نقلا عن المركزية –
تقارب الادارة الاميركية الجديدة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وكيفية حلّه، من زاوية مختلفة تماما عن تلك التي اعتمدتها الادارة الترامبية الآفلة، بحيث فضّل الرئيس المنتخب جو بايدن العودة الى قواعد المفاوضات التقليدية التي نالت إجماعا دوليا عربيا – غربيا، وقوامها “حل الدولتين” بعد ان ذهبت ادارة الجمهوريين نحو خيارات متشددة ميالة بقوة للاسرائيليين ومستفزّة للقيادات الفلسطينية التي قطعت اي محادثات مع واشنطن.
منذ اسابيع، وقبيل تعيينه رسميا في منصبه، قال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، إن الرئيس بايدن يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هي “حل الدولتين”، ولكنه أعلن أنّ الإدارة الديمقراطية لن تعود عن القرار، الذي اتّخذه دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس العربية المحتلة عاصمة لإسرائيل وأنها ستبقي كذلك على السفارة الأمريكية في القدس المحتلة. وتابع أمام مجلس الشيوخ “يظن الرئيس وانا شخصيا أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية مع إعطاء الفلسطينيين دولة يحق لهم بها، هو عبر “حل الدولتين” لكن “واقعيا أظن أنه سيكون من الصعب تحقيق أي شيء على هذا الصعيد في المدى القصير”. ودعا الإٍسرائيليين والفلسطينيين فورا “إلى تجنب اتخاذ خطوات تزيد هذه العملية تعقيدا”…
وفي وقت قوبل هذا الموقف بانفتاح وإيجابية فلسطينيين، تمسّك وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ، الاثنين في القاهرة، بحل الدولتين في القضية الفلسطينية للوصول إلى السلام الشامل في المنطقة. وافاد بيان للجامعة إن مجلسها “شدّد على تمسك الدول العربية بحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس القانون الدولي”. ونقل البيان رفض الوزراء “لأية مشروعات أو خطوات إسرائيلية أحادية الجانب”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذه المعطيات الجديدة على الساحة الدولية، ستساعد في انعاش مفاوضات السلام المتعثّرة، وستحييها في المرحلة المقبلة، بعد ان تثبّت ادارة بايدن أرجلها في البيت الابيض. واستعدادا لهذه الانطلاقة المرتقبة، تكشف عن مساع دولية تبذل لاعادة احياء “الرباعية” التي تضم ممثلين عن اميركا وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والتي يرأسها انتوني بلير لتفعيل الجهود لحل القضية الفلسطينية وفق مرجعية حل الدولتين.
في المقابل، تتابع المصادر، وبعد ان خسر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سندا قويا اميركيا له ولخياراته، برحيل ترامب، مذكّرة بأن بايدن هو اول رئيس اميركي لا يتواصل مع الاسرائيليين فور دخوله البيت الابيض، تقول ان هذا الواقع سيؤثر بلا شك على معركة المسؤول العبري الانتخابية في آذار المقبل، وتأتي لتضاف الى حصاره الداخلي بملفات فساد تحوم الشبهات حول تورّطه بها، وحصاره الخارجي من قبل الاوربيين في شكل خاص بسبب كسره كل قواعد التسوية الفلسطينية التي كان متوافقا عليها عربيا ودوليا. وعليه، تتوقع، في حال تمكّن من الفوز في الاستحقاق والعودة الى القيادة في تل ابيب، أن يكون مضطرا الى تقديم تنازلات في اي محادثات منتظرة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.