نقلا عن المركزية –
لم تترك الهجمات السياسية من جانب معسكر العهد وتكتل لبنان القوي أمام الرئيس المكلف سعد الحريري، إلا أصدقاء لبنان الدوليين منبعا للدعم في وقت يحتاج لبنان إلى إعادة تعويم المبادرة الفرنسية انطلاقا من تشكيل حكومة اختصاصيين يريدها الحريري، في مقابل اعتراض رئاسي لا يزال يزرع الألغام على طريق زيارة الرئيس المكلف إلى بعبدا لاستيلاد المراسيم الحكومية. مع العلم أن كل ذلك يجري وسط كباشات سياسية لا مجال لانفراجها قريبا على وقع تمترس الأطراف المعنيين خلف مواقفهم المعروفة، حتى إشعار آخر.
وبينما أكد انفجار الجولة الأخيرة من حرب البيانات بين ثنائي بعبدا- ميرنا الشالوحي، من جهة وتيار المستقبل وصقوره من جهة أخرى أن الحريري ليس في وارد تغيير تشكيلته المقدمة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن أوساطا عليمة بأجواء التأليف الحكومي كشفت لـ “المركزية” أن الرئيس المكلف لا ينوي الوقوف مكتوف الأيدي إزاء التعطيل المتعمد لمهمته، بل يستعد لاستكمال جولته الخارجية التي قادته منذ فترة إلى بعض الدول العربية كمصر والامارات العربية المتحدة، على أن يعطيها هذه المرة بعدا دوليا.
وفي السياق، رجحت الأوساط أن تكون فرنسا الوجهة المقبلة للرئيس الحريري، المفترض أن يغتنم الفرصة للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على أن يضعه في صورة العراقيل الحقيقية التي لا تزال تعيق ولادة حكومة مطابقة لمواصفات مبادرة ماكرون، وهو الذي أجل زيارته الأخيرة إلى بيروت بعد إصابته بوباء كورونا، لافتة إلى أن سفيرة فرنسا الجديدة في بيروت آن غريو حطت قبل أيام في بيت الوسط، في إطار ما يفترض أن تكون مرحلة الاعداد لهذه الزيارة.
ورجحت المصادر أن يكون اجتماع ماكرون ــ الحريري فرصة ليؤكد الاليزيه اهتمامه المستمر بلبنان، لا لشيء إلا لأن ماكرون مصر على أن يفي بالوعد الذي قطعه للبنانيين عقب كارثة انفجار المرفأ. من هذا المنطلق، توقعت المصادر أن ينتهي اجتماع الاليزيه إلى إعادة إطلاق حركة الاتصالات الدولية الهادفة إلى عقد المؤتمر المخصص لدعم لبنان، مع العلم أن التعنت الحكومي لا يزال يمنع انعقاده للأسباب المعروفة، خصوصا أن أجواء واشنطن تشي بأن إدارة الرئيس جو بايدن الماثلة أمامها اخطار جمة من وباء كورونا إلى الأزمات الاقتصادية، تبدو في موقع الداعم للمبادرة الفرنسية، بدليل أن ماكرون أعلن عزمه على التنسيق مع الرئيس الأميركي الجديد في شأن المناخ والملفين اللبناني والايراني، في خلال الاتصال الاول من نوعه بينهما امس.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.