نقلا عن المركزية –
اكثر من حدث سجله المسرح السياسي اللبناني المشغول بجائحة كورونا وتداعياتها وقرارات فتح واغلاق البلد التي لا يبدو تقدم الفائدة المرجوة مع استمرار حصد المزيد من الارواح وقد ضمت الى قافلتها اليوم الوزير والنائب السابق جان عبيد.اذ، في موازاة ارتفاع منسوب الاهتمام الدولي بلبنان، ان عبر حضوره في الاتصالات الرئاسية او البيانات الوزارية لا سيما بين واشنطن وباريس، واثارة ملف ازماته في القاهرة وبعض دول الخليج التي زارها الرئيس المكلف سعد الحريري سعيا لدعم قد يفرج في مكان ما عن حكومته المخطوفة، جاءت عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت متزامنة مع الاعلان عن زيارة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني الى لبنان غدا لتعزز الاعتقاد بعودة الاهتمام الخليجي بالبلد الشقيق المنكوب، بعدما ادى الابتعاد عنه الى توسع نفوذ وهيمنة ايران لا بل السيطرة على قراره وبلوغه قعر حفرة الازمات.
وفي انتظار عودة الحريري من الخارج نهاية الاسبوع على الارجح، بعيد زيارته المفترضة، في قابل الايام لباريس بعد ابو ظبي، الملفُ الحكومي يراوح. الا ان الحضور العربي على الساحة المحلية، يزداد في مؤشر ربما الى اهتمام اكبر سيبديه العرب، في المرحلة المقبلة. فقد اعلنت السفارة القطرية في بيروت ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري سيزور غداً لبنان حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نحو الساعة ١١:٥٠ قبل الظهر.
واشنطن للمحاسبة: في الغضون، مستجداتٌ لافتة تسجل على المحور الامني – القضائي، اكان في ملف اغتيال الناشط لقمان سليم او في جريمة تفجير مرفأ بيروت. على الخط الاول، بحثت وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا في قضايا ثنائية، وفي التحقيق في مقتل الناشط السياسي لقمان سليم وأهمية محاسبة مرتكبي الجريمة وغيرها من القضايا العالقة من دون تأخير أو استثناء، بحسب ما أفادت سفارة الولايات المتحدة في لبنان.
..المانيا ايضا: في الموازاة، وفيما تحمل زوجة سليم الجنسية الالمانية، اثار السفير الالماني اندرياس كيندل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جريمة اغتيال سليم، مطالباً بضرورة تأمين امن وسلامة زوجة الفقيد وافراد عائلته، شاكراً للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي تجاوبها في هذا المجال.
العائلة توضح: من جهتها، أعلنت عائلة الناشط سليم أن بعض الوسائل والمنصات تتناقل خبرا غير دقيق مفاده أن عائلة لقمان سليم ترفض التعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية انطلاقاً من رغبة العائلة في اللجوء الى تحقيق دولي بموضوع الاغتيال. وعليه، شددت عائلة سليم على تعاونها الكامل مع السلطات اللبنانية، قضاء وشرطة، وذلك منذ الساعات الأولى التي تلت اختفاء لقمان، وهي تعوّل على القضاء اللبناني وعلى القيمين على التحقيق لكشف المجرمين الذين قرروا وخططوا ونفذوا وغطوا عملية الاغتيال، وبأسرع وقت ممكن، صوناً للعدالة واحقاقاً للحق واثباتاً لكون لبنان لم يصبح بعد بلدا خارجا عن سلطة القانون ولا تسود فيه الا شريعة الغاب. واشارت الى ان القول بتحقيق دولي يعني المطالبة بتحقيق يرقى بفاعليته وبمهنيته الى مستوى التحقيقات الدولية، لما يمثل اغتيال لقمان سليم من طعنٍ بمقدسات لبنان، العلم والفكر والحرية في التعبير والجرأة في المواقف. لقمان الذي لم يرغب يوماً الحصول على أي جنسية غير جنسيته اللبنانية، وقد حملها بفخر واعتزاز، وناضل من أجل قيام دولة يعتز فيها المواطن بالانتماء اليها.
التحقيق ينتعش؟: اما في جريمة المرفأ، فيبدو ان التحقيقات تحرّكت مجددا. وفي السياق، حدد المحقق العدلي في بيروت القاضي فادي صوان، مواعيد لاستجواب عدد من المدعى عليهم والشهود هذا الاسبوع والأسبوع المقبل.
لماذا الجمود القاتل؟: وكان الحزب التقدمي الاشتراكي قال ان “ان ستة أشهر انقضت على انفجار المرفأ المأساوي وكأنّ بعض القضاء وهذه السُلطة المتغوّلة، يريدون طمس كل الملف في غياهب التمييع والنسيان، وهو ما لا يقبل به الضمير الإنساني والوطني، ولا يمكن بالتالي السكوت عنه بأي شكل من الأشكال”. اضاف في بيان “والسؤال موجّه إلى المعنيين في السُلطة، وبينهم إلى وزيرة العدل التي تُظهر حرصاً انتقائياً على العدالة: كيف يستقيم مع خطابكم الذي يدّعي الإصلاح والشفافية، هذا الاستهتار بمشاعر اللبنانيين وآلامهم وعذاباتهم، وبحق عائلات الضحايا والجرحى والمتضررين؟ وتابع”والسؤال موجّه أيضاً إلى القضاء: لماذا هذا الجمود القاتل في التحقيقات؟ هل اقتصرت إجراءاتكم على بعض التوقيفات؟وأين هو استكمال التحقيق مع كبار المسؤولين، بدءاً من رأس الهرم، والذين كانوا جميعهم بالحد الأدنى على علمٍ ولم يحرّكوا ساكناً؟ هل قمتم بدوركم في ملاحقة ما كُشف عن تورط رجال أعمال محسوبين على النظام السوري بوصول شحنة النيترات القاتلة؟ هل قمتم بدوركم لجهة ملاحقة الشركة المسجّلة في بريطانيا المتورطة في الشحنة، والتي حاول أصحابها تصفيتها مؤخراً؟ وسأل “هل مَنْ بحَث أو تقصّى أو تابع أو تحرّى عن صلةٍ ما بين انفجار المرفأ وبين الحوادث الأمنية وجرائم الاغتيال التي تلته، كالعقيد منير أبو رجيلي، والمصوّر جوزف بجّاني، وربما أيضاً الناشط لقمان سليم؟ ألا يستدعي الحس القضائي المهني البحث في هذا الاحتمال الوارد بقوة؟ هل تعتقدون مثلاً أن ما تم كشفه عن 52 حاوية في مرفأ بيروت تحوي مواد شديدة الخطورة، هو أمر يستدعي منكم تحركاً ما؟ هل بتنا بحاجة لأخذ الحقيقة من تحقيقات وسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية بدلاً عن تحقيقات الأجهزة الأمنية والقضاء الغائب أو المغيّب؟
المستوعبات: وليس بعيدا، عرض عون مع سفير المانيا ايضا، المراحل التي قطعتها عملية توضيب المستوعبات الـ52 التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، والتي عثر عليها في مرفأ بيروت بعد الانفجار الذي وقع في 4 آب الماضي والتي تولت الشركة الالمانية Combi Lift توضيبها. وابلغ السفير الالماني الرئيس عون ان عملية التوضيب انتهت، واصبحت المستوعبات جاهزة للشحن بواسطة الشركة المعتمدة للتوضيب، لنقلها خارج لبنان. وطلب السفير كيندل تدخل رئيس الجمهورية لتحويل المبالغ المستحقة للشركة الالمانية بهدف فتح الاعتماد المستندي اللازم ليصار لاحقاً الى شحنها الى المانيا.
أمل والنكد السياسي: سياسيا، الصراع يبدو على حاله بين فريقي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري. فقد أكد المكتب السياسي لحركة أمل اليوم ان “امام اصرار البعض على تجاوز روح ونص الدستور وخلق اعراف وقواعد جديدة في ادوار المؤسسات ورئاساتها على متابعة مبادرة الرئيس نبيه بري الانقاذية، التي تشكل بآلياتها ومندرجاتها المخرّج العملي للوصول الى انجاز تأليف الحكومة العتيدة للقيام بالاصلاحات المالية والادارية والاقتصادية التي لم يعد هناك متسع من الوقت لانجازها قبل الانهيار الشامل. ودعا “مدّعي الإصلاح وشعارات التغيير الى مراجعة مواقفهم، والالتفات إلى مكامن الخلل الاساسي في تطبيق القوانين التي أنجزها المجلس النيابي الذي ما تأخّر عن القيام بدوره التشريعي في إقرار القونين المتعلقة بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في كل ادارات ومؤسسات الدولة، ابتداء من وزارة الطاقة”. وتابع “المطلوب ان يتعظ المعنيون وان يعودوا الى رشدهم الوطني، وينتبهوا بأن كثيرين من المخلصين الذين يقدمون مبادرات مؤسسة على مصلحة الوطن يفترض ان يلاقوا تجاوباً ومد يد في مقابل اليد الممدودة والتوقف عن (النكد السياسي) المبني على توهمات غير دقيقة، ولا يمكن ان تنتج الا المزيد من التعقيد للأزمة بكل وجوهها، في لحظة لا تحتمل المزيد من هدر الوقت والفرص، واضاعة المبادرات في متاهات النقاشات العقيمة التي لم تعد تعني المواطنين، لا بـ”الحصص” ولا بـ”الارقام”، بقدر ما يعنيهم قيام الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها. وعلى المعنيين ان ينتبهوا الى ان كثيراً من دول العالم ترغب بمساعدة لبنان، ولكن على اللبنانيين اولاً ان يبدأوا بمساعدة انفسهم بالخروج من شرنقة المصالح الضيقة والانفتاح نحو حلول ناجعة لانقاذ الوطن”.
التيار في الصرح: في المقابل، وغداة تصويب بكركي على اداء المسؤولين، ومطالبتها بتدويل الازمة اللبنانية، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي وفدا من التيار الوطني الحر يضم كلا من مستشار رئيس التيار انطوان قسطنطين اضافة الى النائب جورج عطالله والوزير السابق منصور بطيش ومي خريش. ولم يحضر رئيس التيار النائب جبران باسيل. بعد اللقاء، قال بطيش باسم الوفد: بحثنا مع البطريرك الراعي في ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات مصداقية عالية ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية. واضاف “تمّ التركيز على التدقيق الجنائي واستكماله في مختلف المؤسسات التابعة للدولة”.واشار الى ان “الحلول يجب أن تأتي من الداخل والعيش المشترك يتطلب أن نتعاون للوصول الى هذه الحلول”، وتابع “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وفق القواعد الوطنية وعلى الرّئيس المكلف أن يقصد بعبدا ويتشاور مع عون” وختم “علاقتنا مع البطريرك الراعي جيدة جداً ونحن على تواصل دائم معه”.
البابا يحذر: في الغضون، تمنى البابا فرنسيس، أثناء لقائه اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، أن “يشهد لبنان التزاما سياسيا، وطنيا ودوليا، يساهم في تعزيز الاستقرار في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية”. وشدد على “ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعددي متسامح ومتنوع، يقدم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية فحسب”.وأكد أن “إضعاف المكون المسيحي في لبنان يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي”. وأبرز “أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين،. محذرا من “مغبة انهيار البلاد اقتصاديا”. ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى “وضع مصالحهم الخاصة جانبا والتزام تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم”.
دفوع شكلية: على الصعيد القضائي – المالي، تقدم وكيل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المحامي شوقي قازان ، بدفوع شكلية لدى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور في قصر العدل في بعبدا، في الدعوى المقدمة ضده في جرم الإهمال الوظيفي وإساءة الأمانة ومخالفة قرار إداري. وكانت النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون إدعت على سلامة وعلى رئيسة لجنة الرقابة على المصارف مايا دباغ وعلى صاحب شركة استيراد دولار وأحد الصيارفة، وأحالت الملف الى القاضي منصور، على أن يحدد موعد الجلسة في وقت لاحق.
عراجي يتخوف: صحيا، وفي وقت دخلت البلاد اليوم مرحلة الفتح التدريجي، رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أن “من خلال مشاهدتنا لحالات “كورونا” في لبنان، فإن السلالة الإنكليزية متواجدة في البلد وسريعة التفشي، ولكن لا نملك مختبرات تستطيع الكشف عما إذا كانت هذه السلالة منتشرة بسرعة كبيرة” وفي حديثٍ إذاعي قال “كان من النادر في السابق أن يلتقط الأطفال فيروس كورونا أما اليوم فيلتقطونه، وما جرى مع الطفلة التي توفيت أمس في “مستشفى رفيق الحريري” خير دليل، والحماية تكون عبر البقاء في المنازل”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.