نقلا عن المركزية –
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية، كثرت التكهنات حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، إن كان سيترشح، كخطة أولى أساسية، بالنسبة للنظام، إلا أن الرفض العالمي لبقاء الأسد أو إعادة انتخابه، قد دفع النظام، لخطة “بديلة” أو “باء” لترشيح زوجته، والتي أدت العقوبات الأميركية التي فرضت عليها، وعلى عائلتها، إلى إجهاضها، الأمر الذي دفع بالنظام، للخطة “جيم” بحسب الصحافي والمحلل السياسي السوري المقيم في واشنطن، أيمن عبد النور.
سقوط ورقة أسماء أربكت الأسد: وتتجلى ملامح السيناريو الثالث أو الخطة “جيم”، بحسب عبد النور، خلال اتصال مع “العربية.نت” الأربعاء، بإمكانية حلول “شخصيّة” من الأكثرية السّنّية في البلاد، مكان الأسد، قد تكون منتمية لمؤسسة الجيش، كلواء سابق، أو عميد سابق، مع ضمان ولائه للنظام، ولم يشارك بعمليات القتل التي تورط فيها جيش الأسد، خلال سنوات الثورة عليه.
وأضح عبد النور لـ”العربية.نت”، أن العقوبات الأميركية على زوجة الأسد، أسماء، وعائلتها، وسقوط ورقتها التي سبق ومهّد بها النظام، “أربكت” الأسد، خاصة وأنها تعني، بشكل صريح: الأسد-الأخرس، وجهان لنظام واحد.
واستند الصحافي الخبير في الشأن السوري، إلى مصادره الخاصة من دمشق، بأن نظام الأسد، على الأغلب، إن فعّل الخطة “جيم” فإنه سيختار أحد “الضباط” غير المعاقبين أوروبيا أو أميركياً، سواء من سلك الجيش أو الأمن.
في المقابل، لم يستبعد عبد النور، أن يقع الاختيار على شخصية مدنية، خاصة وأن غالبية ضباط الأسد، معاقبون، والغالبية الساحقة منهم، قد تورطت بسفك دماء السوريين، فلن تكون مقبولة بأي صيغة تسوية.
الخطة “جيم” أمر حتمي: وقال عبد النور لـ”العربية.نت” إنه من الممكن أن يتم اللجوء، إلى شخصية من الوسط البرجوازي السوري السابق، لتكون شخصية مقبولة، دوليا، وغير متورطة بعمليات القتل، وذات سمعة حسنة.
وبتراتبية الأحداث، كشف عبد النور في اتصال مع “العربية.نت” السياقات التي وضعت الأسد، في مواجهة السيناريو الثالث.
وقال إن ما سيضطر الأسد، للدخول في تسوية من هذا المستوى، هو أن المجتمع الدولي، أصلا، ضد ترشح الأسد وبقائه في السلطة، كخطة “أ” الأمر الذي قاد نظام الأسد، إلى البديل الثاني، أو الخطة “باء” التي أجهضها الأميركيون بإخضاع أسماء الأخرس، زوجة الأسد، لعقوبات أميركية.
من هنا، يكمل عبد النور، فإن الدخول في الخطة “جيم” أمر حتمي للنظام الذي أحس بمشكلة، وارتبك، إثر العقوبات التي قطعت الطريق على الخطة “باء”.
“باء” و”جيم” مجرد قناع
وكانت التكهنات، قد كثرت في الآونة الأخيرة، عن تصعيد ما لزوجة الأسد، أسماء، كبديل له، أو ما عرف لاحقا في الأوساط الإعلامية بالخطة “باء” مترافقة مع حضور مكثف للأخرس، بين أنصار النظام وتعليق صورها في مكتب أحد وزراء حكومته، دارم الطباع، إلا أن العقوبات الأميركية على زوجة الأسد وأبيها ووالدتها وشقيقيها، أطاحت بالسيناريو الثاني.
وتشير توقعات المحللين، إلى أن الأسد، حتى لو سار في الخطة “جيم” فإنه سيبقى “يدير” الأمور من خلف ستار، فيما سيكون بديله، مجرد “واجهة” لا أكثر، للتخلص من الضغط الدولي والهروب من العقوبات الدولية، بحسب أيمن عبد النور الذي قال لـ”العربية.نت” إن النظام السوري، يعيش الآن، مشكلة حقيقية، بسبب إجهاض “الخطة باء” التي عمل عليها، منذ عدة أشهر.
النظام شرع بالسيناريو الثاني: وأكد عبد النور، أنه بعيد سقوط الخطة باء، بدأ العمل، فعليا، على الخطة جيم، مؤكدا أن العمل بدأ، بالبحث عن “الشخص المناسب” من أجل الخطة “جيم” إلا أن هناك “مشكلة كبيرة” لدى نظام الأسد، في هذه النقطة، تحديداً، بحسب عبد النور، لأن الشخص المناسب للخطة جيم، يجب أن يتمتع بعدة مزايا، لا تتوفر بسهولة داخل النظام.
وحدّد عبد النور، مواصفات شخص الخطة الجيم المحتملة، بأن يكون أولاً، مقبولا، على المستوى الدولي، وأن يكون له “احترامه” في الداخل السوري، وفي المقابل أن “يكون مضمون الولاء” لنظام الأسد، بالكامل.
على صعيد آخر، اعتبر عبد النور، أن الأسد، لم يصل بعد، إلى مرحلة الاقتناع الكامل، بضرورة تنحّيه، إلا أنه يضع خططا، كباء وجيم، لأن هذا، من طبيعة العمل السياسي، موضحاً أن الأسد، سار أصلا، بالخطة باء، تحت ضغط دولي وأميركي كبير، في السنوات الأخيرة، وأن استمرار الضغوط “الكبيرة” على نظامه، تكفل دخوله في “الخطة” جيم، حتى لو كان رئيس النظام، سيلجأ إلى مثل ذلك السيناريو، من دون اقتناع به، في الأصل.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.