنة الصحية. وفي السياق، قرّر المجلس الأعلى للدفاع الذي التأم اليوم بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تمديد التعبئة العامة لمدّة ستة أشهر، والاقفال التام لكل القطاعات خلال فترة الأعياد لمدّة ثلاثة أيام. وكان رئيس الجمهورية ميشال عون أكّد في بداية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع على “ضرورة تمديد التعبئة العامة نظراً لإزدياد نسبة الاصابات وأعداد الوفيات”، داعياً “الى تحديد الوضعية الحالية للاصابات والوفيات واللقاحات لمواجهة الموجة الثالثة المتوقعة لوباء كورونا”. وأعلن عون عن “تخصيص 50% من الاعتماد الاستثنائي لرئيس الجمهورية من موازنة العام 2021 أي 50 مليار ليرة لتُصرف للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، على أن يتم توزيعها وفقاً للأصول وبالتنسيق مع قيادة الجيش ومحافظ بيروت”. من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب في مستهل الاجتماع “إنتشار “كورونا” يتزايد وهناك نسبة عالية من المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات، بينما يبدو أننا على مشارف الموجة الثالثة ليس فقط في لبنان وإنما في العالم، وقد تكون أخطر من سابقاتها وأتبنّى تمديد التعبئة العامة ستة أشهر جديدة تمتد لغاية نهاية أيلول”.
مواد نووية! وخلال الاجتماع، برز موقف لدياب من قضية متفرّعة من انفجار المرفأ، تحدث فيه عن قضية المستوعبات التي يفترض أن يبدأ ترحيلها خلال أيام، بعد أن انطلقت الباخرة التي ستشحن تلك المستوعبات إلى خارج لبنان. وأشار الى أنه يبقى هناك ملف المستوعبات الجديدة التي يتم الكشف عنها في عدة مناطق. وقال: بالنسبة لملف نفايات الطاقة المشعة، وبانتظار عملية إنشاء المبنى الذي كان مجلس الدفاع الأعلى قد أوصى بإنشائه في السلسلة الشرقية، نحن نعمل على ترحيل هذه النفايات إلى خارج لبنان، مع المستوعبات الموجودة في مرفأ بيروت. وكشف أن هناك ملفا جديدا يشكل خطرا أيضا، وهو ما تحدث عنه التقرير الذي أعدته شركة COMBILIFT ويشير إلى مواد كيميائية خطرة موجودة في مستودع في منشآت النفط في الزهراني، وتبين بعد الكشف عليها من قبل خبراء في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية أن هذه المواد هي مواد نووية عالية النقاوة، ويشكل وجودها خطرا، بحسب التقرير الذي وردني من الأمن العام. وقال: هذا الموضوع تجب مناقشته الآن، ويجب أن يكون هناك إجراء سريع جدا للتعامل معه بأقصى درجات الاستنفار… وفي المقررات، تم تكليف وزير الطاقة والمياه اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية، لا سيما الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية لتخزين المواد الشديدة الخطورة، بعد سحبها من منشآت النفط او أي امكنة أخرى. وتكليف الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية استكمال الاتصالات لايجاد حل نهائي لنفايات الطاقة المشعة المخزنة في مقر الهيئة، مع الأخذ في الاعتبار القرارات التي صدرت عن المجلس الأعلى للدفاع في هذا السياق، بتاريخ 21/1/2021.
مقررات صحية: اما صحيا، فتم تكليف وزير الصحة العامة استكمال التواصل مع الشركات المصنعة للقاحات لتأمين اللقاحات للمواطنين، مع السماح للقطاع الخاص لتأمين اللقاحات عبر مبادرات جماعية و/ او قطاعية تحت اشراف وضوابط وزارة الصحة. وتم الطلب إلى الأجهزة العسكرية والأمنية كافة التشدد ردعيا، في قمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره والتنسيق والتعاون مع المجتمع الاهلي والسلطات المحلية لتحقيق ذلك…. كما تم تكليف وزير الصحة العامة استكمال الاتصالات والإجراءات اللازمة لتفادي انقطاع مادة الاوكسيجين، وفقا للحاجات المطلوبة والملحة.
عقوبات: وليس بعيدا، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني، أن لا قيمة صحية تُذكر للاتفاق على توريد الأوكسيجين من الحكومة السورية او قبول هبة، إذ كان لبنان يستورد عند الحاجة أوكسجيناً من دول متعددة، عندما يزيد الطلب موقتاً عن قدرة المعامل المحلية عبر القطاع الخاص، مشيراً الى وجود مصنع لبناني- سوري كان يلبي هذه الحاجة كقطاع خاص، وفجأة توقفت صهاريجه من سوريا، ومُنعت من دخول الأراضي اللبنانية. وأوضح حاصباني أن “الاستيراد من القطاع الخاص شيء والتعامل على مستوى الوزراء شيء آخر تماماً، قد يُعرّض لبنان رسمياً لطائلة العقوبات الأميركية كقانون قيصر، إذا ما استمرت هذه العلاقة وتطورت لمقابل مالي او عيني، من أدوية ولقاحات وغيرها، بين الدولتين. ورأى أن قد تكون لتلك الزيارة أبعاد سياسية لتظهير استمرار العلاقة الطبيعية بين حزب الله والنظام السوري، بعدما اثيرت شكوك حول ذلك بعيد التحرك الروسي في المنطقة”.
عكر تثور: على خط آخر، وبعدما رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال تفعيل حكومته مطالبا بتفسير القضية في المجلس النيابي، وعلى اثر ما تسرب عن لقاء عقدته نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر مع عدد من الوزراء، اكدت مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان عكر تناولت القضية اليوم في جلسة المجلس الاعلى وقالت: نحن لن نكون شهود زور ولسنا بوارد تجاوز الصلاحيات ولا يعود لنا القرار لدعوة مجلس الوزراء وهناك أصول لعقد جلسات كهذه. وما قام به الوزراء بالأمس مجرد لقاء الكتروني. فنحن في كارثة متصاعدة نعيشها يومياً، غلاءً ونقصاً في الدواء والغذاء وتردي في جميع أنواع الخدمات وعلينا جميعاً تلبية احتياجات المواطنين. وأضافت، كلام عن حكومة تصريف؟ ماذا تفعل اذا لم تصرف وتقوم بواجبها؟ حكومة لا تُؤلَف، والمطلوب أن نسكت؟ الدستور يحمّلنا كوزراء إفرادياً المسؤولية الشخصية عن أعمالنا. في كارثة كهذه تتعاظم مسؤولياتنا جميعاً.وتابعت: بصراحة الوضع لا يطاق ونحن غير راضين عن أنفسنا ونتعرض للإنتقاد ليس فقط من الناس بل من عائلاتنا. وهذا من حقهم علينا. ومن واجباتنا ألا نبقى متفرجين حيال تعطيل البلد والشلل الذي أصاب مؤسسات الدولة وإداراتها خصوصاً الخدماتية منها. فهل اللقاء إذًا هو الجريمة؟
المال في السراي: ماليا، وبينما كلف الاعلى للدفاع “وزير المالية العامة بالتنسيق مع وزير الصحة العامة ومصرف لبنان، متابعة تأمين السيولة اللازمة بالعملة الصعبة للشركات التي تستورد المستلزمات والمعدات الطبية”، رأس دياب اليوم اجتماعا بحث في مستحقات شركات تشغيل معامل إنتاج الكهرباء وشركات مقدمي الخدمات، في حضور الوزراء: زينة عكر، وريمون غجر، ووزير المال وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب. وناقش المجتمعون المراحل التي بلغتها التحضيرات في موضوع التدقيق الجنائي.
عون يصرّح: في الغضون، زار الرئيس عون ، مقر المجلس الدستوري في الحدث، وسلم رئيسه القاضي طنوس مشلب تصريحا عن الذمة المالية وتسلم منه ايصالا بذلك وفقا للقانون..بدوره، زار رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان المجلس الدستوري، وسلم رئيسه تصريحا عن امواله المنقولة وغير المنقولة، عملا بقانون التصريح عن الذمة المالية ومعاقبة الاثراء غير المشروع.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.