نقلا عن المركزية –
في غزة القابعة تحت غارات اسرائيل وسيوفها الحديدية، تخطى عدد الضحايا السبعة الاف شخص فيما المجتمع الغربي على مناصرته ودعمه لتل ابيب، والمساعدات الانسانية تدخل القطاع بالقطارة. همجية عجز مجلس الامن عن ادانتها، واكتفت الامم المتحدة بتحذير الغزاويين ان لا مكان امن عندهم، والحكومة المصغرة في تل ابيب بشرتهم بحرب ستستمر طويلاً.
اما في لبنان، فتأهب وترقب سياسي وشعبي وحراك دبلوماسي مكثف وضغط دولي لمنع الانفجار، على وقع دعوات محلية وخارجية لانجاز الاستحقاق الرئاسي وايجاد حل للشغور في المؤسسة العسكرية.
هدوء حذر: الواقع الميداني استمر اليوم على حاله، فسيطر الهدوء الحذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحّا واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. قرابة الحادية عشرة، استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. بعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية.
نعي: واصدرت المقاومة الاسلامية البيان الاتي: “بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد حسين محمد علي حريري “سلمان” من مدينة النبطية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس”.
الحرائق: واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين المحتشدين في المنطقة.
ايطاليا واليونيفيل: في المواكبة السياسية للتطورات، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة إيطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري صباحا في السراي وجرى عرض للاوضاع الراهنة في لبنان والعلاقات بين البلدين. وفي خلال اللقاء، أكدت السفيرة ” أن ايطاليا تدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية للحفاظ على الامن في جنوب لبنان”. وحيّت زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب ولا سيما الى قيادة اليونيفيل، لكونها تشكل رسالة دعم قوية لقوات الامم المتحدة”. وشددت على”أن ايطاليا حريصة على حماية قوات اليونيفيل وقيامها بالمهام المطلوبة منها”. وجددت “تأكيد دعم ايطاليا القوي مشاريع التنمية في مختلف المناطق اللبنانية”… كما إجتمع رئيس الحكومة مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، وتم في خلال الاجتماع البحث في خطة الطوارئ التي اعدتها الحكومة لمواجهة التطورات والمستجدات التي قد تحصل والتنسيق بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة في الجهود الخدماتية والانسانية والصحية والاجتماعية إضافة الى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف.
وقف التهديد: بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه ٩ سفراء معتمدين في لبنان “على اسرائيل التوقف عن تهديد لبنان بمهاجمته وإعادته الى العصر الحجري. إن وقف إطلاق النار هو بداية الطريق الى خفض التوتر في المنطقة ومنع تمدد الصراع”.
خطة طوارئ: من جانبه، أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أن “أوجيرو، “ألفا” و”تاتش”، تقدمت بخطة طوارئ في حال نشوب حرب على لبنان”، موضحا أن “الهدف ليس تخويف الناس، إلا ان الحيطة واجب”، مشيرا الى ان “هيئة اوجيرو ستعلن عن خط ساخن يسمح للمواطنين بالمراجعة في حال حصول أي طارئ أو عطل”. ولفت في حديث الى “صوت كل لبنان”، الى ان “الخطة تتضمن المولدات المتحركة، تعبئة مخزون المازوت بالكامل، حفظ الداتا، غرفة التحكم عن بعد بالشبكات، بالإضافة الى تأمين احتياجات السوق من بطاقات التشريج، وتأمين الحماية على مدار الساعة تحسباً لأي خرق إلكتروني، وذلك تبعاً للأولويات من وزارة الصحة والداخلية والصليب الأحمر والطواقم الطبية والصحافيين”.
التعيينات: وسط هذه الاجواء، وغداة الخلاف حول ملف التعيينات في الشواغر العسكرية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي . وتداول الرئيسان كافة العناوين والقضايا والمستجدات ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية التي كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها بإعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم .وأكدا على أن موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة إن شاء الله.
ماغرو: في الموازاة، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سفير فرنسا في لبنان هرفيه ماغرو بحضور النائب ندى بستاني. شرح السفير ماغرو جوانب مواقف الرئيس الفرنسي الأخيرة وجرى تبادل لوجهات النظر بخصوص الحرب على غزة والتطورات في المنطقة. كما أعاد باسيل التأكيد على مواقف التيار الوطني الحر منها. كما تم التشديد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وضرورة ايجاد حل لمشكلة النازحين وعدم ربط الموضوع بالمشاكل الأخرى. واستقبل باسيل أيضاً ممثل المنسقية العليا للاجئين في الأمم المتحدة آيفو فرايسن الذي عرض أعمال المنسقية في هذا المجال. وذكر باسيل بضرورة ايجاد حلول عملية لهذه المشكلة تؤمن العودة الكريمة للنازحين السوريين الى بلادهم وتخفف من العبء على لبنان.
جعجع: في المواقف، أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع لـ”المركزية” أن “لا هيئات طوارئ وطنية ولا خلايا ازمات ولا اجتماعات طارئة من شأنها ان تفرمل الخطر الوجودي المُندفع بسرعة قياسية نحو لبنان، حل وحيد أوحد مفتاحه في يدي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ان كانا جديين في رغبتهما بتجنيب البلاد الطامة الكبرى، إقران القول بالفعل، بعدما اعلنا التزام لبنان القرار1701. فإما ان يدعو رئيس حكومة تصريف الاعمال مجلس الوزراء الى جلسة عاجلة تحت عنوان الخطر الداهم على لبنان، لتتخذ قرارا بنشر الجيش جديا على الحدود وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته ، او يوجه الرئيس بري دعوة لنواب الامة الى جلسة تخصص لاصدار توصية بالاكثرية للحكومة في هذا الخصوص ويرسلها الى الحكومة وينتشر الجيش فورا وقبل فوات الآوان.
واضاف: غير صحيح ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يدرك حراجة الوضع وخطورته وتداعياته على لبنان كما يُشاع ، فلبنان اليوم في حالة حرب وان كانت لا تزال محصورة جنوباً. اكثر من خمسين شهيدا سقطوا. قصف متبادل يوميا وبوتيرة متصاعدة غير معروفة لحظة تمدده على مساحة الوطن. حتى الحرب المحدودة هذه، كانت لها انعكاسات خطيرة شلت البلاد على المستويات كافة، وباتت تنتظر لحظة الانفجار. وكشف جعجع في ملف الشغور في رئاسة الاركان وذاك المقبل على قيادة الجيش، عن “انكبابنا بجدية على ايجاد اطار حل يضمن بقاء المؤسسة متماسكة قادرة على الاضطلاع بالمهام المنوطة بها، وحينما تنضج الصيغة نعلنها” .
الجميل: بدوره، اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن لبنان لا يملك كلمة حيال ما يجري من أحداث لأنه رهينة في يد حزب الله الذي يتلقى أوامره من إيران، وعليه فنحن ننتظر بلورة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة لمعرفة في أي اتجاه ستذهب الأمور وهذه مأساة حقيقية، لأن اللبنانيين يشعرون بعجز كلي تجاه مصيرهم، فهم أسرى ميليشيا مسلّحة تنفذ مصالحها وقد استولت على البلد.وردًا على سؤال عمّن يمكن أن يؤثر على جرّ لبنان إلى الحرب، لفت الجميّل في حديث إلى شبكة “سي ان بي سي” الأميركية إلى أن مصلحة إيران تأتي بالدرجة الأولى بالنسبة إلى حزب الله، حتى قبل حماس وغزة وهذه المصلحة تكمن في توسعة نفوذها في المنطقة لتصبح قوة دولية، لذلك لا يرغب الطرفان إسرائيل وحزب الله في تمدّد الصراع حفاظًا على مكاسبهما، فلا إيران تريد إضعاف حزب الله ولا إسرائيل ترغب في فتح جبهة ثانية على حدودها الشمالية، ولذلك نرى أن الأحداث محصورة على حدود لبنان الجنوبية إلى حين تقرّر إيران أو إسرائيل عكس ذلك، فنشهد عندها انزلاق لبنان إلى حرب سيدفع ثمنها اللبنانيون غاليًا والطريقة الوحيدة لمنعها هي بضغط يمارسه المجتمع الدولي على إيران لأنها هي من تدرّب وتموّل حماس وحزب الله.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.