نقلا عن المركزية –
مع وصول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، بدا واضحا أن الملف اللبناني لن يكون على رأس سلم الأولويات الأميركية في زمن جائحة كورونا والخناق الاقتصادي الآخذ في الاشتداد حول عنق العالم. لكن هذا لا ينفي أن الرهان يبقى قائما على إرادة دولية في عدم ترك لبنان لقمة سائغة في فم ايران والدائرين في فلكها، وبينهم معطلو تأليف الحكومة على المستوى المحلي.
وفي السياق، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ “المركزية” أن الاليزيه حرص على إطلاق إشارة ايجابية نحو لبنان في هذا الشأن. ولفتت إلى أن البيان الفرنسي الذي أعقب اتصال الرئيس ايمانويل ماكرون بنظيره الأميركي الجديد، أكد أن الجانبين عبرا عن إرادتهما في التنسيق في سبل حفظ السلام والاستقرار في الشرقين الأوسط والأدنى، وخصوصا في الملفين الايراني واللبناني. ولا يخفى أن في ذلك مؤشرا إلى أن فرنسا لن تتخلى عن مبادرتها الانقاذية للبنان، وإن كان أفرقاء الداخل يمعنون في إطلاق الرصاصات والسهام القاتلة في اتجاهها، في معرض تصفية الحسابات السياسية والرئاسية المبكرة.
على أن المصادر لفتت إلى أن الأهم أن فرنسا أتبعت هذا البيان بإشارة لا تقل أهمية ، تتمثل في الكلام الذي نسبته وكالة رويترز إلى مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم الكشف عن اسمه. وكان المسؤول اعترف بأن بلاده لا تتوقع من واشنطن التخلي عن نظرتها إلى حزب الله (على أنه منظمة إرهابية تقوض سلطة الدولة في لبنان)، لكنها تدعو إلى اعتماد نظرة أكثر واقعية لملف الحزب، آخذة في الاعتبار الظروف الراهنة في لبنان”. ولفتت المصادر إلى أن بين سطور هذا التصريح دعوة فرنسية إلى إدارة بايدن لعدم زرع ألغام العقوبات على طريق إعادة إحياء المبادرة الفرنسية، مذكرة بأن كلام المسؤول الفرنسي الرئاسي الرفيع تزامن مع تسرب معلومات مفادها أن الرئيس المكلف سعد الحريري يستعد لرحلة خارجية تقوده إلى باريس، للقاء ماكرون ووضعه في أجواء العراقيل التي تمنعه من تأليف حكومة مهمة طبقا لما ورد في المبادرة الفرنسية، ما يعني أن الحريري يعول على لقائه مع ماكرون لضخ الحياة في جهود التشكيل، بناء على خريطة طريق واضحة يرسمها الرجلان.
أما في ما يخص الموقف الأميركي من هذه الخطوة، فإن المصادر اكتفت بالاشارة إلى أن ليس في الصورة العامة ما يشي بمعارضة أميركية للمبادرة الفرنسية، مبدية في المقابل خشيتها من أن بعض الداخل ينتظر تطورات الصراع الاقليمي والدولي مع ايران، قبل الافراج عن التشكيلة الحكومية، بدليل أن وزير الخارجية الأميركي الجديد أنطوني بلينكن أعلن أن بلاده لا تزال بعيدة عن التوصل إلى اتفاق مع الجمهورية الاسلامية. في المقابل، وبينما كان الجميع يتوقعون بادرة حسن نية من ايران تجاه المجتمع الدولي، شكلت الضربة الحوثية الأخيرة في اتجاه الرياض رسالة قاسية تدل إلى أن الخواتيم السعيدة لا تزال بعيدة. رسالة يفترض أن يقرأها أطراف الداخل اللبناني بتمعن…
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.