نقلا عن المركزية –
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، صلاة عيد الأضحى في مقر المجلس، وألقى خطبة العيد استهلها بالقول: “وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا ونساء وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وليذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير”.
أضاف: “الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة الايمان، وصل اللهم يا ربنا ويا الهنا وخالقنا والمنعم علينا على سيدنا ونبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، كما صليت على سيدنا ابراهيم وآل سيدنا ابراهيم في العالمين وعلى جميع الانبياء والمرسلين .الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، ونسأله سبحانه ان يبارك لنا في هذا اليوم الذي جعله للمسلمين عيدا ولمحمد صلى الله عليه واله ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا، وان يرفع عن بلادنا واهلنا شر الوباء والاسواء والفقر والحاجة وينشر علينا الامن والامان والسلام والدعة والاستقرار. اللهم آمنا في اوطاننا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ولا يخافك فينا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تجعل اللهم ما ابتليتنا به من بلاء عقوبة لنا، وانما بلاء تعليم وامتحان نخرج منه ونحن اقوى شكيمةً واشد عزيمة حتى يأتي العام القادم وقد نشرت علينا من رحمتك ومغفرتك وعفوك ورضاك ما تبلغنا به سعادة الدنيا والاخرة واستتباب الامن ورغد العيش وسعة الرزق، ما يمكننا من التوفيق لحج بيتك الحرام وزيارة قبر نبيك، بعد أن حرمنا والمسلمون من اداء شعائر الحج والزيارة بسبب الوباء، نسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة وتعجيل فرج آل محمد عليه وعليهم أفضل التحية والسلام”.
وتابع: “اللهم وبحق هذا اليوم لا تدع لنا ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا كربا الا كشفته ولا مريضا الا شافيته ولا دينا الا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا قضيتها ويسرتها يا ارحم الراحمين. اللهم واغفر لحينا وميتنا شاهدنا وغائبنا ذكرنا وانثانا صغيرنا وكبيرنا حرنا ومملوكنا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات، اللهم انصر مجاهدينا والمدافعين عن بلادنا وثبتهم وامدهم بمدد من عندك بجنود لم يروها واخذل اعداءنا ومن يريد بنا وبلادنا وبلاد المسلمين شرا ورد كيدهم الى نحورهم. بسم الله والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا، ولا اله الا الله وحده، لا شريك له ، ولا اله الا الله وحده وحده نصر عبده وهزم الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحي ويميت، ويميت ويحي، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، نحمده ونستغفره ونتوب اليه ونستعين به، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد عبده ورسوله وعلى اله الطيبين الطاهرين”.
وقال: “عباد الله اتقوا الله وتوبوا اليه وانيبوا ، يجعل لكم من امركم مرفقا فهذا يوم ينظر الله فيه لعباده بالمغفرة والرحمة واسألوا الله من فضله: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رجيما. فتوجهوا اليه بقلوب طاهرة ونيات صادقة رافعين اليه اكف الضراعة مستشفعين برسول الله وأله، واطلبوا حوائجكم ورفع البلاء والوباء عنكم وشفاء مرضاكم والنصر على اعدائكم، فهذا يوم يستجاب فيه الدعاء وهو يوم خير وبركة، قد فتح الله فيه ابواب السماء، فألحوا على الله بالدعاء، فقد احب ان يسمع فيه دعاءكم وانتم احوج ما تكونون اليوم الى الدعاء، فبلادكم قد عمَّت بالبلاء من بلاء الوباء الى بلاء الحكام والزعماء الذين اتخذوا مال الله دولا وعباده خولا، فأشاعوا الفساد وخربوا البلاد ونشروا الفوضى والفقر بعد اكلهم اموال الناس بالباطل، وقد حولوا البلاد الى يباب”.
أضاف: “وتذكروا ما ذكركم الله به من سيرة نبيكم ومن قرنه به في الدعاء وفي الذكر ابيكم ابراهيم في هذا اليوم من الاستنان بسنته اذ فدى الله تعالى اسماعيل بالكبش بعد أن امتحنه بأمره ان يضحي بولده، فلما رأى سبحانه صدق ايمانهما وامتثالهما واستسلامهما لأمره تعالى فدى حياة اسماعيل وتضحية ابراهيم وابتلاءه بذبح عظيم، فهذا اليوم يوم التضحية والعطاء لله تعالى يمتحن الله فيه ايماننا ومدى استعدادنا للاقتداء بابينا ابراهيم واستعداده للتضحية مرة بولده اسماعيل وأخرى بنفسه فداء لدينه وايمانه حين قذفه الطاغوت في النار، ولم يتردد ابدا ولم يتراجع فأتاه النداء ان يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم، واقتدوا برسولنا ونبينا محمد الذي ابتلاه الله بان يقدم ولده الحسين فداء للدين وبصهره وذريته فكان منه بلا تردد، وهو ما كان فعله اهلنا الذين قدموا ابناءهم فداء للوطن وسلامته فاستجاب الابناء ملبين دعوة الاباء ونداء الوطن والايمان، ولكن نمرود الزمان سجر لهم نار الحصار والتجويع والفقر علَّه بذلك مع اعوانه وازلامه يحبط اصرارهم على المواجهة وعزيمتهم على الصبر والتحدي، ولكن فاته ان هؤلاء ابناء مدرسة التحدي والعزيمة وانهم من مدرسة الكرامة والكبرياء والتضحية والعطاء وليسوا من مدرسة الهوان والخوف يجبنون عند النزال ويبيعون الكرامة بحفنة من القليل الزائل، فلن تخيفهم نار الحصار اقتداء بسيدهم ابراهيم واسماعيل وبرسول الله محمد واله الاطهار، يؤمنون بأن النصر صبر ساعة وان النصر بيد الله وان النصر رهن الصبر والمصابرة والتقوى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”.
وتابع: “هم اتكلوا على ايمانهم يوم حملوا السلاح لمواجهة العدو الاسرائيلي المعتدي والمحتل والارهابي بينما هرب اخرون وجبنوا واستسلم آخرون ووقعوا اتفاقية العار 17 أيار، يومها كنتم ايها الاحرار محاصرين ايضا من الداخل والخارج، وبالتعاون والتكافل انهزم الجمع وولوا الدبر، اتذكرون اي ايام عصيبة مررتم وغيرها كثير واليوم يعيدون الكرة وانتم الاعز، والعدو الاذل فلا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين؟ ولكننا نطالب المسؤولين الذين هم كذلك بحكم الامر الواقع ان يقفوا امام مسؤولياتهم مرة واحدة ويكونوا، لا اقول على مستوى آمال شعبهم لانهم خيبوها منذ زمن، وانما ليكن منهم ما يمكن من مساهمة في الانقاذ وتخفيف المعاناة على الناس بالاستعجال في التوافق على تأليف حكومة بعد طول معاناة في الفترة الماضية من التكليف التي انتهت الى هذه الخيبة لدى المواطنين، فلا يجوز ان يكون هدف البعض بدل اخراج اللبنانيين من ازماتهم وتخفيف معاناتهم تضييع الوقت بتسجيل انتصارات وهمية. ونقول للسياسيين: كفى مناكفات على حساب المواطن والوطن، وكفى تلاعبا بالمصير، انتم تعلمون ان المدخل الوحيد لوقف الانهيار ولجم التدهور الاقتصادي يكمن في تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية تعيد المال العام المنهوب وتفعل إدارات الدولة ومؤسساتها الرقابية والقضائية وتحفظ قيمة النقد الوطني وتحقق الثقة الداخلية والخارجية بلبنان، وتضع مصلحة لبنان العليا فوق كل الاعتبارات الحزبية والطائفية والاملاءات الخارجية، لان الواجب الوطني يستدعي انقاذ ما يمكن إنقاذه وليس تحقيق محاصصات جديدة ومكاسب انتخابية للمرحلة المقبلة، والجميع يعلم ان لبنان محاصر ومعاقب من الإدارة الأميركية التي تضغظ على السياسيين لمنع اي انفتاح على سوريا وروسيا وإيران والصين، فيما تظهر عطفا كاذبا على شعب لبنان وتبدي حرصا زائفا على مصلحة اللبنانيين وتنحاز بالكامل لحليفها الصهيوني”.
وقال: “محور المقاومة حقق إنجازات كبيرة في مواجهة محور الشر الذي تتزعمه القوى الاستعمارية التي تريد إعادة منطقتنا العربية والاسلامية الى دائرة الانتداب والوصاية من جديد، وقد منيت هذه القوى بهزيمة مشروعها في تخريب لبنان وسوريا والعراق وسقط حلمها في إقامة إسرائيل الكبرى بسقوط صفقة القرن وعرابها الصهيو أميركي وفشل محاولات تهويد القدس وتوسيع الاستيطان اليهودي بفعل انتصار محور المقاومة في معركة سيف القدس، حتى بتنا اليوم امام مشهد اندحار الاستعمار الجديد عن بلادنا مما دفعه الى استخدام القوة الناعمة المرتكزة على الضغوط الاقتصادية والسياسية بعد فشل القوة العسكرية في اخضاع شعوبنا ودولنا”.
وختم الخطيب: “نؤكد ان ما ربحته المقاومة وشعبها في المعارك العسكرية لن تخسره في الحصار وحرب التجويع والتحريض ضد المقاومة، والخيار الوحيد امام دول وشعوب محور المقاومة هو الصمود وتمتين علاقات التعاون والتضامن في هذه المعركة التي ستكون خاتمتها النصر بإزالة قاعدة الاستعمار الكبرى المتمثلة بالكيان الصهيوني”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.