نقلا عن المركزية –
وكأن قدر اللبنانيين مخطوط بحبر اسود كأيامهم ولياليهم العابقة بروائح الازمات وشبح الاغتيالات وهاجس كورونا الذي يتهدد حياتهم ومنظومة حاكمة جائرة لا يهمها سوى مكتسبات حققتها على حساب الشعب الذي قادته عن سابق تصور وتصميم نحو قعر حفرة لا يجد سبيلا للخروج منها. الامل معدوم ولا امكانية حتى لفتح نافذة خلاصية في جدار الازمات الصلب في ضوء حال “تكبير الرؤوس” وحرب “الالغاء” المفتوحة بين المسؤولين عن انهيار الوطن التي تمنع تشكيل حكومة انقاذ لم يعد من دولة في اقصى مجاهل العالم لم تحثهم على الافراج عنها.
في الدولة المستمرة بالعناية الالهية وقد تركها رؤساؤها “على ما يقدر الله”، ازمات تتراكم كل يوم احتل صدارتها منذ يوم امس ملف اغتيال الناشط والكاتب السياسي المعارض لقمان سليم، الى جانب الهم الوبائي – الصحي، الذي عاد الى الواجهة اليوم.
التحقيقات مستمرة: على الخط الاول، تواصل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها للكشف عن ملابسات مقتل سليم، عبر التحقق من داتا الاتصالات ومسح كاميرات المراقبة. في الموازاة، كشفت شقيقة لقمان، رشا سليم للـLBCI، أن العائلة طلبت طبيباً خاصاً لإعادة الكشف على الجثة وللتأكد من عدد الرصاصات والتحقق من موضوع التعذيب. وشددت على أن لقمان حي في كل انسان حر في هذا البلد ومن قتلوه هم الاموات. بدورها، روت زوجته مونيكا لحظات القلق التي عاشتها بعدما لاحظت أن لقمان لا يجيب على اتصالاتها، علماً أن هاتفه كان متاحاً، بحسب قولها.
شجاعة القضاة: واذ تواصلت ردود الفعل المستنكرة الاغتيال، غرد نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف عبر حسابه على “تويتر” كاتبا “إغتيال الجسد لا يسقط الكلمة، ولا تسقط الإغتيالات إلا بجلاء الحقيقة، ولا حقيقة إلا بجهارة العدالة، ولا عدالة إلا بشجاعة القضاة”. اضاف: ومن دون شجاعة القضاة، لا حقيقة ولا عدالة ولا قضاء ولا دولة، فلا سكينة ولا طمأنينة للناس. وختم بهاشتاغ “#العدالة -الآن للضحايا الأبرياء ولروح # لقمان سليم”.
اقفال واستثناءات: صحيا، انتهى اجتماع اللجنة الفنية والتوصية قبل الظهر في السراي، الى توصية رفعت للجنة الوزارية التي اجتمعت في الرابعة والنصف، تتضمن الابقاء على الاقفال العام مع التوجه نحو فتح جزئي لبعض القطاعات الانتاجية الاساسية كصالات الافران والسوبرماركت وعدد من المصانع على ان تبقى المدارس مغلقة. ومن ضمن توصيات اللجنة الفنية ايضا، فتح القطاعات الملحة ابتداء من 8 شباط على مراحل وسط تشدد بالاستثناءات خصوصا تلك الممنوحة من المنصة، كما عملت اللجنة على تعديل توقيت العمل للقطاعات المستثناة والاجراءات التي يجب اتباعها. وافيد ان اللجنة الفنّية لم تدعُ إلى فتح البلد بل إلى استمرار الإغلاق مع بعض الاستثناءات والسماح لبعض القطاعات الملحّة كالقطاعات الطبّية والاستهلاكية بالفتح ولا يزال التعامل بالمنصة للحصول على أذونات الخروج مستمرّاً. واضافت المعلومات “حظر التجوّل باقٍ والـ capacity أو نسبة الإشغال ستُطبّق في القطاعات الملحّة التي سيتمّ فتحها وليس هناك من فتحٍ تدريجيّ للبلاد في توصية اللجنة الفنّية”. في المقابل، اشارت معطيات اخرى الى ان الاجتماع صدرت عنه توصية بإعادة فتح البلاد على أربع مراحل ابتداء من ٨ شباط على أن تمتد كل مرحلة لأسبوعين، مضيفة: تفتح السوبرماركات والمصارف في المرحلة الأولى مع شروط السلامة العامة على أن يتم البحث في كل التوصيات في إجتماع اللجنة الوزارية. واردفت: سيكون هناك آلية لأخذ الاذونات المسبقة من أجل التبضع من السوبرماركات عبر منصة لمراقبة عدد الزبائن المسموح به لمنع الاكتظاظ كما ستفعّل عملية مسح الـ “qr code” على مداخل السوبرماركات للتأكد من الاذونات.
دعم الدواء: الى ذلك، أكّد مدير عام وزارة الصحة فادي سنان أنّ “الدعم لن يُرفع عن أيّ دواء بل سيُصار إلى ترشيد الإنفاق للأدوية وتوزيعها، لذلك نتمنّى على المواطنين عدم تخزينها في المنازل”. وأضاف: “نقوم بجولة على مستودعات الأدوية، ونطمئن اللبنانيين أنّ أدوية الأمراض المستعصية وأدوية كورونا كلّها موجودة”.كما تمنّى سنان على المواطنين الذين يجدون فارقاً بأسعار الأدوية في الصيدليات “الاتصال على الرقم الساخن لوزارة الصحة والتبليغ”، متمنّياً أيضاً “أن يكون لدى اللبنانيين حسّ المسؤولية إن لجهة المراقبة أو الاستهلاك”.
لا جديد: اما سياسيا، وغداة الموقف الفرنسي – الاميركي المشترك الذي حثّ المسؤولين اللبنانيين على الاسراع في تأليف حكومة والذي لم يفعل فعله محليا بعد، وفيما لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري خارج البلاد حيث يرتقب ان يزور الامارات وفرنسا، حاملا ملفي دعم لبنان والتشكيل، سُجّلت مواقف لحزب الله من التأليف.
عن العقبات والمبادرة: وفيما اعتبرت حركة “امل” في بيان لمناسبة ذكرى 6 شباط ان حكومة إلانقاذ تفتح نافذة على الإصلاح السياسي، أكد نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “أن “حزب الله” مع تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وأنه منذ اليوم الاول مع تسهيل إنجاز التأليف”. وشدد في حديث اذاعي على “أن الحزب لم يكن عقبة، وأن المشكلة الأساسية في عملية تشكيل الحكومة هي داخلية والتأثير الخارجي يبدو الآن محدودا”، لافتا إلى أن “اذا اتفق الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري تنجز الحكومة”. وأعلن “أن حزب الله لم يضع أسقفا تمنع عملية التأليف وهو يقبل بما يقبل به الرئيسان”، داعيا إلى “تدوير الزوايا ومحاولة التفاهم لمعالجة المشاكل العالقة”، نافيا أن يكون موضوع الثلث الضامن قد طرح مع أي جهة”. ووصف قاسم “من يربطون عرقلة عملية تأليف الحكومة بالاتفاق النووي الإيراني”، بـ”الجوقة الكاذبة”، لافتا إلى “أن هدف هؤلاء تشويه سمعة حزب الله وإزاحة المسؤولية عنهم وعن جماعاتهم وعن تقصيرهم”، مشددا على “أن حزب الله يعمل لتشكيل الحكومة ويريدها”، نافيا “أن يكون لإيران أو غيرها علاقة بموقف الحزب من تأليف الحكومة”. وأكد “أن الحزب ليس في موقع من يضرب على الطاولة ولا يفرض أي شيء على حلفائه لأنه غير قادر وغير مقتنع بذلك”. وعن المبادرة الفرنسية، تحدث قاسم عن إشارات لعودتها مجددا إلا “أن معالمها لم تتضح بعد”، داعيا الفرنسيين إلى العمل “بطريقة توفيقية وليست منحازة”. واوضح “أن الاتصالات بين الفرنسيين وحزب الله لم تنقطع يوما”.
اميركا والتخريب: وعن الوضع الأمني، رأى الشيخ قاسم أنه “لا يزال ممسوكا ومنضبطا وأن المعنيين استطاعوا منع الفتنة ولكن يجب ألا ننام على حرير”، معتبرا “أن ما حصل في طرابلس خطير جدا ومدان بكل أشكال الإدانة، موضحا “أن هناك أناسا فقراء نزلوا بسبب الوجع الذي يعانونه لكن َّمن أندس للقيام بأعمال تخريبية كان هدفه فتح الباب من أجل الاستثمار السياسي في وجع الناس لتحقيق مكاسب سياسية”. وتحدث عن جهات معادية للبنان داخلية وخارجية، مشيرا إلى أنه “لا يبرئ أميركا بسياساتها من هذا النمط من العمل التخريبي”. وعن استهداف المقاومة ل”المسيرات الاسرائيلية المعادية”، لفت الشيخ قاسم إلى “أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سياق معادلة واضحة وهي جزء من الردع مع العدو الإسرائيلي”. وعن ورقة التفاهم مع “التيار الوطني الحر” وتطويرها، تحدث الشيخ قاسم عن “أفكار يحضرها الطرفان لمناقشتها وأن التحضيرات بين الجانبين بدأت”، ولفت إلى “أن ورقة التفاهم الموجودة حاليا صالحة لأن تستمر وتلبي الحاجات المطلوبة ولكن المطلوب هو النقاش للتطوير”.
سلامة والفاريز: ماليا، اشارت معلومات صحافية الى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تلقّى كتاباً من وزير المال للردّ على شركة “ألفاريز أند مارشيل” في شأن السماح بالدخول الى الأقسام والدوائر في المصرف وأحاله فوراً الى المجلس المركزي للبتّ به بالسرعة القصوى.
كنعان لمحكمة دولية: وليس بعيدا، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تأييده لتحويل الملف المالي الى محكمة دولية، على أن يكون الشاهد الملك، إذا بقي الوضع القضائي على حاله. وقال في حديث عبر mtv “لا يمكن السكوت عن عدم البت بملف الحسابات المالية الموجود لدى ديوان المحاسبة ويحوي ٢٧ مليار دولار من انفاق مشكوك في كيفية حصوله وهو في أساس الانهيار المالي للبنان”. وأضاف “أضع إصبعي في عيون الجميع بالعمل الرقابي للجنة المال منذ العام 2010 وأنا من اعترض في المجلس النيابي على التسوية على الحسابات المالية ومنعتها في العام 2017 ما أوصل الى إعادة تكوينها والى تقرير لوزارة المال عن 27 مليار دولار مشكوك في كيفية إنفاقها”، لافتاً إلى أنّ “من واجب حكومة تصريف الأعمال الاجتماع وبحث وإقرار الموازنة وإرسالها للمجلس النيابي”، مشيراً الى انّ لديه اعتراضات عدة على الموازنة بالصيغة التي رفعها وزير المال، رافضاً “المسّ بالتقديمات الاجتماعية للعسكريين والموظفين والمعلمين في هذه الظروف”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.