العراق لم يعد نموذجا للبنان: اين نحن من جرأة مصطفى الكاظمي
نقلا عن المركزية –
المركزية- خلال بداية الحرب الداخلية، وتحديداً في العام 1976، سُئل الرئيس كميل شمعون من أحد المقربين منه حول مستقبل لبنان، فكان جوابه “خلّي عينك على العراق”، حيث ربط لبنان النموذج بالعراق الدور الذي كان يُمثّل إحدى ركائز النفوذ الغربي في الشرق الاوسط، معتبراً “ان التقسيم إذا حصل في شرق المتوسط يبدأ من العراق الكبير ثم إلى لبنان الصغير، ومؤكداً “ان إذا قُسّم العراق ستتقسم المنطقة تباعاً، وإذا بقي موحداً ستبقى دول وشعوب المنطقة موحدة ارضاً وشعباً”.
إستحضار معادلة الرئيس شمعون القائمة على فكرة “عراق قوي، لبنان مستقر”، لا تزال قائمة حتى اليوم على ما يقول احد الدبلوماسيين العرب، ذلك ان اوجه الشبه بين الساحتين اللبنانية والعراقية وهوية اللاعبين فيها، كثيرة.
من هنا، تسأل اوساط دبلوماسية عربية عبر “المركزية” “هل ان ما يجري في العراق من تطورات سياسية منذ وصول الرئيس مصطفى الكاظمي الى رئاسة الحكومة، وهو الذي يرفع شعارات عراق موحّد وعراق خالٍ من السلاح خارج الشرعية سينسحب على لبنان”؟
صحيح ان الكاظمي جاء نتيجة توافق اميركي-ايراني بعد شهور من دون حكومة جديدة في اعقاب استقالة حكومة رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، إثر اندلاع مظاهرات طالبت بتنحي النخبة الحاكمة والقضاء على الفساد الذي أدى إلى تعثر الاقتصاد العراقي، غير ان ممارساته في السلطة عكست إبتعاداً عن طهران على حساب التقارب مع واشنطن.
ففي أول خطاب له، بعد تسميته رئيساً للحكومة، قال الكاظمي “ان الأسلحة يجب ان تكون في أيدي الحكومة فحسب”، غامزاً من قناة الميليشيات العراقية المدعومة من ايران.
وبالفعل نفّذ في 26 حزيران الفائت حملة ضد “كتائب حزب الله العراقية” الممولة والمدعومة من قبل إيران، لإتّهامها بإستهداف المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي بالنيران غير المباشرة عدة مرات. وهذه الكتائب هي ذراع إيران الضاربة والمهيمنة على بقية الفصائل الولائية، والتشكيل المسلح الأهم ضمن ميليشيات الحشد الشعبي الكثيرة.
اضف الى ذلك، بدأت تبرز في العراق تيارات شيعية تنادي بالاصلاح وبإستعادة اموال العراقيين المنهوبة من السياسيين الفاسدين.
انطلاقاً من ذلك، اعتبرت الاوساط الدبلوماسية ان معادلة الرئيس شمعون حول وحدة المصير والمسار بين لبنان والعراق قد لا تصلح اليوم. فليس في لبنان مصطفى كاظمي “يجرؤ” على المطالبة بنزع كل السلاح خارج الشرعية ما يعني ضمناً سلاح حزب الله الايراني، كما لا يوجد تيار شيعي وطني يرفع شعار الاصلاح وإستعادة الدولة لدورها وهيبتها”.
ولفتت الى “ان في العراق برز تيار وطني جسّدته تظاهرات في المناطق الشيعية رافعة شعار “بدنا اصلاح ما بدنا ايران”، وهو ما لم نره في لبنان. لا بل ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لم يترددّ بالقول في اكثر من اطلالة ان لبنان مع محور الممانعة والمقاومة لتحرير الارض ورمي اسرائيل في البحر، واشار في بعض المناسبات الى مسألة الاصلاحات الا انه وضعها في خانة “المؤامرة” الاميركية والدولية للسطو على البلد”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.