نقلا عن المركزية –
كل اهتمامات الداخل وازماته المعقدة من الحكومة التي لا تتشكل، الى العقوبات الآتية من خلف البحار على المعرقلين معطوفة على وجع اللبنانيين جراء بدء مسار رفع الدعم التدريجي وارتفاع الاسعار في شكل جنوني لا سيما اللحوم والدجاج التي فُقدت اليوم من الاسواق وسط حال من الهلع بين المواطنين، تراجعت نسبيا امام هول الاعتداءات الاسرائيلية واقتحام باحات المسجد الاقصى والاعتداء على رجال الدين المسيحيين والمسلمين وعلى المصلين، حيث تركّزت المواقف بمجملها على ادانة واستنكار العمل الاسرائيلي، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله.
بيد ان انكباب المسؤولين في الدولة على متابعة تطورات القدس لا يعفيهم من مسؤولية الانهيار الذي تسببوا به، وما زالوا من خلال رفض تشكيل حكومة الانقاذ. وبعد زيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الذي غادر امس مهددا ومتوعدا، يقبع هؤلاء في انتظار ما سيفرزه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين المقبل من اجراءات عقابية تتصل بفرض عقوبات على المسؤولين الفاسدين المعرقلين مسار الانقاذ اللبناني.
“المستقبل” يستقيل في هذه الحالة: في هذا السياق، اعتبر نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن اي مواطن لبناني يفكر بطريقة لوقف الانهيار عليه الاستمرار بالتعلق بالمبادرة الفرنسية ولو كانت وهما ، معتبرا ان العقوبات الفرنسية في حال فُرضت لن تكون موجعة على غرار العقوبات الأميركية لأنها معنوية أكثر مما هي عملية. واعتبر “ان كل ما يهدف اليه النائب جبران باسيل هو تعويم نفسه ومحاولة حشر الرئيس سعد الحريري على مختلف المستويات”. ورأى ان فريق رئيس الجمهورية وتحديدا باسيل يلعب آخر أوراقه بعد الفشل في تحقيق أي تقدم في أي من الملفات الاساسية. وقال: “هدف العهد الوحيد اليوم هو كيفية تعويم باسيل وهناك متغيرات اقليمية كبرى في المنطقة ما يدفع للتريث ولو على حساب الانهيار الكامل”. ولفت علوش الى ان الانتخابات النيابية قد تغيّر التركيبة السياسية لكن الداهم في هذه اللحظات هو وضع حدّ للفوضى العارمة من خلال تشكيل حكومة فاعلة، كاشفا عن خطوات يستعدّ لها تيار المستقبل لمواجهة أي محاولة لتأخير الانتخابات النيابية منها استقالة جماعية من مجلس النواب. وقال: “الترويج لتأجيل الانتخابات مرتبط أيضا بالتمديد لرئيس الجمهورية وهو أمر مرفوض”. وعن اعتذار الحريري، أوضح ان “الخيار كان واردا في الأيام الأخيرة إلا انه حالياً وُضع جانبا بفعل الرفض الشعبي .واعتبر ان تأييد حزب الله للحريري يشكل ضررا للأخير لحشره بالبقاء تحت خيمة الحزب الذي يؤيّد تكليفه لكن لا يسمّيه في الاستشارات النيابية في تناقض وازدواجية لافتة”.
التيار والعقوبات: المواقف من زيارة لودريان والعقوبات الملوّح بها سيضعها تكتل لبنان القوي على طاولة لقاء الثلثاء الأسبوع المقبل. لكن حتى ذلك الموعد يستمر البحث في ما يمكن ان تحمله. القيادي في التيار الوطني الحر الوزير السابق غابي ليون استغرب مسألة العقوبات وقال لـ المركزية ” في الأعراف الديبلوماسية وفي الشق السيادي الامر غير مقبول، ولن نخضع لأي ابتزاز سياسي وإن كان تحت عنوان وجع الناس لأننا على تماس مباشر بالضائقة الإقتصادية، ولذلك نشدد على شق الإصلاحات والمحاسبة واسترداد الأموال المهربة إلى الخارج. يخطئ من يراهن على أي تبدل في موقفنا تحت هذه الذريعة أو تفاديا لعصا العقوبات.
واوضح ليون انه لا يتوقع أن يكون إسم باسيل على لائحة العقوبات لأنه غير معطل وغير فاسد. أما إذا ورد إسمه فهذا مرده إلى خلفيات في سياسة فرنسا الداخلية وهذا مؤسف لكن لا شيء سيبدل من مواقفنا السياسية والسيادية”.
لا رفع للدعم دون بطاقة: في المقلب المعيشي، وبعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء عن تبليغ شركات النفط الموزعين برفع الدعم عن المحروقات، نفى ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا هذه الاخبار التي تهدف لاثارة البلبلة بين المواطنين، في اكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البركس لـ “المركزية” أن “رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب اوضح اكثر من مرة أن رفع الدعم عن المحروقات لن يتم قبل اقرار قانون البطاقة التمويلية. كذلك، الشركات المستوردة للنفط لم تتبلغ من اي مصدر رسمي اكان حكوميا او مصرف لبنان اي تعديل في آلية العمل القائمة لغاية اليوم. ومحطات المحروقات لم تتبلغ أيضاً اي تعديل بطريقة تسليمها المحروقات من قبل الشركات المستوردة”. ولفت الى ان “موضوع المحروقات معقد وحساس اكثر بكثير من موضوع المستلزمات الطبية وله انعكاسات سلببة وكارثية على المواطنين ولا يتم التعامل معه بخفة”.
أرز عفن سام: الى ذلك وفيما قوافل تهريب المواد اللبنانية المدعومة الى سوريا تمضي في مهامها المغطاة رسميا وحزبيا، علما ان الجيش يوقف ويضبط ما يرصد من عمليات على الحدود، لا يحظى اللبنانيون الا بالمواد الفاسدة والبضائع المنتهية الصلاحية التي لا يعرفون حتى الساعة مصير من اوقف من اصحاب مستودعات تم دهمها وضبط المواد الفاسدة فيها بالاطنان. واليوم، أعلنت وزارة الزراعة في بيان، أن “فريقا في مركز الحجر الصحي الزراعي ضبط في مرفأ طرابلس باخرة من الأرز الفاسد تحتوي نسبا مرتفعة من الأعفان ومتبقيات المبيدات السامة، قادمة من الصين بكمية 31 ألف طن، ومنعت الباخرة من تفريغ حمولتها”. وطمأنت الوزارة اللبنانيين الى “دورها في التشدد بالرقابة على كافة المعابر الحدودية، حرصا منها على صحة المواطنين وسلامة الغذاء”.
ادانات لبنانية: على خط اعتداءات القدس، دان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاعتداء فكتب على حسابه عبر “تويتر”: “في يوم القدس نزفت القدس من جديد، وستبقى تنزف ما دام مبدأ القوة والتهجير وسلب الحقوق هو السائد، متكئاً على حماية دولية وعلى كسر قرارات أممية من دون رادع ولا محاسبة. واذا كان السلام هو الهدف فليتذكر الجميع وبخاصة المجتمع الدولي، أن لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون احترام للحقوق”.
بري: بدوره، دان رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان، “إقدام قوات الإحتلال الاسرائيلي على اقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف وإنتهاك حرمة مهد السيد المسيح وأرض قيامته وتدنيس حرمات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وممارسة أبشع صنوف العدوانية على نحو غير مسبوق بحق رجال الدين مسلمين ومسيحيين في القدس الشريف، وبحق المصلين من شيوخ ونساء وأطفال”.
وقال في بيان “إننا كلبنانيين وقبل فوات الأوان مدعوون الى نبذ الكراهية ووقف العبث السياسي المجاني الذي لا يستفيد من إستمراره سوى من يعبث الآن في أقدس المقدسات الإنسانية وهو العدو الإسرائيلي، مدعوون الى صنع قيامة لبنان انطلاقا من المشهد المقدسي، فانهيار لبنان وضياعه ضياع جديد للحق الفلسطيني بالعودة والتحرير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
..ودياب: وغرّد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عبر “تويتر”، وكتب: “تحية إلى القدس، زهرة المدائن، مدينة الصلاة التي باركها الله. تحية إلى المسجد الأقصى، طريق المعراج إلى السماء. تحية إلى هؤلاء الشرفاء الذين يحفظون شرف الأمة بالتصدي للاحتلال وحماية المسجد الأقصى. القدس لنا، وستبقى”.
اجراءات عملانية: ميدانيا، توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث تطورات القدس، في وقت وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ما يجري في القدس بأنه “شكل جديد لسياسة التهجير الإسرائيلية الممنهجة”. كما أعربت العديد من الدول كمصر والامارات والسعودية والكويت وايران عن بالغ استنكارها واداتنها لاقتحام الاقصى. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل عاجل لوقف التصعيد في القدس. واعتبرت الأمم المتحدة ان اعتداءات إسرائيل بالقدس ترقى إلى مستوى جرائم حرب.
تصعيد اسرائيلي: في المقابل، أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي بالاستعداد للتصعيد ونشر تعزيزات إضافية في القدس والضفة الغربية ومحيط غزة.
حريق في بوشهر “النووية”: في مجال آخر، وبعد ساعات قليلة من إعلان السلطات الإيرانيّة السيطرة على حريق كبير نشب مساء أمس، عند مدخل مدينة بوشهر، جنوبي البلاد، والتي تضم محطة “بوشهر” النووية، اندلع حريق اليوم، عقب انفجار في مصنع لإنتاج المنظفات في مدينة قزوين شمال إيران.
المحادثات السعودية -السورية: من جهة أخرى، كشف مدير إدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية السعودية، السفير رائد قرملي، عن أن “التقارير الإعلامية الأخيرة التي تفيد بأن رئيس الاستخبارات السعودية أجرى محادثات في دمشق غير دقيقة”.وأضاف أن السياسة السعودية تجاه سوريا “لا تزال قائمة على دعم الشعب السوري وحل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة ووفق قرارات مجلس الأمن ومن أجل وحدة سوريا وهويتها العربية
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.