نقلا عن المركزية –
بالركون الى مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، يمكن لمتابعي التطورات السياسية والامنية في البلاد ان يطمئنوا ،ولو نسبيا، الى رغبة السلطة السياسية والتنفيذية في استعادة زمام المبادرة، تماما كأي دولة في العالم تملك قراراتها. هو اعلن من وزارة الخارجية “أننا نسعى للوصول الى استقرار طويل الامد، وان تكون المرجعية للدولة وحدها وان يتولى الجيش السلطة الفعلية على الارض وأن نحميه”. ولكن تبقى العبرة في التنفيذ والترجمة العملية وكيفية التعاطي مع حزب الله ووجوده وسلاحه، لاسيما في ظل بعض المواقف الصادرة من قبل بعض مسؤوليه تؤشر الى اتجاه آخر، وجديدها سيصدر عن الامين العام الشيخ نعيم قاسم في السادسة مساء. بيد ان المواقف هذه لا تعدو كونها من دواعي رفع معنويات بيئته بعد سلسلة النكبات التي اصابته على المستويات كافة.
ويتعزز عامل الاطمئنان مع ما صدر ايضا عن النائب البقاعي في الحزب حسين الحاج حسن ان “المقاومة على تنسيق دائم مع الجيش”…”وانها “جزء من المجتمع اللبناني اجتماعياً وسياسياً من خلال تواجدها في البرلمان، وعلاقتها مع الجيش متينة وثابتة”. مشددا على ان “المقاومة لا تريد انهيار وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل وملتزمة الاتفاق، وان عمليتها التحذيرية في مزارع شبعا جاءت رداً على الاعتداءات الاسرائيلية وخرقها للاتفاق”.
جيفيرز عند بري: وعشية عقد اللجنة المكلفة الاشراف على وقف النار اولى اجتماعاتها في الايام المقبلة، استقبل الرئيس نبيه بري رئيس لجنة مراقبة إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز والوفد العسكري المرافق بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان حيث جرى عرض للأوضاع العامة لاسيما الميدانية منها منذ بدء سريان وقف إطلاق النار ومهام اللجنة.
الوفد العسكري الفرنسي: ايضا، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رئيس الوفد العسكري الفرنسي في اجتماعات اللجنة الخماسية المولجة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال غيوم بونشان قبل الظهر في السراي. شارك في الاجتماع سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومستشارا رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. وفي خلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة ان اولويات الموقف اللبناني هي وقف اطلاق النار والخروقات الاسرائيلية وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب.
استقرار طويل الامد: في السياق، أكد ميقاتي “أننا نسعى للوصول الى استقرار طويل الامد، وان تكون المرجعية للدولة وحدها وان يتولى الجيش السلطة الفعلية على الارض وأن نحميه”. وشدد على “ان التفاهم على وقف اطلاق النار هو نوع من الالية التنفيذية لتطبيق القرار 1701، واولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية”. مواقف رئيس الحكومة جاءت في خلال زيارته وزارة الخارجية والمغتربين، حيث اجتمع اولا مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي استهل اللقاء بكلمة قال فيها “دولة الرئيس يسرني ويسعدني، أنا وزملائي في الوزارة، تشريفكم وحضوركم بيننا اليوم، ونحن نفتح صفحة جديدة نستبشر بها كل الخير لوطننا الحبيب لبنان. لقد مرت علينا ظروف قاسية خلال الأشهر الماضية، وقد عملنا كوزارة بتوجيهاتكم وبالتنسيق معكم ومع الوزارات المعنية. كما كانت بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في قلب الحدث، ولم توفر الدبلوماسية اللبنانية المنتشرة في دول العالم كافة جهداً لإجراء الاتصالات مع العواصم المعتمدين لديها. كما ساهمت هذه البعثات وطواقمها، بالتعاون مع الجاليات والمؤسسات الأجنبية، في تأمين كل ما تيسر من احتياجات. إن هذا العمل التكاملي بين الوزارة وسائر الإدارات المعنية نموذجاً لما يمكن أن نحققه حين تتكاتف الجهود والطاقات. اضاف: “طموحاتنا كبيرة، وبالرغم من كل ما حدث فإننا محكومون بالأمل والرجاء، لا سيما في زمن الأعياد. نتطلع أن يحمل العام الجديد ولادة جديدة للبنان فيعود وطن النور، والإشعاع، والسلام. ثقوا بأن الدبلوماسية اللبنانية جاهزة لأداء رسالتها من أجل خير لبنان وازدهاره”.
خروقات: على الارض، استمرت الخروقات الاسرائيلية. فقد واصل الدفاع المدني اللبناني عمله في البحث وتفقد عدد من قرى وبلدات قضاء صور التي كانت عرضة للمواجهات مع الجيش الاسرائيلي منذ اليوم الاول لوقف اطلاق النار ، حيث تمكن من انتشال تسعة شهداء من بلدة شمع وستة من بلدة البياضة وشهيد من الناقورة . وتعرضت فرق الدفاع المدني في الناقورة لقصف مدفعي خلال عملها كما اقدمت القوات الاسرائيلية على تفجير درون مفخخة بالقرب منهم مما دفعهم الى الإنسحاب. وتوجهت صباحا فرق الدفاع المدني الى تلك البلدات مصطحبة اليات ضخمة لاستكمال عملية البحث عن شهداء . واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي الطريق العام في بلدة عين عرب . وعمد الجيش الاسرائيلي صباحا الى تفجير منازل في منطقة الحرش في بلدة يارون- قضاء بنت جبيل. وتقدمت قوة مشاة اسرائيلية بمواكبة جرافة ودبابات ميركافا الى الطرف الغربي لبلدة شبعا وعملت على اقامة سواتر ترابية قطعت عبرها الطريق التي تربط بلدة شبعا بمحور بركة النقار.
تعزيز الجيش: في المقابل، وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستعقد جنوبا السبت بمشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون، اعلنت قيادة الجيش ان “الجيش يواصل تعزيز انتشاره في الجنوب بعد بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل ضمن إطار القرار ١٧٠١، وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. في هذا السياق، تتابع قيادة الجيش مع المراجع المختصة الخروقات المستمرة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، فيما تستمر الوحدات العسكرية في تنفيذ مهماتها، بما فيها عمليات دهم في مختلف المناطق اللبنانية بحثًا عن مطلوبين، إضافة إلى تعزيز الانتشار على الحدود الشمالية والشرقية تحسبًا لأي طارئ، بخاصة خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب من جميع الفرقاء التعاون من أجل المصلحة الوطنية”.
التنمية والتحرير: بدورها، أصدرت كتلة التنمية والتحرير النيابية بياناً نوهت فيه بدعوة ميقاتي عقد جلسه لمجلس الوزراء في ثكنة الشهيد بنوى بركات في مدينة صور، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة تعبّر عن إلتزام لبنان بالجدية المطلقة بتنفيذ القرار الأممي 1701 بكل مندرجاته ودعم الجيش اللبناني والدور المناط به للإنتشار في منطقة جنوب الليطاني وصولاً الى الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة بمؤازرة قوات اليونيفل .
اتخاذ قرار: رئاسيا، أكّد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ أنّ “الأولوية اليوم لبناء المؤسسات من خلال انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً وإصلاحياً ثمّ تشكيل حكومة إصلاحيّة” متمنيًا أن “يكون 9 كانون الثاني موعداً حاسماً لانتخاب الرئيس”. وقال بعد لقاء وفد من الكتلة برئاسة النائب تيمور جنبلاط دار الفتوى “نحن أمام تحديات كبيرة بدءاً بإعادة الإعمار والإصلاح الماليّ”، مشيرًا الى “ضرورة تعزيز الوحدات والتفاهم في ظلّ ما يحصل من تطوّرات في المنطقة”. وأوضح الصايغ “لم نتحدّث في الأسماء ويبقى الموضوع في عهدة وليد وتيمور جنبلاط وستكون هناك لقاءات وسنتّخذ قراراً قبل 9 كانون الثاني وفهمنا من برّي أنّ الدورات ستكون مفتوحة”.
توقيف المجرمين: امنيا، تفاعلت اليوم حادثة مقتل رئيس قسم كرم الزيتون في القوات اللبنانية رولان المر مساء امس بنيران اشخاص معروفين. في هذا الاطار، اتصل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ظهرا بوزير الداخلية بسام مولوي، حيث طلب من الوزير تكثيف جهود ودوريات القوى الأمنية من أجل التوصل سريعا إلى توقيف قتلة الرفيق رولان المر، وهم معروفون بالاسم والصورة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.