نقلا عن المركزبة –
كل شيء كان غير عادي في عهد الرئيس الاميركي الخامس والاربعين للولايات المتحدة الاميركية، من لحظة تنصيبه حتى مغادرته البيت الابيض. دونالد ترامب اكثر الرؤساء اثارة للجدل، شاغل اميركا ومالئ العالم الذي قض مضاجع رؤساء دول واتخذ قرارات غريبة وكسر قواعد وبروتوكولات، طوى اليوم آخر صفحة من كتاب عهده الرباعي ومضى. قد تكون النهاية الدراماتيكية لصانع الحدث الدولي جزءا من مسيرته التي ابى حتى اثناء مغادرته ان يقر بها، متمنيا الا يكون وداع البيت الابيض لفترة طويلة.
الانعطافة الاميركية التي سرعان ما بدأت تباشيرها مع اعلان مستشاري الرئيس الـ46 جو بايدن انه سيصدر اعتباراً من اليوم 17 أمراً رئاسياً للتراجع عن تدابير اتخذها سلفه بعد تنصيبه رسميا، لا بد الا ان تترك انعكاساتها على منطقة الشرق الاوسط عموما ولبنان في شكل خاص بعدما تم ربطه بمحور المقاومة، فباتت استحقاقاته الدستورية كلها معلّقة على حبال التجاذبات الاميركية- الايرانية ومرتبطة بمواعيدها. وما تأخير تشكيل حكومته على رغم حراجة الوضع الداخلي وخطورته الا من ضمن هذه اللعبة، فهل يفرج دخول بايدن البيت الابيض عن حكومة لبنان؟
الوساطات تتحرك: بعيدا من الاضواء، يبدو ان حركة الوسطاء على خط بعبدا – بيت الوسط لترطيب العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وتأمين لقاء يجمعهما، تحرّكت من جديد. وينشط في نطاقها، كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
الحزب مستعجل؟: وفي انتظار ما سيتمخّض عنها، علما ان الاتصالات لا تزال حتى اللحظة عالقة عند نقطة مَن سيبادر الى الاتصال بالآخر، عون ام الحريري، يبدو ان الحزب سيفعّل اتصالاته جديا لا سيما مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتسهيل التأليف، وعين الضاحية على فرض حكومة تلاقي الى الحد الاقصى طموحاته، قبيل تثبيت الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن الذي يتسلّم منصبه اليوم، ركائز إدارته في المنطقة، لأنها ستكون الى حد كبير شبيهة بسياسة سلفه دونالد ترامب… فهل يرضى الحريري؟!
لا لفرض الاسماء: لكن في الاثناء، لم تحمل المواقف السياسية ما يدل الى قرب تحقيق خرق في التشكيل. فقد غرد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار عبر حسابه على “تويتر” كاتبا”الشراكة في تأليف الحكومة الذي لا يريد البعض فهمه، يعني النقاش في مسودة التشكيلة الوزارية، بما يساعد على تأليف الحكومة، وليس فرض أسماء، وتعطيل إصدار مراسيم التشكيل، كما هو حاصل اليوم في بعبدا. دور رئيس الجمهورية المؤازرة والدعم لأن من يتحمل المسؤولية أمام المجلس النيابي هو رئيس الحكومة”.
ألّف او اعتذر!: في المقابل، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون أن “تحرك رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب يأتي في إطار سلسلة التحركات التي يقوم بها أصحاب الهمم بعد فترة الجمود الطويلة للخروج من الوضع الراهن، وخصوصا بعد الفيديو المسرب (الذي يتهم فيه رئيس الجمهورية الرئيس المكلف بالكذب)، مشيرا في المقابل إلى أن لا يبدو أن هناك إيجابيات”. وفي حديث إذاعي، شدد عون على أن “ليس لدينا ترف الانتظار، ويجب على الرئيس المكلف تأدية مهامه للخروج من الازمة على الصعيدين الحياتي والصحي”، مؤكدا “ضرورة تقديم الرئيس سعد الحريري تنازلات كبيرة لتأليف حكومة في أسرع وقت”.وكرر دعوته “الرئيس الحريري الى الاعتذار، إذا لم يكن في إمكانه تأليف الحكومة، لأن الشعب لم يعد قادرا على الانتظار”، مطالبا بـ “تأليف حكومة ولو مصغرة من ستة وزراء لتتسلم المهام وتبدأ بالعمل”.وعن التنازلات المتبادلة المطلوبة من الجميع، شدد على ضرورة احترام التوازنات الداخلية والمعيار الواحد في التأليف”.
التدقيق المالي: على صعيد آخر، كان الوضع المالي، الاولوية في بعبدا اليوم. فرأس رئيس الجمهورية اجتماعا، حضره وزير المال في حكومة تصريف الأعمال والوزير السابق سليم جريصاتي تم خلاله البحث في الخطوات الآيلة الى الإسراع في الاتفاق مع شركة “الفاريز اند مارسال” في موضوع التدقيق المالي الجنائي، بعد إقرار مجلس النواب قانون تعليق السرية المصرفية لمدة سنة.
بين بيروت ولندن: على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون، القائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت مارتن لونغدن ونائبة رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية اليسون كينغ . وتم عرض العلاقات الثنائية اللبنانية-البريطانية وسبل تطويرها. وشكر الرئيس عون الدعم الذي تقدمه بريطانيا للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وكان آخرها ارسال سيارات جيب مصفحة لتعزيز عمل ألوية الجيش العاملة على الحدود اللبنانية-السورية.
نحو تمديد الاقفال: صحيا، فيما سجلت اعداد الوفيات بكورونا امس رقما قياسيا جديدا بلغ 61 وفاة، تتجه الانظار الى ما سيصدر عن الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاعلى للدفاع الذي ينعقد ظهر غد في قصر بعبدا لمناقشة توصية خلية كورونا التي اجتمعت اليوم بتمديد الاقفال التام. وبحسب المعلومات، يبدو ان هذا التوجه هو الغالب، وسط ترجيحات بالتمديد لاسبوعين اضافيين، علما ان اكثر من قطاع ومنها السوبرماركت والدواجن، رفع الصوت مطالبا باستثنائه. في المقابل، غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس ابيض قائلا: “الدول التي انتصرت في معركة كورونا ليست تلك التي لديها مستشفيات أكبر أو المزيد من أسرة العناية المركزة. يعود النصر إلى البلدان التي اتبعت سياسة إجراءات احتواء صارمة للغاية، وطبقت تدابير فعالة وسريعة للفحص والتعقب، واقنعت مواطنيها، أو أجبرتهم، على الامتثال لتدابير السلامة”.
اللقاحات: من جانبه، أعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على “تويتر” أنّ “في موضوع خطة توزيع اللقاح علينا أن نتعلم من أخطائنا وندع أهل العلم يقومون بعملهم وفق أطر علمية فقط لا غير”. أضاف “لا يمكن لهذه الخطة أن تدخل في زواريب شعوبية أو زبائنية أو مناطقية لا نفع لها”.
“كيماوي” في طرابلس!: من جهة ثانية، وفيما التحقيقات في تفجير المرفأ مجمّدة، فجر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص فضيحة من العيار الثقيل، كاشفاً عن مواد كيماوية متفجرة في احد المرافئ اللبنانية. وقال في بيان، “يبدو ان سيناريو انفجار المرفأ قد يتكرر، يبدو ان هذه السلطة لا تريد ان تتعلم من مذبحة الرابع من آب”، مضيفاً “ها هي الباخرة MSC MASHA 3 الآتية من الصين تتحضر للرسو في احد الموانئ اللبنانية (بيروت او طرابلس) لتفريغ مواد كيماوية من مادة الصوديوم سالفايد لنقلها بالترانزيت عبر الاراضي اللبنانية الى سوريا”. وأشار إلى أن 10 مستوعبات من هذه المادة ستكون في الساعات المقبلة قبالة احد المرافئ اللبنانية. وعلى ما يبدو وافقت وزيرة الدفاع، أمس الثلاثاء، على تفريغ الباخرة وطلبت من وزارة الاشغال العامة والنقل منع تفريغ مستوعبات المواد الكيماوية.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.