نقلا عن المركزية –
بالايقاع نفسه وعلى الوتر المالي الحساس تمضي النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في عزفها اللامتناهي، غير آبهة لا بالاضراب المصرفي الذي يكوي المواطنين ولا بصيت لبنان المالي الذي يتهشم امام العالم، في ما يعكس اصرارا سياسيا على “قبع” حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومعه المنظومة المصرفية من جذورها، لتحقيق انجاز يوظف لصالح “الخدمة العامة” المعلوم من تخدم وفي اي ظرف.
وفيما الحرب القضائية المالية ملتهبة والمصارف مضربة والعلاجات الحكومية غير مجدية، كانت الابواب تفتح للمسؤولين السياسيين والروحيين في الخارج. البابا فرنسيس فتح بابه لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وابلغه انه مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الافتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، وعزمه زيارة لبنان قريبا لاحياء الرجاء فيه، في حين فتح شيخ الازهر احمد الطيب بابه عريضا للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومثله فعل امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط .
اثراء غير مشروع: فيما المصارف اقفلت ابوابها واضربت احتجاجا على القضاء التي يتعاطى معها بكيدية، استمرت الحرب عليها اليوم. فبعدما ادعت ادعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون منذ يومين على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا سلامة بجرم “الإهمال الوظيفي وهدر المال العام وإساءة الأمانة”، ادعت مجددا اليوم على الحاكم بجرمي الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، وعلى شقيقه والأوكرانية أنا كوزاكوفا وعدد من الشركات، بالتدخل بهذا الجرم، وأحالتهم الى قاضي التّحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور.
الحاكم يرد: في المقابل، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي لم يحضر امام عون اليوم لـ”رويترز” بشأن اتهامه بـ”الإثراء غير المشروع”: أمرت بإجراء تدقيق لم يكشف بدوره أن الأموال العامة تمثل أي مصدر لثروتي.
الادعاء جزئيا: وسطرت عون قراراً يقضي بموجبه وضع اشارة منع تصرّف على كافة الممتلكات العقارية العائدة لشقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة وذلك حفظاً لحقوق الخزينة العامة الثابت إهدارها بنتيجة التحقيقات الأولية التي أجرتها في الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة رواد العدالة. الى ذلك، افيد ان تم الادعاء جزائياً على جميع أعضاء المجلس المركزي لدى مصرف لبنان ومفوَّضي الحكومة لديه الحاليين والسابقين منذ تولي حاكم مصرف لبنان لمهامه من قِبَل الدائرة القانونية لـ”روّاد العدالة” و”متّحدون“.
لبنان في الفاتيكان: على صعيد آخر، استقبل الحبر الاعظم البابا فرنسيس في الفاتيكان اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خلوة في المكتب البابوي. في المناسبة، قال البابا لعون: للبنان مكانة خاصة في صلاتي واهتماماتي وسأزوره قريبا لإعادة إحياء الرجاء فيه. من جانبه، جدد الرئيس عون الدعوة للحبر الأعظم لزيارة لبنان قائلا: لبنان يجتاز مرحلة صعبة لكنه سينتصر عليها حتما بإرادة ابنائه مجتمعين. واضاف: هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجباته في الحفاظ على وطن هو قيمة بإعتراف الجميع. اما أمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بيترو بارولين فأعلن بعد لقائه الرئيس عون: قرأت باهتمام بالغ المذكرة التي سلمتموها الى المونسنيور غالاغير ونؤكد على ما ذكرتموه من أن لبنان يجب ان يبقى بلدا حرا، مستقلا وسيّداً.
الراعي – الطيب: على صعيد آخر، زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق، الإمام الاكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر بمقر المشيخة بالدراسة.وتناول اللقاء العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الاسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والازهر في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك. كما تطرق اللقاء الى العلاقات المصرية واللبنانية ودعم الرئيس السيسي للبنان ، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وتاريخ العلاقات المميزة بين الكنيسة الكاثوليكية والازهر الشريف.
انعزال لبنان: كما التقى الراعي أمين عام جامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط، وأعرب عن سعادته البالغة بزيارة الجامعة العربية، ولقائه مع أبو الغيط. واضاف أن أبو الغيط لديه حب كبير للبنان، موضحا أنه يعيش القضايا التي يشهدها لبنان، بمشاعره، مؤكدا أنه أكد على قدرة لبنان على تجاوز التحديات بفضل تاريخه وامكاناته. وأوضح الراعي ان لبنان يبقى عضوا فاعلا في جامعة الدول العربية، موضحا أن بلاده لابد ان تلجأ للأصدقاء في ظل الصعوبات التي يمر بها، مطالبا الاعلام أن يقوم بدور داعم للبنان عبر التركيز على الإيجابيات بعيدا عن أولئك الذين ينشرون أخبار كاذبة. وأشار إلى الدور الذى تلعبه الجامعة العربية باعتباره مكانا لوحدة العرب، معربا عن إعجابه بخريطة للوطن العربي داخل أحد القاعات تظهر فيها الدول العربية بدون حدود. وشدد على ضرورة حياد لبنان حتى يمكنه القيام بدور واستعادة مكانته، مؤكدا أن انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والاقليمي لا يرضي أحدا.
الورقة الكويتية: على هذا الخط ايضا، أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها، مشددا على” أن الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يصب في هذا الاطار”، ولفت الى”سلسلة مناشدات وصلته من مختلف القيادات السياسية والروحية والاقتصادية في هذا الاطار”. وقال في بيان”أجدد إلتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي،وعلى التزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، والتزام العمل الجدي والفعلي لمتابعة واستكمال تنفيذ مندرجاتها بما يضمن السِّلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان وتحصين وحدته“. وشدد على”ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان“. وجدد” الإلتزام باتخاذ الإجراءات كافة لمنع تهريب الممنُوعات وخصوصًا المخدرات إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر والتشديد على كافة المنافذ.” وأكد” التزام لبنان باتفاقية الرياض للتَّعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى المملكة العربية السعودية”،وشدد على “أن الحكومة اللبنانية ستعمل على منع استخدام القنوات المالية والمصرفية اللبنانية لإجراء أي تعاملات مالية قد يترتب عليها إضرارًا بأمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي“. كما شدد على “الإلتزام بما تضمنته بنود المبادرة الكويتية”.
لجنة المال: ماليا، أقرت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان موازنة وزارة المال، وعلقت البند المتعلق بفوائد المصارف والبالغ 4777 مليار ليرة، مطالبة الوزارة بتقرير مفصل حول مضمونه وتوزيعه وآلية احتسابه. كما اقرت تعزيز بند المحروقات للشؤون العقارية ومراكزها في المناطق لتأمين الخدمات. وقال كنعان ” لن نبت نهائيا النفقات قبل الانتهاء من الواردات في مواد القانون حتى لا نصل الى موازنة دفترية عجزها الفعلي اكبر بكثير من أرقامها المعلنة وهذا ما سنبدأ به يومي الاربعاء والخميس“.
صندوق النقد: وفي وقت يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الاربعاء، تستمر الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي خلال الأسبوع الجاري تحضيرًا لزيارة بعثة الصندوق إلى لبنان الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات. وتم الاتفاق على تحضير مشروع قانون للتعامل مع إعادة هيكلة القطاع المصرفي بعد الاتفاق على استراتيجية التصحيح المالي. وصدر عن مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي البيان الآتي: “خلال الأسبوع الفائت عقدنا عدداً من الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي تركّزت على المواضيع التالية: – مشروع قانون الكابيتال كونترول وملاحظات الصندوق عليه وذلك بعدما طلب أعضاء مجلس النواب أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الصندوق على هذا القانون قبل عرضه على مجلس النواب. – موضوع السرية المصرفية وضرورة تعديل بعض المواد في القانون الحالي بما يسمح بتسهيل مكافحة التهرب الضريبي والفساد بشكل عام. – استكمال البحث في موضوع القطاع المصرفي بهدف حماية المودعين قدر الإمكان ولا سيما الصغار منهم واعادة تفعيل دور القطاع المصرفي بشكل يخدم الاقتصاد من خلال تمويل القطاع الخاص وذلك لتحفيز النمو وخلق فرص عمل. كما تناول البحث مساهمة الجميع في تحمّل المسؤولية للتعامل مع خسائر القطاع المصرفي مع ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لحل هذه الأزمة. ولهذه الغاية تم الاتفاق على تحضير مشروع قانون للتعامل مع إعادة هيكلة القطاع المصرفي بعد الاتفاق على استراتيجية التصحيح المالي. وتستمر هذه الاجتماعات خلال الأسبوع الجاري تحضيرًا لزيارة بعثة الصندوق إلى لبنان الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات”.
تحالف مع القتلة: سياسيا، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم : الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجه كلمة أمس بأنّ من يتحالف مع “القوات” يتحالف مع “كمين” الطيونة وهذا الكلام خطأ وتبيّن بالتحقيقات ما حصل. واضاف: كل من يتحالف مع “الحزب” في الإنتخابات النيابية يتحالف مع قتلة الشهيد رفيق الحريري وقتلة ثورة 14 آذار وصولاً إلى قتلة شهداء جريمة انفجار مرفأ بيروت.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.