نقلا عن المركزية –
4 رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر، كانت كافية لايصال الرسالة الى المئات. الرأي الآخر غير مرحّب به ورفعُ الصوت وتسميةُ الامور بأسمائها، وقولُ الحقيقة كما هي بلا مسايرة او مواربة، مهما كانت مؤلمة، أمور غير مقبولة في بعض البيئات غير الحاضنة للتنوع والتنوّر.. فكيف “يُهضم” هذان المبدآن، وهما نقيضا الاستسلام والشمولية؟
هكذا تقارب مصادر سياسية معارضة عملية تصفية الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم. وتقول لـ”المركزية”، إن صَدر من كان ينتقدهم الرجل يبدو ضاق به وبجرأته، فقرروا التخلّص منه بدم بارد، بأسلوب يوصل بحد ذاته رسالة الى مَن يعنيهم الامر. فبحسب ما توضح، الرصاص في الرأس، يُستخدم للتخلّص من “العملاء”. وسليم الذي لم يقبل ان يسلّم او يذوب في اللون الواحد الطاغي على المناطق التي يعيش فيها، كان يعتبر في نظر هؤلاء، عميلا. على اي حال، ألم يلجأوا مرارا وتكرارا الى تخوين كلّ من يخالفهم الرأي؟
من حيث التوقيت، الجاني اختاره بدقّة وحنكة. الكلّ منشغل بالهم الحكومي والمعيشي وبالتظاهرات العائدة الى الشارع، وقد كثر الحديث بالتوازي، عن عودة لخلايا داعشية الى الساحة اللبنانية. وبينما يواصل نجلُ النائب والحقوقي والمحامي الراحل محسن سليم – والذي كان في الكتلة الوطنية مع العميد ريمون إده ومن أشد المناضلين في سبيل حقوق الإنسان والدفاع عن الشرعية والدستور – مسيرةَ والده، ويرفع الصوت منذ سنوات، داعيا اهل طائفته الى التحرر والى الانسجام في النسيج اللبناني وفي المحيط العربي، والى المطالبة بتحييد لبنان عن كل الصراعات والحروب التي تدور في البلدان العربية، لا الى الانخراط فيها وتصدير الثورة اليها، وإن كان لا بد من ثورة فيجب ان تكون ضد اضعاف الدولة واستباحة السيادة وضد الجوع والفساد والفقر الذي تم تعميمه في لبنان بتحالف قاتل بين الفساد والارهاب، او بين المافيا والميليشيا… يبدو ان الجناة رأوا في هذه اللحظة، الانسب لاسكات هذا الصوت الشاذ… فضربوا ضربتهم غدرا، في قلب النبطية، علما ان الشهيد رفض ترك منطقته وبقي يتنقّل بين الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، ويعيش فيها وينام فيها.. وربما هذا ما استفزّ اكثر الجناة.
الخشية كبيرة، تتابع المصادر، من ان يكون اغتيال ابن حارة حريك الشيعي، يؤسس لمرحلة اغتيالات جديدة ستشهدها البلاد في المرحلة المقبلة. ففيما لا دولة حقيقية موجودة، ولا حكومة، قد يكون هذا السيناريو، الامثل للتخلّص من المزعجين، وممّن يمكن ان يشكّلوا خطرا وتهديدا على قوى الامر الواقع ومشروعها القائم على ابقاء لبنان ساحة وصندوق بريد، والتخلّص ايضا ممّن ينادون بقيام دولة سيدة حرة مستقلة، تحدّد وحدها قرار الحرب والسلم وموقعَها الاستراتجي، ويكون للجيش والاجهزة الشرعية فيها فقط، الحق بحمل السلاح. وهذا القلق مشروع تضيف المصادر، وسيتعزز اذا لم تتمكن الاجهزة من القاء القبض على الجناة وتكشف للرأي العام من حرّضهم وحرّكهم، علما ان التحقيقات في الجريمة – الزلزال التي هزت لبنان في 4 آب منذ 6 أشهر، تتعثّر، تماما كما التحقيقات في جريمة تصفية الشاب جو بجاني منذ اسابيع وقبله العقيد المتقاعد في الجمارك منير ابو رجيلي والقافلة تطول… حمى الله لبنان وأحراره، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.