نقلا عن المركزية –
إنضمت ست دول جديدة إلى مجموعة بريكس المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وفق ما أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل بامابوزا امس خلال قمة للمجموعة في جوهانسبورغ. وتلتحق كل من إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين وإثيوبيا إعتبارًا من الأول من كانون الثاني 2024 بمجموعة الدول الناشئة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم.
مجموعة بريكس، المعروفة بكونها ائتلافًا لأبرز الاقتصادات الناشئة في العالم، قامت بخطوة استراتيجية كبيرة بتوسيع نطاقها، وستساعد هذه الخطوة في تعزيز استراتيجيتها لزيادة تأثيرها على الساحة العالمية وتعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء، كما انها قد تساهم في توسيع الفرص الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الدول الأعضاء. ويعكس هذا التوسيع الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية المعاصرة بشكل مشترك.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ليس ما جرى تفصيلا، وانضمام دول وازنة على الساحة العالمية كالسعودية وايران والامارات الى “بريكس” له معان وابعاد كثيرة. فهو يؤشر الى ان ثمة فعلا رغبة آخذة في التوسع بين العواصم الكبرى، في التصدي لعالم مُدار من قطب واحد، عنينا الولايات المتحدة الاميركية، والعمل لعالم متعدد الاقطاب لا تتحكّم به عاصمة واحدة.
وفق المصادر، هذا الامر لا يعني اطلاقا ان المملكة والامارات انتقلتا الى ضفة الروس في مواجهة واشنطن. الا ان القرار الذي اتخذته السعودية، ينسجم تماما مع المسار الذي بدأته في اتفاق بكين، وهو لم يعد مفاجئا.
فباتفاقها مع ايران، برعاية صينية، أعلنت الرياض انها فتحت صفحة جديدة في مقاربتها للعلاقات الدولية. هي باتت ترفض الاصطفافات الحادة، كما انها لا تحبّذ دعم هذا المحور العالمي على حساب ذاك، ولا تستسيغ سياسة القطيعة او التصعيد او المواجهات، بل تفضّل سياسة التحاور والاستيعاب ومد يد التعاون للقوى الكبرى كلها.
انطلاقا من هنا، لم يكن انضمامها الى مجموعة “البريكس” مفاجئا. هو ربما استفز الاميركيين، غير ان الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة، ستثبت مرة جديدة، لكل مَن يراهنون على قطيعة بين المملكة واي دولة كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وعلى توجهها نحو موسكو ومباركتها بالتالي لكل خطوات روسيا وحلفائها وابرزهم ايران، في المنطقة والعالم، ان المملكة ليست في هذا الوارد، وانها لم تترك محورا لتلتصق بآخر، وان هدفها هو ترطيب المناخات الاقليمية والدولية، لا تسخينها، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.