نقلا عن المركزية –
أكدت دمشق امس ، صحة تقارير تحدثت عن وجود صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل بوساطة روسية. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن سوريا تعمل حاليا على تحرير مواطنين سوريين اثنين من أبناء الجولان مقابل مواطنة إسرائيلية دخلت الأراضي السورية عن طريق الخطأ. وأشارت “سانا” نقلا عن مصادر لم تحدّدها الى أن “عملية التبادل تتم حالياً عبر وساطة روسية لتحرير السوريين نهال المقت وذياب قهموز الأسير من أبناء الجولان السوري المحتل”، مشيرة الى أن تحرير الشخصين يأتي في مقابل “إطلاق سراح فتاة إسرائيلية دخلت إلى الأراضي السورية- منطقة القنيطرة عن طريق الخطأ وتم اعتقالها من قبل الجهات المختصة السورية”.
هذه العملية ليست الاولى من نوعها بين دمشق تل ابيب، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. ففي نيسان 2019، حصلت صفقة تبادل أسرى، بوساطة روسية ايضا، جرى بموجبها تسليم جثمان الجندي الإسرائيلي، زخاريا باومل، الذي فُقد في معركة “السلطان يعقوب” عام 1982 إبان الغزو الإسرائيلي للبنان، مقابل الإفراج عن أسرى سوريين.
المصادر تنطلق من هذه الحادثة “الطازجة”، لتشير الى انها تأكيد جديد على كون الحاكم الفعلي في سوريا، هو الروسي. فمن دونه، وبلا مباركته، النظام السوري مكبّل وأعجز من التحرك سياسيا او عسكريا، داخل حدوده وخارجها. كل شيء يحتاج الى ضوء اخضر من موسكو، تتابع المصادر. هي تحدد للاعبين كلّهم على الارض السورية، وعلى رأس هؤلاء حلفاؤها المفترضون النظام السوري والايرانيون، حدود تحركاتهم وهوامشها. وفي حين لا يوفّر مناسبة ولا يدّخر فرصة او وسيلة الا ويستخدمها لتقليم اظافر طهران في سوريا وتطويق نفوذها فيها، يضغط الكرملين في المقابل، لابعاد بشار الاسد عن الجمهورية الاسلامية ولحثّه على اعادة توثيق العرى بينه والمحيط العربي.
وفي هذه الخانة، يصبّ غضُ روسيا النظر عن الغارات الاسرائيلية التي تستهدف المواقع الايرانية في سوريا، تماما كما قطعها الطريق امام تمركز الايرانيين في مرفأ اللاذقية، على مرمى حجر من قواعدها العسكرية في طرطوس.
ففيما تطمح طهران الى وضع يدها على الميناء السوري الرئيسي، لتأمين طريق تجاري يمتد من طهران إلى المتوسط، تستفيد منه ايضا لنقل الاسلحة والصواريخ والاموال الى اذرعها العسكرية المنتشرة في سوريا ولبنان، بات حاجة ضرورية لها بعد قطع الاميركيين، عبر قاعدة التنف، الخط البري بين ايران والعراق فسوريا فلبنان، وهي ستستخدمه كموطئ قدم استراتيجي مهم لها على “عتبة” إسرائيل، تشير المصادر الى ان اكمال الهلال الشيعي، المشروع الايراني “الحلم”، لن يتحقق، وذلك بسبب فيتو روسي عليه. وتكشف ان معالم هذا “التعثر”، لن تتأخر بالظهور، مع ان مسؤولين ايرانيين اعلنوا منذ ايام ان أول سفينة شحن ستغادر ميناء بندر عباس الايراني في 10 آذار المقبل إلى ميناء اللاذقية، ومن المفترض أن تنقل هذه السفينة بضائع للتصدير من إيران إلى سوريا كل شهر.
بعد سرد هذه المعطيات كلّها، تشير المصادر الى ان الضغوط الروسية- التي سينضم اليها الاميركيون قريبا، مع تثبيت ادارة جو بايدن ارجلها في البيت الابيض- لاخراج ايران من سوريا ومن الميادين العربية كلّها تباعا، ستشهد اشتدادا مضطردا في المرحلة المقبلة قبيل فتح ملف “النووي” مجددا على طاولة المفاوضات الاميركية – الايرانية. من هنا، نرى ايران، هي الاخرى، تتمسك باوراق قوتها، فتصعّد عسكريا وامنيا مثلا في اليمن والعراق وسياسيا في لبنان..
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.