إلى كلّ بائس ويائس. ستعيش فعلى الأرض ما يستحق الحياة
ريتا الشرتوني
ستعيش، ستعيش لتنال أولى شهاداتك
ستعيش لتنال شهاداتك الجامعية
ستعيش لترى العمل الذي يليق بك
ستعيش لتتزوج ممن تحب أو ربما ممن يستحق أن تشارك معه تفاصيل حياتك
ستعيش لتلد طفلا وترى مصّغراً لقطعة منك
ستعيش لتؤمن لقمة عيشك والعيش الكريم لعائلتك
ستعيش لتصبح عجوزاً يكافئ تعب عمره بالراحة قرب التلفاز وانت تشاهد أخبار السياسة المملة الروتينية
لكنك ستنسى وستنسى أن تعيش لنهاية هذه الجائحة، جائحة اليأس.
ستنسى أن تفرح في كل لحظة من أيام حياتك، ستفرح لفنجان القهوة في مقهاك المفضّل، للحفلات الصاخبة وأنت تستمتع بأغنيتك المفضلة، لشروق الشمس وغروبها مع من تحب، لهذا اللقاء المفاجئ مع غريب ستخبره بما يوقظك ليلاً ويبهجك في بكر الصباح.
هناك أشياء تشعر وبأنها سترافقك للأبد وأنك تنتظر النقطة الاخيرة منها في كل قصة، وذلك اليأس الذي يرافقك وسط الزحمة وبين الأصدقاء الذين لربما كانوا سبب سعادتك، ستشعر بالعجز أمام مصاعب الحياة وحينها ستنسى أنها اختبار.
اختبار، اختيار
فأنت من سيختار الذين سيكونون محور آلامك وآمالك.
الأشياء لن تصبح أسوأ، تراودك فكرة الانتحار مراراً وتكراراً. لكنك ستشرق من هناك، ستنضج وتكبر ولو تملك من العمر مئة منه.
أنت تكره نفسك وذلك لأنك تشعر بالانتماء إلى الأماكن وتتعلق بالأشخاص ويرحلون وتبقى فارغاً، لقد سُلِبت منك طاقتك الكاملة وأرهقتك هموم الحياة.
لكل منا سبب أن يكره نفسه إن فكرنا بالأمر بالقدر الذي أنت تفكر فيه.
كلّنا ضعفاء بقدر القوّة التي نمتلكها
ستظن يوماً أنك لا شيئ سوى رقم في هذا العالم وبأنك لن تحدث فرقاً لكن هنالك من يقف أمام مرآته ويبتسم لوصفك لعينيه، هناك من يمارس مهاراته لأنك أول من اكتشفها، هناك من يبتسم في الخفاء على إحدى المحادثات بينكما، هناك من يسمع الأغنية التي اقترحتها وهو يتعافى بسماع كلماتها، هناك من يشكر الله عليك وبأنه اتبع نصائحك حين كان تائهاً
ليس من الممكن أن تتحكم بحياة أحد لكن من الممكن أن تحدث فيها فرقاً فاختر ان تكون الخيّر في كل وقت.
النظام الفكري لدى الإنسان له طقوسه الخاصة فكيف لو أنت الإعصار؟ وذلك الإعصار بنفسه يستنفذ طاقته أحياناً. تروّى.
ستلتقط يوماً أملاً يساوي الألم، ستقابل أصدقاء جدد تكسب العطف والحب منهم، ستأكل طعامك المفضل في مكانك المفضل، سترى من أعالي القمم الهدف والوجهة ومتعة النظر.
هنالك العديد من الكتب التي لم تقرأها بعد والأفلام التي لم تشاهدها من قبل، سترقص فوق ذلك الحزن وسيكون ذلك من أهم انتصاراتك.
والآن ما هو إلا وقت سيمضي، في هذا الوقت وأنت في طريقك للبحث عن حياة لا تنس أن تعيش، ستقف في مكانك مكبّل، عاجز لكن العالم باقٍ مكانه وأنت ستعيش لأنك تستحق الحياة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.