نقلا عن المركزية –
أكد عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، خلال حديث الى موقع “فاتيكان نيوز”، أن “الاستعدادات النهائية لزيارة البابا فرنسيس الى العراق على قدم وساق”، لافتاً إلى “ان الحبر الأعظم يذهب إلى بلد جرحته الحروب وأعمال العنف حيث سيلتقي بالأقلية المسيحية وممثلي الديانات الأخرى”.
من جهته، يستعد العراق، بلد الديانات والمذاهب والقوميات المتعددة لاستقبال البابا بكل أطيافه وطوائفه، ما يضفي على الزيارة أهمية مضاعفة لجهة دعم قيم التسامح والتعايش والتعددية. وتؤكد اوساط سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان الزيارة سيكون لها “وقع كبير على البلاد ودعم المسيحيين فيه، فضلا عن أهمية أبعادها الدينية والسياسية والاجتماعية، بما ان جدول الاعمال يتضمن لقاء البابا مع المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في مدينة النجف”، مشيرة الى أن “هناك قيما مشتركة بين البابا والسيد السيستاني تتمثل في الانفتاح على الآخر والتعايش السلمي بين جميع المكونات. كما ان البابا سيلقي خطبته الرئيسية من مدينة اور حيث مقام النبي ابراهيم التي لها مكانة روحية مقدسة لدى مختلف الديانات السماوية، بما يمثل محطة مهمة في هذه الزيارة الباباوية لجهة لم شمل العراقيين على اختلاف دياناتهم. ومن ثم سيتوجّه الى الموصل ومناطق سهل نينوى مروراً بكردستان، وقبل كل هذا سيلتقي بالقيادات السياسية في بغداد.
وتحضيرا للزيارة التاريخية، اكدت لجنة الامن والدفاع البرلمانية، جهوزية القوات المختصة بتأمين حماية وامن هذه الزيارة، لا سيما وان وزارة الخارجية قد اعلنت رغبة الفاتيكان بمجيء البابا عبر طائرة عراقية مع توفير الحماية العراقية كذلك.
ومع اقتراب موعد الزيارة، المقررة من الخامس الى الثامن من آذار المقبل، وإثر الهجمات الإرهابية الأخيرة على أربيل، والضربات الصاروخية شبه اليومية على بغداد ومناطق مختلفة من العراق، تسود توقعات هنا وهناك بأن الزيارة ربما تصبح في طي التأجيل أو الإلغاء. إلا ان المستشار الأعلى لرئيس إقليم كردستان العراق للسياسة الخارجية، فلاح مصطفى، أكد انه لم يتم إجراء أي تعديل في موعد الزيارة أو برنامجها، مشيراً إلى أن الزيارة ستكون “محط أنظار العالم كله، كون زيارات بابا الفاتيكان تحظى دوما بالاهتمام العالمي لما تنطوي عليه من أهمية ومن طرح لمبادرات ورسائل السلام والتسامح ونبذ التفرقة والتعصب”.
كذلك، رجح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن يكون ما يحدث من تصعيد في سنجار وقصف في أربيل هو مقدمة لإلغاء زيارة البابا للعراق. وقال الصدر في تغريدة له على “تويتر”: “إنني لم ولن أقبل التدخل من قبل دول الجوار بالشأن العراقي أو التعدي على عراقنا الحبيب، كما أنني لم ولن أرضى أن يكون العراق منطلقا للتعدي على دول الجوار مطلقا، وإن كانت هناك مشاكل عالقة مع تلك الدول فلا بد للحكومة من حلها من خلال الحوار”.
من جهة أخرى، أكدت اوساط عربية مطلعة لـ”المركزية” ان رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي ابلغ الاميركيين وغيرهم من القوى الدولية انه يرفض ان يكون العراق ساحة اقليمية للكباش والصراع وتوجيه الرسائل. ولا يريد الفوضى في العراق من اجل خلط الاوراق في المنطقة. كما اعلن بعد تعرض مطار اربيل انه يرفض ان يكون العراق الحديقة الخلفية للنفوذ الايراني، او ورقة ضغط ايرانية على الولايات المتحدة لحملها على العودة الى النووي وبدء التفاوض ورفع العقوبات قبل الانتخابات الايرانية.
رغم كل ذلك، زيارة البابا لا تزال قائمة، على أمل ان تتوّج بزيارة الى لبنان ايضاً، فيمكنها بالتالي، كما قال ساندري، أن تكون زيارة العراق “أكثر واقعية إذا ذهب البابا في أقرب وقت إلى لبنان، البلد الذي حدده القديس يوحنا بولس الثاني بانه “البلد الرسالة” أو كما وصفه البابا بندكتس السادس عشر بـ “دولة المختبر”، لأن القدرة على العيش والعمل معا على رغم انتمائنا إلى ديانات مختلفة هي رسالة سلام. فالمسيحيون، وهم أقلية، يعيشون معا كل يوم مع الأغلبية، أي المسلمين، وعليهم أن يعيشوا باحترام، وفي حقيقة هويتهم، كونهم جميعا أبناء ومواطنين في البلد الذي يعيشون فيه”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.