نقلا عن المركزية –
نقل موقع “بوليتيكو” (POLITICO) عن المبعوث الأميركي الخاص الى إيران روبرت مالي قوله إن مصير العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران أصبح مدار تساؤل كبير. وأضاف أن قرار العودة إلى الاتفاق لم يعد بيد الولايات المتحدة وأنها لم تعد تتحكم فيه بالكامل. وانتقد المبعوث الأميركي ما قال إنه افتقار للجدية والالتزام من جانب إيران، ولكّنه أعرب عن استعداد بلاده لاستئناف المحادثات مع طهران، كاشفا أن فريق بلاده يعد لسيناريو إخفاق التوافق الأميركي الإيراني. وذكر المبعوث أن من بين عناصره التوقيع على اتفاق منفصل وفق معايير مختلفة تماما، أو اللجوء إلى سلسلة من الإجراءات العقابية مع الحلفاء الأوروبيين. واعتبر أن من المنطقي العودة إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن التأخر يرجع لانعدام الثقة الذي نتج عن حملة الضغط القصوى من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والانتقال السياسي في إيران. وقال مالي إن إذا استمرت إيران في اتخاذ خطوات نووية استفزازية، وواصلت استفزازاتها الإقليمية فهذا يعني الابتعاد عن الاتفاق، على حد تعبيره.
في المقابل، قالت عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني زهرة الهيان إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ستستمر في حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، إلا أنها أكدت أن نموذج المفاوضات سيتغير. وانتقدت الهيان، في مقابلة مع وكالة “مهر”، المحادثات في عهد حكومة روحاني وقالت إنها من دون نتائج، مشيرة إلى أن المحادثات التي ستجريها الحكومة الجديدة لن تكون كسابقتها، إلا أنها لم تقدم تفاصيل أكثر عن النموذج الجديد للمفاوضات النووية.
ايران اذا ترغب في الجلوس الى طاولة المفاوضات من جديد مع الولايات المتحدة الاميركية، رغم انتقال السلطة فيها، من يد الاصلاحيين الى يد المتشددين. لكن وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن حديث زهرة الهيان عن “نموذج” جديد، يثير تساؤلات حول مضامينه ومعانيه. فحتى الساعة، يبدو ان رئيسي يريد مفاوضة اميركا، “على الحامي” تحت الضغط، اي في ظل تصعيد على الجبهات كافة، من اليمن الى سوريا والعراق مرورا بلبنان ووصولا الى بحر عمان، علّ هذا التسخين يحشر واشنطن ويدفعها الى تقديم تنازلات “نووية” و”استراتيجية” و”اقليمية” وسياسية وعسكرية، تناسب مصالح طهران اكثر.
الا ان هذا السلوك قد يرتد سلبا على الجمهورية الاسلامية، خاصة وانه حتى الساعة، لا تبدو الادارة الاميركية، في ضوء الرضوخ او الانكسار، بل على العكس، هي تتوعد بأن مضي ايران في تعكير الامن والاستقرار، سينسف المفاوضات ويفرض عليها عقوبات اضافية. والحال، ان هذا الموقف يتبناه ليس فقط الاميركيون بل الاوروبيون ايضا، رعاة محادثات فيينا.. وقد اعربت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، منذ ايام قليلة، عن قلقها العميق بشأن تقرير ذكر أن إيران سرعت معدل تخصيب اليورانيوم لتقترب من النسبة المطلوبة لصنع أسلحة، منوهة بأن هذا يشكل انتهاكا خطيرا لتعهداتها.. فاذا كانت طهران تريد احياء الاتفاق لا نسفه نهائيا، عليها بالتروي ووقف التصعيد قبل فوات الاوان، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.