نقلا عن المركزية –
في موقف واضح ومباشر هو الاول من نوعه منذ الغائه زيارته بيروت اواخر العام الماضي اثر اصابته بكورونا، أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه سيزور لبنان قائلاً “سأقوم بزيارة ثالثة بعد التحقق من أمور أساسية“. وفي حديثٍ مع مجموعة من الصحافيين امس، قال ماكرون “النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب”، مضيفاً “عاطفتي مع الشعب اللبناني أما قادته فلا يستحقون“. وشدد على ان خارطة الطريق الفرنسية للبنان لا تزال مطروحة على الطاولة ولا حلول أخرى متاحة.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن كلام سيّد الاليزيه قطع الشك في كثير من النقاط، باليقين، وحمل اجابات عن اكثر من علام استفهام كانت فرضت نفسها على الساحة السياسية منذ الغاء ماكرون زيارته. فبعد أخذ ورد حول نيّته زيارة بيروت مجددا، حسم الرجل النقاش، وقال انه عازم على اتمامها، الا انه ربطها بسلسلة “قضايا” يريد ان يتأكد منها مسبقا. ما هي هذه المسائل؟ هو لم يعدّدها الا انها متعلقة، بطبيعة الحال، بتوافر النيات المحلية اولا والاقليمية ثانيا، لتسهيل تأليف الحكومة اللبنانية.. لكن اين القوى المعنية بهذا الملف، في الداخل والخارج، من هذه النيات؟!
النقطة الثانية التي حسمها هي ان المبادرة الفرنسية لا تزال حيّة. ماكرون بنفسه أقرّ انها لم تمت، لسبب وحيد، وهو ان لا بديل منها قائلا “لا حلول اخرى متاحة”. وهذا يعني ان اهل المنظومة، أمام خيارين لا ثالث لهما: إما يسيرون بالمبادرة ويلتزمون بجوهرها، ويؤلفون حكومة اختصاصيين تنال ثقة العالم والمانحين، فيضعون بلادهم على طريق الخلاص، او يواصلون مناكفاتهم وخلافاتهم على الاحجام والحصص كما هو حاصل اليوم، حيث الخلاف انفجر بأبشع وجوهه بين بعبدا وبيت الوسط، فيتركون البلاد والعباد معلّقين، واقفين على حافة الانهيار الشامل… على اي حال، بدا ان سلوك الطبقة السياسية رسّخ اكثر لدى ماكرون، القناعة التي تكوّنت عنده وعند الشعب اللبناني بغالبيته، منذ مدة، بأن الطبقة الحاكمة منفصلة عن الواقع، وتقود لبنان الى السقوط المدوي، اذ لم يفوّت الرئيس الفرنسي المناسبة للتقريع لها، قائلا “عاطفتي مع الشعب اللبناني أما قادته فلا يستحقون”، معترفا، وإن بطريقة غير مباشرة، بأن اللبنانيين رهائن تحالف قاتل قائم بين فاسدين وارهابيين.
أما آخر الخلاصات التي يمكن استنتاجها من كلام ماكرون، فهي ان اهتمام باريس بالملف اللبناني على حاله، وان فرنسا لا تزال تعتبر الوضع في بيروت أولوّية من اولوياتها الدولية، وأنه رغم التخبّط الذي تمرّ فيه مساعيها الانقاذية منذ آب الماضي، فإن فرنسا لن تستسلم، ليس فقط لانها “امّنا الحنون”، بل لان للاليزيه ايضا حساباته الخاصة والاستراتيجية، ومصالح يتوخى تحقيقها من جراء هذا التموضع، حيث يصر على ان يكون له موطئ قدم في المتوسط، سيؤّمنه له لبنان. وعليه، تتابع المصادر، من الضروري ان تجد باريس المفتاح الذي سيتيح لها رعاية الحلّ السياسي في بيروت وتثبيت ركائزه. وللغاية، سيتعين على فرنسا، بعد ان تواصلت مع البيت الابيض وسيّده الجديد جو بايدن في هذا الخصوص، استكمال اتصالاتها في طهران وموسكو والرياض وكلّ الدول المعنية بالملف اللبناني، بما يساعد مبادرتَها على الانبعاث من جديد. أما اذا بقي الوضع السياسي الحكومي في لبنان على حاله من المراوحة والتفجر، والذي بات يتخذ اوجها امنية – اجتماعية خطيرة، فإن لبنان واللبنانيين وماكرون سيكونون جميعهم خاسرين، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.