نقلا عن المركزية –
قافزة فوق حواجز الممانعة لقطع الطريق عليها ومتجاوزة القنص السياسي منذ لحظة اعلان خريطة طريقها الثنائية الاقتراح أمس، لفك أسر الرئاسة وانقاذها من براثن التعطيل المتعمّد، انطلقت المعارضة في رحلة تسويق طرحها بين الكتل النيابية، غير آبهة بـ”القيل والقال” حول لا جدواها وانضمامها الى سابقاتها من المبادرات القابعة في “كوما” ارادية تنتظر على رصيف انتظارات التحولات الخارجية.
وعلى رغم ادراكها وقناعتها بأن ورقتها لن تتمكن من تحقيق اي خرق في الازمة القائمة، ما دام القرار المتخذ يمنع انتخاب رئيس، تصر قوى المعارضة على تقديم الحلول وتعرية الجهات المسؤولة عن قرب دخول البلاد عامها الثالث مقطوعة الرأس، في لحظة اقليمية بالغة الخطورة قد تخرج لبنان عن الخريطة العالمية.
اجتماعات المعارضة: فغداة اجتماعها بسفراء الخماسي امس في قصر الصنوبر، اجتمعت لجنة من نواب قوى المعارضة اليوم مع الكتل النيابية في قاعة المكتبة في مجلس النواب، بدءًا من اللقاء الديموقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي ونواب التغييريين والمستقلين. والتقى كل من النواب الياس حنكش، غسان حاصباني، فؤاد مخزومي وميشال الدويهي من قوى المعارضة مع كل من نواب اللقاء الدمقراطي هادي ابو الحسن، مروان حمادة، وائل ابو فاعور وبلال عبدالله. وأكدّ النائب وائل ابو فاعور أن “المبادرة إيجابية والمطلوب المزيد من المرونة من كل الأطراف للوصول إلى حلّ، ولكن لم نر افكارا جديدة ممكن ان تقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية ولا يصح أن نقول ان الحوار يثير الهواجس”. وقال النائب بلال عبدالله : “على الجميع التراجع خطوة إلى الوراء للوصول إلى تسوية والجديد في مبادرة المعارضة هو استعدادهم للتشاور”. بعدها التقى وفد المعارضة كتلة الاعتدال وحضر النواب سجيع عطية، احمد الخير، نعمة افرام ونبيل بدر. كما التقى نواب المعارضة عددًا من نواب لبنان القوي ضمّ جورج عطالله، ندى البستاني، والنائب السابق ادي معلوف.
سقط القناع: وفي مؤشر الى ان لا ايجابية أمكن تسجيلها مع الفريق الآخر، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان قال فيه “وأخيرا سقط القناع ولو بعد سنتين من مناداة جماعة محور الممانعة بالحوار، ثم الحوار، ثم الحوار، بحجة إنجاز الاستحقاق الرئاسي. لقد تبيّن أمام أعين اللبنانيين جميعا كذبهم ورياؤهم. فما إن طرحت المعارضة مجتمعة، أمس، اقتراحين جديين لحوار جدي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، علت أصواتهم يمنة ويسرة رافضين ومنددين ومستنكرين، فهل أنتم فعلا من كنتم لسنتين خلتا تنادون بالحوار؟ وبالنسبة إلينا كقوات لبنانية ومعارضة، فقد سقط القناع عن وجوههم منذ زمن بعيد، ولكن هذا القناع بقي في نظر بعض اللبنانيين انطلاقا من غش جماعة الممانعة وخداعها وريائها، ولكن هذا القناع سقط الآن كليا. إن من يريد حوارا فعليا، عليه ان يتلقف اقتراحات المعارضة فورا ومن دون إبطاء، خصوصا ان هذه الاقتراحات حوارية بامتياز ودستورية بامتياز. ان ما أرادوه من خلال الحوار الذي يدعون إليه والصيغة التي يطرحونها هو أمران: اولا، وضع يد رئاسة مجلس النواب على انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا امر مرفوض قطعا وكليا. ثانيا، إيجاد غطاء سياسي أشمل لتعطيلهم الانتخابات الرئاسية. فلو كان الأمر فعليا أمر حوار لكان قضي هذا الأمر أمس قبل اليوم، ولكن الأمر الفعلي هو ان محور الممانعة لا يريد انتخابات رئاسية اقله حتى الآن. لقد عطّل في المرحلة السابقة الانتخابات الرئاسية لانه لم يتمكن من جمع الأصوات اللازمة لايصال مرشحه الى الرئاسة، وهذا المعطى ما زال قائما، وقد اضيف اليه انشغال محور الممانعة بالحروب الدائرة في المنطقة وانتظاره نتائجها”.
اذا لزم الامر: في التطورات العسكرية، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، “أننا ندعم جبهات المقاومة، وإذا لزم الأمر سندخل ميادين الحرب”.
قوات اضافية: في المقابل، أعلن مصدر أمني إسرائيلي لقناة “العربية” أن 3 فرق إضافية من القوات البرية الإسرائيلية جاهزة في القيادة الشمالية، كما أن الأركان العامة الإسرائيلية جاهزة مع الأذرع الجوية والبحرية. وأوضح المصدر الأمني ان الجيش الإسرائيلي جاهز لعملية برية على جهات عدّة، مضيفا: “إسرائيل رصدت الآلاف من عناصر ميليشيات محسوبة على إيران في أراضي سوريا، ونتوقع أياما قتالية صعبة في جبهتي لبنان وسوريا”.
الجنوب: على الارض، استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي بعد ظهر اليوم منزلاً غير مأهول في طيرحرفا بالقرب من حسينية البلدة. في المقابل، افيد عن اطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه الاراضي المحتلة ودوت صفارات الانذار في عدد من مستوطنات اصبع الجليل. وكان القصف المدفعي استهدف قرابة الأولى والنصف من بعد منتصف الليل، بلدة مركبا وأطراف هونين، وتسبب بحريق في منزل. وبينما كانت فرق الإطفاء في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية تعمل على اخماد الحرائق التي اندلعت فجرا جراء القصف المدفعي الذي استهدف البلدة مجددا، القت محلّقة إسرائيلية قنبلة في المحيط ما أدى إلى اصابة احد افراد الفريق بجروح طفيفة في كتفه. كما شنت الطائرات الحربية المعادية غارة جوية رابعة استهدفت بلدة كفركلا عند الساعة 3.15 فجرا. وبعد ساعة، جددت الطائرات الحربية غاراتها على البلدة للمرة الخامسة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه الليلة الماضية موقعين تابعين لـ”حزب الله” يستخدمهما لمنظومات الدفاع الجوي في جنتا بالعمق اللبناني وبرعشيت في الجنوب دون تسجيل اصابات.. كذلك، أغارت طائرات اسرائيلية بـ 5 صواريخ على جرود بلدة النبي شيت في بعلبك ولم يفد عن طبيعة الاستهداف واسفرت عن تسجيل عدد من الاصابات الطفيفة في صفوف المدنيين..
لا خيار ثالثا: من جانبه، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم خلال المجلس العاشورائي في مجمع الإمام الخميني “حاليا يُحكى عن إمكانية أن يكون هناك اتفاق، ولكن إذا بقيت أميركا تتابع بالطريقة نفسها عندها لن يستجيب نتنياهو لأنَّه يرى أن الأميركيين لا يضغطون عليه الضغط الصحيح. ففي حال ضغط الأميركي بشكل جدي فسيُجبر حتماً على إيقاف الحرب، أمَّا الآن فهم يسهلون له عمل الإبادة والإجرام من خلال قتل الأطفال والنساء في غزة. بكل الأحوال هذه تجربة 9 أشهر، كان يخطط الإسرائيلي أن ينتهي من غزة خلال 3 أشهر، وها نحن الآن دخلنا الشهر التاسع ولم يستطع أن يحقق شيئاً، وإذا بقي أكثر فلن يستطيع، لأنَّ الشعب الفلسطيني مصمم على البقاء في الميدان حتى النصر أو الشهادة، في المقابل إسرائيل تنتكس يوماً بعد يوم، وإذا كانت إسرائيل تراهن على أن الفلسطينيين سيتعبون فهذا لن يحصل، أنتم ستتعبون وسيبقى الفلسطينيون جبالا صامدة تقاتل وتضحي”. وختم “إذا كانت بعض الدول الكبرى تبحث عن الحل، فالحل يبدأ من وقف إطلاق النار، وأي خيار آخر لا يساعد على الحل، وهنا نحن أمام خيارين إما استمرار القتال وإما وقف إطلاق النار، فلا يوجد خيار ثالث إسمه الاستسلام لأن المقاومة لن تستلم، لذلك العالم لا بد أن يأخذ خيارا، ونحن في لبنان إن أوقفوا في غزة سنوقف وإن أكملوا فسنكمل”.
اجتماعان ماليان: حياتيا، وفي انتظار اي حل لأزمة الكهرباء مع العراق، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، إجتماعين ماليين في السراي، شارك في الاول وزير المال يوسف الخليل، وخصص الاجتماع لبحث موضوع الموازنة. أما الاجتماع الثاني فخصص الاجتماع لاستكمال البحث في اوضاع الموظفين وتعديل الرواتب والاجور .
جمعية المصارف: من جهة اخرى، لم تلتئم الجمعية العمومية غير العادية لجمعية مصارف لبنان التي كانت مقرّرة في الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم، وذلك لعدم اكتمال النصاب. واوضح مصدر مصرفي لـ”المركزية” أن مجلس إدارة الجمعية الحالي لم تنتهِ ولايته بعد، وبالتالي سيستمر في ممارسة مهامه في انتظار تحديد موعد آخر للجمعية العمومية الاستثنائية. يُذكَر أن الجمعية العمومية التي كانت مقرّرة اليوم، أدرجت على جدول أعمالها بنداً وحيداً هو تعديل المادة 13 من النظام الأساسي للجمعية، بما يسمح بالتجديد لمجلس الإدارة الحالي للجمعية لسنتين إضافيتين.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.