من خواطري
يا لبناني … وا حبيبي… وطني وشوقي…
يا وجعي…
ماذا اقول و كيف أعايدك في ذكرى استقلالك؟؟؟ وأيُّ استقلال سخيفٍ هذا الذي يتحدثون عنه ببلاهة؟؟؟
يا لبناني المتكبر… نكسوا رأسك، نسفوا عزتك…و جعلوك مهزلة الشعوب التي كانت تتسابق لترتمي في احضانك…
يا وطن النجوم أغرقوك في العتمة… و المجهول… و لا حتى بصيص خافت من الأمل يُرى في الأفق البعيد..
و لأجل من؟ و لماذا؟؟؟ لأجل ولاية اخرى … و مملكة اخرى….و دول اخرى…
ثم انظر الينا نحنُ هنا…
طفنا في بقاع الارض و ما ازددنا الا شوقا…
آه يا لبناني، يا دمعاً يجري على خدود غضة حفر فيها العمر آثاره…
اضعنا شبابنا نبني دول العالم بينما انتَ من مأزق لمأزق و تصارع لتبقى على قيد الحياة…
حُرِمنا منك يا وطني… كُرهاً…
لكن، الا ترى شبابك يا وطني مثقفين، عاطلين عن العمل، يائسين، متغربين، او جثثاً تحت تراب الغدر و الاهمال؟؟؟
اولا تفطن ان العجائز في بلدي جوعى، مرضى، دخلوا الشيبة بذلٍّ، قلقين في غياب ادنى حقوق العيش الكريم… مهمَلين، مطروحين على ابواب المستشفيات؟؟ بينما زعماؤهم يتهافتون على حفنات الأموال المغموسة بالدم و العرق و المذلة و شقاء السنين… و ثم يستحوذون على اصواتهم مقابل وعود متملقة كاذبة زائفة…
كل هذا و الدولة نائمة، غافلة، جاهلة، صماء، بلهاء، مستزلمة، مستهلكة، مستسلمة، خائفة، مغبونة، مرهونة…
… مرهونة لأحزاب و اجندات مذهبية سياسية خارجية تتنازع على أرضِ بلدي …. تهدد، تفجر، تفتك، و تستقوي على الشعب المتهالك الاعزل الذي يلفظ انفاس العزة و الاستقلال و الكرامة و الكبرياء…
يا لبناني يا وجعي… يا غصة في حلقي… يا ادمعَ عيني… يا حبيبي…
ارزك العتيق الصلب يحاكي المجد الغابر و يأبى ان ينكسر….
جبالك الشماء و صوانها ترتقي السماء و تستذكر صفو الايام الحلوة…
يا لبنان سامحنا… فقد اهديناك بدل الورود اشواكاً، و بدل العزة هواناً… و بدل الجمال رماداً… و بدل الحبِّ الجراح…
…. و لكننا لا نقوى على فعل اي شيء…. فنحن عاجزون … منهكون…
لكننا نعشقك… نعشق هواءك و ترابك و شطآنك و روابيك و جبالك و انهارك و مدنك و قراك و سنعشق دوما بيروت ست الدنيا…
و ستبقى الاغلى و الاجمل على الاطلاق….سنأبى البكاء على الاطلال بل ستبقى في مقلنا لبنان الساحر…
نَعدك يا وطني ان ظُلمتك مهما اشتد ظلامها، ستنقشع في عيوننا… شتاؤك سيدوم صيفا… و خريفك ربيعا… و مغيبك فجرا…ستبقى ربوعك نسمة حياة… سنعود اليك… و نقبل ارضك…و سنبقى على حبك و سنعلم اولادنا على حبك… ستبقى، يا لبناني فخر كل لبناني رغم الدمع و الحنين…
لك مني يا وطني الف تحية… و حب…
و سنبقى… كلنا للوطن…
ماريانا حداد، خواطر
اناهايم ٢٢ نوڤمبر تشرين الثاني ٢٠٢١
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.