نقلا عن المركزية –
الاتفاق النووي الذي يشهد اليوم جولة محادثات اولية في فيينا بين أوروبا وإيران بمشاركة اميركية، قد يكون الوصول اليه اسهل من توقيع مراسيم حكومة لبنان. ثمانية اشهر من دون حكومة في بلد نفدت امداداته بالاوكسيجين وفرغت مخازنه من الغذاء والمحروقات لأن كل ما لذّ وطاب “للجار السوري” يؤمن له تهريبا بأساليب مبتكرة فيما الإخبارات القضائية تقبع على رفوف “العدلية” في انتظار فك الحظر السياسي عن قرار منع التهريب، ووقف مفعول العمل بمقولة “الجار قبل الدار”.
الدار اللبنانية المنهوبة خيراتها من المنظومة السياسية لن يمر وقت طويل لتصبح في حال اسوأ من الجار المشرف على “نهب” خيرات لبنان البحرية، خصوصا ان ما بقي في خزينة المصرف المركزي للدعم ينضب تدريجيا واقسى حدوده نهاية ايار المقبل ، فيما لا آمال ترتجى في الداخل لتشكيل حكومة. في حين يبذل الخارج جهودا جدية ومساع حثيثة على اعلى المستويات لسحبه من عنق زجاجة الرهانات الاقليمية والمقامرة المحلية بالوطن لاجلها. من مصر الى باريس فالفاتيكان.
شكري: وفيما عاد الرئيس المكلف سعد الحريري مساء أمس الى بيروت، لم تشهد الساحة الحكومية اي حركة ظاهرة اليوم. وفي وقت يفترض رصد ما سيحمله معه الى لبنان وزيرُ خارجية مصر سامح شكري الذي يزور باريس اليوم ويجتمع مع نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان قبل وصوله غدا الى بيروت، وما سينقله ايضا الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الخميس، تتجه الانظار الى باريس حيث لا تزال صورة اللقاءات المفترضة والتي يقال ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يسعى الى اجرائها، ضبابية، وغير محسومة، في حين يستعد الحريري للسفر مجددا الى فاتيكان في الساعات المقبلة، وربّما عرّج على “دولة اخرى” قبل الانتقال الى روما.
في بكركي: محليا، عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاوضاع العامة مع السفيرة الاميركية دوروثي. كما استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي الذي اعرب عن تفاؤله بـ”تأليف الحكومة قريبا في ظل مساعي البطريرك وافكار رئيس مجلس النواب مما فتح كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة، وعلى كل اللبنانيين ان يكونوا متفائلين”. وردا على سؤال عن الوضع الامني، قال “لاحظت انه كلما يظهر بعض الامل والتفاؤل عند اللبنانيين يصبح الوضع الامني جيدا جدا وتخف الضغوط الامنية او التفلت المجتمعي الذي نخاف منه”.
التدقيق: ماليا، وعلى وقع تنبيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس الجانب اللبناني من تمييع التدقيق، عقد اليوم لقاء افتراضي بين وزارة المال ومصرف لبنان وشركة “ألفاريز أند مارسال” بهدف درس إمكانية مباشرة الشركة بمَهام التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.
دعم أممي: وكان وزير المال في حكومة تصريف الاعمال استقبل نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي وتمت مناقشة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد. وشّددت رشدي على وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان لعبور الأزمة السياسية والاقتصادية التي يمرّ بها.
ازمة بنزين؟: معيشيا، الاوضاع على حالها. وفيما العتمة تتهدد اللبنانيين، رأى عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البركس أن “ما تشهده الاسواق اللبنانية من توقف عدد من المحطات عن تسليم مادة البنزين وتقنين في التوزيع عند محطات اخرى، سببه عدم تموين هذه المحطات من قبل الشركات الموردة لها وليس احتكارا أو ارادة بعدم التسليم لأي سبب كان”. ولفت في بيان إلى أن “السبب الرئيس يكمن في عدم تسديد مصرف لبنان قيمة الاعتمادات بالدولار الاميركي التي وافق عليها سابقا وتمثل ثمن المحروقات المستوردة، ومنها ما يمثل ثمن بواخر أفرغت حمولتها في المستودعات وبيعت في السوق المحلية بناء على الموافقة المسبقة من المصرف المركزي، ولم تحول دولاراتها الى المورد الاساسي في الخارج، رغم ان قيمتها بالدولار وبالليرة اللبنانية، وفقا لنسبة الدعم، قد سددتها الشركة المستوردة لمصرف لبنان. وعليه يرفض المورد الاجنبي تفريغ البواخر المحملة بالمحروقات الجديدة الموجودة في المياه اللبنانية قبل استلام ثمن البضائع السابقة”.
دعم بريطاني: في مقابل التخبط السياسي – المالي، اشادات دولية بالجيش. فقد أكد الملحق العسكري البريطاني المقدم ألكس هيلتون، في حديث إلى مجلة “الجيش”، أن “الجيش اللبناني هو ضمانة الأمن والاستقرار في زمن الأزمات في لبنان، والمدافع الشرعي الوحيد عن لبنان، ومحط ثقة الشعب على نطاق واسع. وهذا ينطبق أيضا على القوات المسلحة البريطانية”. أضاف:” ثمة الكثير من القواسم المشتركة بين شعبي لبنان والمملكة المتحدة، ليس أقلها التهديد المشترك من المتطرفين. يجب أن نقف معا لمقاومة هذه التهديدات وحماية حريتنا”. وردا على سؤال عن مهامه وعلاقته بالجيش اللبناني قال هيلتون:” خدمت مع الجيش البريطاني مدة 36 عاما، عملانيا وضمن مهمات تدريبية حول العالم. وفي كل مكان خدمت فيه، تحظى سمعة الضباط والجنود اللبنانيين باحترام كبير. إنهم يواجهون تهديدا حقيقيا وهذا يزيد من قدراتهم المهنية”. وإذ أثنى على المستوى العالي الذي أظهره الضباط والجنود في الجيش اللبناني خلال الدورات التدريبية في المملكة المتحدة، لفت إلى حماسة الجنود البريطانيين للمجيء إلى لبنان والإلتقاء بزملائهم المحاربين عدا عن حسن الضيافة التي يتميز بها الشعب اللبناني. هيلتون أكد أن “المملكة المتحدة تحافظ على التزامها في تطوير قدرات أفواج الحدود”، موضحا أن “قيمة الآليات المصفحة التي قدمت للجيش أخيرا وتستفيد منها الدوريات تبلغ 1.500.000 جنيه استرليني”. وأوضح أن هذه الآليات “أثبتت فاعليتها في معارك الجيش البريطاني، وستمنح العناصر الشجعان من أفواج الحدود القدرة على الحركة والقوة النارية والحماية التي يحتاجون إليها للسيطرة على المناطق التي يعمل فيها المهربون والإرهابيون”. أضاف هيلتون:”سنواصل الاستجابة لطلبات قائد الجيش العماد جوزف عون والتي تشمل قدرات مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود والداخل، ودعم القوات الجوية”. وختم: “من الواضح أن لبنان يمر في مرحلة مليئة بالتحديات، ونحن على اتصال وثيق بمقر القيادة لفهم أفضل السبل التي يمكننا من خلالها دعم العمل الحيوي الذي تقومون به. ونحرص كأصدقاء للجيش اللبناني، على تشجيع الشفافية والمساءلة الكاملتين عندما تسوء الأمور. وستكون هناك أوقات عصيبة، لكن المملكة المتحدة ستظل شريكا ملتزما”.
ترسيم الحدود: وليس بعيدا من الوضع الامني – الحدودي، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط عبر تويتر كاتبا: دمرتم الماضي والحاضر، وتتآمرون على المستقبل بعد سيطرتكم براً على الحدود اللبنانية – السورية وتسهيل التهريب، تستبيحون اليوم الحدود البحرية من خلال الصمت عن التنقيب شمالاً. نطالب بالترسيم فوراً مع قوة دولية تحمي حدودنا مع سوريا وإلا..سنكون أمام مقاومة لهذه الاعتداءات السورية”.
اعمار المرفأ: على خط اعادة اعمار المرفأ، علمت “المركزية” وفد الفريق الاستشاري لمرفأ هامبرغ الالماني بدأ زيارة للبنان تستمر خمسة ايام على ان يعقد مؤتمرا صحافيا الخميس يعرض فيه دراسة اعمار مرفأ بيروت. كما علمت ان وزير الاشغال ميشال نجار يلتقي الوفد الألماني في الأولى بعد ظهر اليوم نفسه ، لإطلاعه على تفاصيل المبادرة الألمانية لإعادة إعمار المرفأ . من جهته، قال وزير الاقتصاد راوول نعمة لـ”المركزية”: ندرس تقرير الشركة السويسريّة عن أن “صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط ويجب هدمها”… على أن أعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق، لإعلان موقفنا من الموضوع.
اللقاح الصيني: صحيا، وصلت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية الى مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى متنها خمسون الف جرعة من لقاح كورونا مقدمة من الحكومة الصينية. وكان في استقبالها على ارض المطار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، واللواء الياس شامية ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون. وقال حسن: تقدم دولة الصين الشعبية هذه الهبة لعدة دول ومن ضمنها لبنان لترفع من امكانية مواجهة وباء كورونا واليوم المواجهة على اهمية عودة الحياة الى طبيعتها والحفاظ على الاشخاص الاكبر عمراً. واضاف “نهنئ الصين على لقاح آمن وفعال واليوم نستخدمه في لبنان وما يعنينا من خلال هذا اللقاح انه يمكن اطلاق اليد للقطاع الخاص للاستثمار في تأمينه”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.