نقلا عن المركزية –
قبل ان ينحرف لبنان عن مساره السياسي الطبيعي ويجنح تدريجياً نحو محور الممانعة الايراني في مواجهة اشقائه العرب والخليجيين منذ اعوام عدة، كانت في لبنان ازمات كثيرة، غير ان ايا منها لم يكن على النحو الكارثي الذي هو عليه اليوم. الانحراف الحاد الذي تكرّس مع العهد الحالي قطع آخر قطرات الاوكسيجين عن عروق الجسد اللبناني المتهالك التي كانت تضخها دول الغرب والخليج مباشرة او عبر مؤتمرات الدعم الدولية. لكن، حتى هذه باتت لانعقادها شروط واقتصر الدعم على المساعدات المباشرة لشعب لبنان لا لسلطته الفاقدة الثقة من المجتمع الدولي.
وفيما العهد والمنظومة الحاكمة ماضيان من دون هوادة في الانجراف مع الجمهورية الاسلامية التي تعد “مشروع قرار” قيد الإقرار في البرلمان الإيراني لإنشاء “معاهدة دفاعية أمنية” تضم مختلف الدول الخاضعة لـ”محور المقاومة” ولبنان من ضمنها حتماً، ضمن إطار استراتيجية موحدة للدفاع، تنصّ على وجوب أن تبادر المجموعات المسلحة في هذه الدول الى “تقديم الدعم الشامل من كل النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية حتى درء الخطر” المتأتي عن أي اعتداء إسرائيلي يقع على أي من الأراضي المشمولة بهذه المعاهدة، وفيما القوى السياسية تتفرج على اخطر ما قد يصيب لبنان من دون ان تخطو خطوات عملية في مواجهة المد الايراني نحو بيروت وتسخيرها لمصالح الدولة الاسلامية من خلال استخدامها ورقة ضغط على الادارة الاميركية في المفاوضات النووية المرتقب انطلاقها بعد تسلم الرئيس جو بايدن السلطة، تحركت مجموعة من الناشطين اللبنانيين تضم سفراء سابقين واكاديميين وحقوقيين ممن يدورون في الفلك السيادي ، عقدت سلسلة اجتماعات وتواصلت في ما بينها، فأنجزت بحسب معلومات “المركزية” مذكرة مدعمة وموثّقة بالمراجع حول الازمة اللبنانية تحت عنوان “لبنان في المحور الايراني”، تشرح نفوذ ايران ودور حزب الله وترسانته وممارساته وفق الاجندة الايرانية وتورطه في اعمال التهريب والمخدرات والتفجيرات في اكثر من بلد، الامر الذي انعكس على سمعة لبنان في الخارج.
وتشير المعلومات الى ان المذكرة صيغت بأربع لغات هي الانكليزية والفرنسية والعربية والاسبانية، سترفع الى الامين العام للامم المتحدة وعواصم القرار والمنظمات الدولية والجهات المعنية، مناشدة مساعدة لبنان للخروج من الازمة.
وتوضح اوساط في المجموعة المشار اليها لـ”المركزية” ان المذكرة تشكل خطوة عملية لطلب رعاية دولية لانقاذ لبنان، بعدما ثبت ان السلطة تتماهى مع المحور الايراني وسياسته التي ينفذها حزب الله ما انعكس ضررا بالغا على لبنان عزله عن المجتمع الدولي وعن الحضن العربي وحجب عنه كل انواع الدعم التي شكلت حجر الرحى في انتعاشه على مدى عقود طوال.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.