نقلا عن المركزية –
في معركة دفاعه عن الرئيس المكلف سعد الحريري وصدّه كل محاولات اقصائه وانتزاع التكليف منه ودفعه نحو الاعتذار، ينطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري من سؤال واحد: مَن هو البديل؟ فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، عين التينة تدرك جيدا ان لا شخصية قادرة في هذه المرحلة، على لعب دور الحريري، محليا واقليميا، سياسيا واقتصاديا، سوى الحريري.
بعد اجتماع دار الفتوى السبت الماضي، اقتنع بري اكثر بضرورة وضع حد نهائي لشعار “التخلّص من الحريري”، والذي ثبت لعين التينة بما لا يرقى اليه شك، بعد محادثات الخليلين مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاسبوع الفائت، ان العهد يرفع لواءه عاليا. وعليه، طلب من حليفه حزب الله محاولة الضغط على باسيل للعدول عن هذا السلوك.
فبحسب المصادر، اذا قرر الحريري التراجع ورمى كرة الاستقالة في وجه الجميع، فإن ايجاد البديل منه سيكون مهمة مستحيلة بعد ان اغلقت دار الفتوى والطائفة السنية، بقياداتها الروحية والسياسية، أبوابَها بإحكام، أمام اي مرشح سنّي آخر، معتبرة ان الحريري وحده مَن يمثّلها.
انطلاقا من هنا، كان موقف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي وصف فيه المشكلة بأنها “ليست في النقاط التي يقال إنها محل خلاف، المشكلة أننا نواجه بعض السياسيين الذين يريدون أن يتوصلوا الى تحقيق مآرب شخصية عادية لهم، لم يتمكنوا من تحقيقها في الأيام الطبيعية ويتوسّلون عذاب الناس وألم الناس من أجل تحقيق هذه المصالح، وهذا بعض الحقيقة”. وتابع في احتفال تأبيني: حينما نتحدث عن المبادرات، وتحديداً المبادرة التي يصرّ عليها الرئيس بري وحزب الله ومعهم كل الحريصين على إخراج البلد من مأزقه، البعض يدفع باتجاه التيئيس ونحن ندفع باتجاه الأمل (…) والبعض ربما لا يدرك أن رهاناته التي يعتمدها ستغرقه وتغرق البلد معاً. ورأى صفي الدين أن “البعض مخطئ إن رأى أن تمسّكنا الدائم بالمبادرات يعطيه مزيداً ومتسعاً من الوقت. فالمسارعة هي الحل الى تلبية الاحتياجات الضرورية والتي هي أكبر من أي فكرة شخصية أو طائفية أو مذهبية أو سياسية لجهة خاصة”. ونبّه من “كثرة التلاعب بالمناورات السياسية والشروط والشروط المضادة من هنا أو هناك” مشيراً الى ضرورة أن يعرف “هؤلاء أنهم يتلاعبون بكرامة اللبنانيين والمصالح الوطنية”.
واذ تشير الى ان هذا الكلام بدا موجّها لباسيل، تلفت المصادر الى ان الاخير، رغم كل الضغوط، ماض قدما في معركة ازاحة الحريري، ولم تنفع كلُّ التحذيرات في ثنيه عنها حتى الساعة. وفي السياق، تكشف المصادر ان شخصيات ورجال اعمال مقرّبين الى حدّ ما من الفريق الحاكم، ينشطون اليوم في باريس ويلتقون عددا من المعنيين بالملف اللبناني، لمحاولة تسويق اسماء بديلة من الحريري كرئيس مكلّف، وقد جددوا محاولاتهم هذه في الساعات القليلة الماضية، طارحين اسما جديدا – او قديما جديدا – يعتبرون انه قادر على ان يحلّ مكان الحريري.
غير ان هذه اللعبة خطيرة بحسب “الاستيذ”، تتابع المصادر التي تشير الى ان بري سيفعّل اتصالاته في قابل الايام، وسينسّق مع الداخل وسيما مع حزب الله، ومع الخارج، وقد انتقل اليوم اللواء عباس ابراهيم الى موسكو، في زيارة رجحت المصادر ان تندرج ضمنها محاولة ثني الحريري عن الاعتذار لعدم الدخول في مجهولٍ مخيف البلادُ في غنى عنه، ولدفع القوى الكبرى كلّها الى التدخل للجم المشاريع “المخيفة”، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.