نقلا عن المركزية –
صبت راجمات المواقف النارية، وحتى العدائية، كل حمولتها، مستخدمة الإعلام التقليدي والرقمي و«الجيوش الالكترونية» في حرب كسب الرهان، بدءاً من الاثنين المقبل، حيث تقرر جملة من الخطوات المصيرية، بانتشال البلد من ورطته، أو الغرق أكثر وأكثر في بحر الخلافات والانقسامات والانهيارات.
وبدت الانتخابات خيارات بين الانتماء العربي، والانخراط في المشروع الإيراني، والاتهامات في ما خص إسرائيل ودورها في مرحلة التفاوض والتنقيب عن النفط أو تصفية الحسابات، على الساحة اللبنانية.
ورأت مصادر سياسية ان لبنان سيمر بمرحلة انتقالية فاصلة بين الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، وصفتها بالمرحلة شديدة الحساسية والخطورة، وتتطلب التعاطي معها بمسؤولية كبيرة وعدم تهور، لكي لا تؤدي الى انزلاق البلد الى وضع متوتر وفوضوي، في ظل تردي الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية.
وقالت ان توظيف نتائج الانتخابات النيابية في غير الاتجاه الوطني الصحيح، مهما كانت هذه النتائج، ومحاولة الزج بلبنان، بالصراعات والمصالح الاقليمية والدولية، ستكون له تداعيات ونتائج خطيرة يصعب التكهن بما ستؤول اليه.
واشارت المصادر الى نصائح دولية اسديت من اكثر من جهة،تشدد على تخفيف حدة الخطاب السياسي وحملات التراشق بالاتهامات، وان كانت المناسبة لتحفيز الناس وحثهم على الانتخاب، لهذه الجهة او تلك، الا انه لا بد مع انتهاء اجراء الانتخابات، المبادرة فورا من كل الاطراف المعنيين بالعملية السياسية، الى الاحتكام لنتائج الانتخابات، والانخراط فيها، استنادا للدستور والقوانين، محذرة من جنوح البعض، لممارسة الاستقواء من حملة السلاح غير الشرعي، او اصحاب النفوذ السلطوي من اي تصرفات اوممارسات، خارج اللعبة السياسية، من شأنها ان تدفع لبنان الى مزيد من التدهور والفوضى، والتي لن تكون في صالح احد.
واشارت المصادر إلى ان الجهات الدولية نفسها،شددت على ضرورة تسريع تشكيل حكومة جديدة ،وتجنب هدر الوقت سدى بالتعطيل القسري تحقيقا لمكاسب سياسية ضيقة وتسريع الخطى لاجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها الدستوري، تفاديا لتفاقم الانقسام الداخلي وحدوث فراغ رئاسي، يزيد من حالة التوتر السياسي والشلل في باقي مؤسسات الدولة، وحذرت بأن اي عرقلة او تعطيل متعمد كالذي حصل سابقا، سيؤدي حتما الى تفاقم الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية الصعبة، ويعطل الجهود المبذولة مع المؤسسات الدولية والدول الصديقة، لمساعدة لبنان واخراجه من محنته وازماته.
و أوضحت أوساط مراقبة لـ«اللواء» ان الخطاب الانتخابي المرتفع السقف الذي عبر عنه بعض المرشحين ولاسيما مرشحو الأحزاب يعطي انطباعا أن الهواجس من نتائج مخيبة في الانتخابات قائمة وأشارت إلى أن هؤلاء ينفضون اياديهم من وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه ويكيلون الاتهامات بحق بعضهم الذين اشتركوا من مواقعهم ، وتقاسموا الحصص.
ولفتت إلى أنه في المعركة الانتخابية قد يتاح هذا الكلام لشد العصب ، معربة عن اعتقادها ان البعض التزم بقواعد التخاطب الهادىء.
وأكدت أن الساعات الفاصلة عن موعد الانتخابات ستشهد تحركات الماكينات الانتخابية واتصالات المحازبين للمقترعين وإن ذلك سيستمر حتى يوم الأحد لاسيما أن الأجواء لا تتحدث عن حماسة للأنتخاب.
وفي المقابل، رأت أن القوى التغييرية تجري تقييمها ويبدو أن البعض قد أمن الحواصل. وأفادت أن الكل ينظر إلى هذه الانتخابات بأعتبارها محطة أساسية لرسم استحقاقات كبرى وفرض التوازنات داخل مجلس النواب.
على صعيد آخر، علم أن اجتماع مجلس الوزراء الأخير يتناول الملفات العالقة ونتائج الانتخابات على ان تمرير بعض هذه الملفات ينتظر جس نبض ما بعد نهار الأحد.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة أنه من غير الواضح أن بعض التعيينات سيمر.
وكانت «اللواء» سألت وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب عن حزنه على عدم تمرير التشكيلات الديبلوماسية، حيث قال: «كنت اتمنى ان تمر وهي لن تمر».
فلبنان، يتحضر ليوم الاستحقاق الانتخابي الكبير غدا. وسط صمت انتخابي، بدأ منذ الساعة صفر من اليوم. ويستمر حتى اقفال صناديق الاقتراع مساء غد. بعد يوم انتخابي أمس الأول تمثل تمثل باقتراع الموظفين الذين سيشرفون على وقائع العملية الانتخابية. والتي علق عليها وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، مشيرا إلى أن نسبة الاقتراع كانت 84% «وهي دليل على رغبة المواطنين بممارسة حقهم وواجبهم بالاقتراع»، شاكرا « للموظفين جميعاً على هذه النتيجة».
وأمس، وقبل بدء فترة الصمت الانتخابي عند منتصف الليل. حفل بالمواقف واللقاءات الانتخابية. من أجل شد العصب وتعبئة وحشد المؤيدين. لكن السؤال يبقى هل ستسهم هذه الانتخابات في حلحلة الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. في وقت تشير فيه المعلومات إلى انّ حالة الجمود في المنطقة مُرشّحة للإستمرار. والوضع في لبنان كما في باقي الساحات الإقليمية سيشهد ستاتيكو بإنتظار تبلور المعطيات في الأشهر المقبلة. وبناء عليه، سيمرّ إستحقاق الإنتخابات من دون أن تتّضح معالم المرحلة التي ستليه والتي ستكون مفتوحة على كلّ الإحتمالات.
بشكل عام بدأ السباق الانتخابي في الوصول الى نهاية شوطه الأخير، حيث الكل يراهن على نسبة الاقبال وهل تكون اكثر من انتخابات 2018 التي كانت أقل من 50 بالمئة أو أقل. علما أن عدد الناخبين اللبنانيين يبلغ 3.967.507 ناخبين مقارنة مع 3.746.483 ناخباً في عام 2018 أي بزيادة 221.024 ناخباً.
ويبلغ عدد الناخبين المسيحيين 1.361.546 ناخباً، وعدد المسلمين 2.584.993 ناخباً.
وفي اعنف مواجهة كلامية بين رئيس التيار الوطني الحر وجبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، اتهم الأوّل الثاني بأن حزبه لا يزال ضمن المشروع الإسرائيلي في المنطقة، معتبرا ان من يصوّت لمرشحيه، فهو يصوّت لإسرائيل وداعش.
واتهم جعجع حزب الله والتيار الوطني الحر بأنهما يعملان لتخريب البلد. موضحا ان التيار الحر لم يكن لديه مشروع جدي لبناء الدولة.
واستدرك: باسيل، نصاب وكذاب.
وكان المثير للاهتمام، ما قاله له باسيل تجاه السلام مع اسرائيل»: أحب ان نتوصل إلى سلام مع إسرائيل وحزب الله لا يؤيدني في هذا الموضوع، فيجب ان نتوصل إلى السلام، ولكن السلام لديه شروطه، مشيرا إلى انه هناك حلاً في سوريا، وعلى لبنان ان يستفيد منه، ويساهم بالاعمار». أم الاتفاق النووي فسينعكس أجواء إيجابية على لبنان.
ولم يخفِ باسيل عدم الاتفاق مع الرئيس نبيه برّي، معلناً: نحمله مسؤولية كبيرة لكل ما حصل مع العهد.
تنتهي مساء غدٍ الاحد معارك الانتخابات النيابية، بإقتراع الناخبين للوائح في كل الدوائر الانتخابية داخل الاراضي اللبنانية، بعد انتهاء مراحل إنتخابات المغتربين والموظفين، لتنتهي حقبة من السجالات الانتخابية النارية ويبدأ كلام الجد مع فرز الاصوات وظهور النتائج بعد يوم او يومين أو ثلاثة، والله اعلم، حسب همة ونشاط اقلام الفرز وتلافي العوائق التقنية وغير التقنية. على امل ان يتم فور تسلم المجلس الجديد مهامه تسريع عمليات انتخاب رئيس للمجلس ونائب رئيس وهيئة المكتب، ومن ثم تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل الحكومة، للتصدي للمهمات الكثيرة الملقاة على عاتق المجلس والحكومة علّهما يُخففان من جحيم الازمات التي يمر بها اللبنانيون.
ولكن دخل لبنان امس مرحلة حداد رسمي لثلاثة ايام ونُكّست الاعلام حداداً على فقيد العرب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي توفاه الله امس. ونعاه رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وعدد كبيرمن الوزراء والنواب والسياسيين ورجال الدين والشخصيات.
ورأس وزير الداخلية والبلديات وسام مولوي امس، اجتماعاً أمنيا، حضره ضباط من الاجهزة الامنية والعسكرية، لتنسيق الخطوات العملية على الارض خلال فترة الانتخابات النيابية.
وقال مولوي بعد الاجتماع: تدارسنا في مواضيع الترتيبات الامنية واللوجستية والادارية لادارة العملية الانتخابية الاحد المقبل، وعهدنا ملف الكهرباء الى جهاز أمن الدولة الذي وضع خطة كاملة للتعاطي مع اصحاب مولدات الكهرباء والاماكن التي فيها مولدات، مثل البلديات والمراكز الدينية. ونحن زودنا كل مراكز واقلام الاقتراع باللمبات اللازمة واستطعنا الربط مع فريق تقني متواجد على نحو دائم. كما تم تجهيز وتهيئة اللازم مع مراكز القيد لتوفير الكهرباء طيلة الوقت. وكما وعدنا ان تتوافر الكهرباء في ساعات معينة خلال النهار تسهيلا لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إستعمال المصاعد الموجودة في حرم المدارس ومراكز الاقتراع.
وطمأن مولوي «اننا سنكون شفافين بكل الملفات، وانا مندوب المواطن بهذه العملية، ونعدهم بأننا سنكون جاهزين لتلقي الشكاوى في غرفة العمليات وسنتابع دقائق الامور وتفاصيلها ليكون نهار الاحد عرسا وطنيا ديموقراطيا وبأجواء سليمة منضبطة، ونهنىء بعضنا بنجاح الانتخابات».
واعلن مولوي ان الدوريات الامنية بدا ت فعلياً عملها اعتبارا من ليل امس، وكشف ان نسبة المقترعين من الموظفين امس الاول بلغت 84 في المئة.
لكن افادت بعض المعلومات أن مراقبي الانتخابات ومنهم جمعية «لادي»، سجلت العديد من المخالفات مثل استخدام الهاتف أو تصوير أوراق الاقتراع الرسمية، أو حتى عدم الدخول خلف المعزل، فضلاً عن فوضى وقلة تنظيم في بعض المراكز، ناهيك عن عدم معرفة الكثير من موظفي الأقلام آلية الاقتراع، وهو ما وعد وزير الداخلية بمعالجته بين الامس ويوم غد.
وفي التحضيرات ايضا ليوم الاحد الانتخابي، قال وزير الدفاع الوطني موريس سليم: أن الجيش سيكون منتشرا على الأراضي اللبنانية كافة خارج أقلام الإقتراع بدءا من اليوم، لمؤازرة قوى الأمن الداخلي في تأمين حسن سير الإنتخابات النيابية يوم الأحد، لجهة الحفاظ على الأمن والتدخل عند أي حادثة من شأنها التأثير على صفو عملية الاقتراع، وفق الآلية التي تم وضعها بالتنسيق مع الأجهزة الأخرى، حيث يشرف الجيش على عمل وحداته من خلال غرفة عمليات مركزية في قيادة الجيش، وغرف عمليات فرعية في كل من قيادات المناطق العسكرية الخمس. وتتمثل في غرف العمليات في الجيش كل من المديريات العامة لقوى الامن الداخلي ولأمن الدولة وللأمن العام عبر انتداب ضباط من قبلها الى غرف العمليات تلك.
وفعلا بدأت القوى العسكرية والامنية انتشارها في الاماكن الساخنة انتخابيا لمنع اي اشكالات قبل وخلال وبعد الانتخابات.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.