نقلا عن المركزية –
غابت السلطة السياسية عن البلاد وحضرت الفتنة. غابت العلاجات الناجعة لانقاذ ما تبقى وحضرت المشاحنات الطائفية والمذهبية التي تسببت منذ 46 عاما بحرب اهلية ما زالت تجرجر ذيولها حتى اليوم. هي نفسها المنظومة الحاكمة المتقاعسة عن تشكيل حكومة تترك لبنان للتسيّب والفلتان والفوضى وشريعة الغاب، لانهماكها بالبحث عن وسيلة تكفل عودتها في الانتخابات النيابية المقبلة الى مقاعدها النيابية وقد لا تجد آنذاك من تمثلهم في دولة متحللة نصف مواطنيها هاجروا والنصف الاخر اما ينتظر في زحمة الاستحصال على جواز سفر او هو منهمك بالفتن المتنقلة بين “غزوة” عنقون لمغدوشة وحرب فنيدق وعكار العتيقة او انه يتحضر بما تيسّر لديه من ادوات دفاعية لهجمات محتملة قد تستهدف اهله ومناطقه قد تنطلق شرارتها من محطة محروقات في طوابير الذلّ التي لا يعرف مسلسلها الطويل نهاية.
لا اجتماع؟: وعلى رغم الانهيار على الصعد كافة واهتزاز الامن الاجتماعي بقوة في الويك اند من بوابة حوادث مغدوشة – عنقون، لم يسجل اي جديد على ضفة تشكيل الحكومة، ولا موعد محددا بعد للقاء الرابع عشر الذي يفترض ان يجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف منذ شهر ونيّف نجيب ميقاتي لاستكمال البحث في عملية التأليف. وقد نفى ميقاتي اليوم ما يتم تداوله “من أنباء حول عزمه السفر الى إحدى الدول العربية لاستشراف آفاق المرحلة المقبلة، على أن يتخذ بعد عودته قراره النهائي“.وأكد مكتبه الاعلامي في بيان “ان هذا الكلام عار من الصحة جملة وتفصيلا وهو باق في لبنان ويواصل مساعيه لتشكيل الحكومة”.
تهدئة في مغدوشة: في الغضون، أسفرت مساعي التهدئة التي تولاها عقلاء من فاعليات بلدتي عنقون ومغدوشة إثر التوتر الأخير إلى عودة الحياة الى طبيعتها فيما لا يزال الجيش منتشراً على الأرض. وذكرت معلومات لـmtv أنه تم القبض على اثنين من المعتدين على أهالي مغدوشة.
استنفار امني وروحي: إلى ذلك التأم مجلس الامن الفرعي في سرايا صيدا، برئاسة محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو وحضور قادة الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية في المحافظة، وكان المحور المركزي على طاولة البحث، مستجدات التطورات الامنية والمعيشية على مستوى الجنوب عموما ومدينة صيدا خصوصا. وفي اطار مساعي التهدئة، أجرى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي اتصالًا برئيس مجلس النواب نبيه بري واطّلع منه على المعالجات الجارية في بلدة مغدوشة وسمع منه ما يؤكّد بأنّ مغدوشة هي بلدته الثانية وأن ما يحصل عليها إنّما يحصل على كلّ لبنان. كذلك أجرى اتّصالات بالمرجعيّات الروحيّة واطّلع منها على الوضع الميداني. ودعا العقلاء إلى تحكيم لغة العقل والمنطق والمحافظة على الخطاب العقلاني وإلى تعميم ثقافة الاحترام المتبادل. وفي سياق متصل إجتمع مطارنة صيدا ودير القمر للموارنة والروم الكاثوليك والروم الأورثوذكس: مارون العمار وإيلي بشارة الحداد والياس كفوري، وأثنوا في بيان على “الجهود المبذولة من الافرقاء كافة لتلافي تفاقم الأحداث المؤلمة، لاسيما موقف الرئيس نبيه بري وموفده الرسمي المفتي حسن عبدالله، الذي التقى النائب ميشال موسى وفاعليات مغدوشة وعنقون، وأعطى توجيهات واضحة لجهة تطبيق القانون على كل من افتعل أعمالا عنفية، إذ لا شيء يعلو فوق القانون“.
فهمي..نبّهنا: وكان النائب ميشال موسى صرح”أن الوضع جيد في مغدوشة حاليا ومستتب والجيش متواجد وهذا مطمئن ونأمل ان تتوقف التداعيات كليا”، فيما أعلن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي أننا: “نبّهنا منذ آذار الماضي من هشاشة الوضع الذي سنصل إليه ما لم يتم إيجاد الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
الطوابير باقية!: معيشيا، الاوضاع على حالها. ورغم تسلم المحطات كميات من المحروقات، وفي انتظار وصول النفط الايراني الموعود، بقيت الطوابير على حالها امامها، والتقنين الكهربائي ايضا على حاله في ظل شح المازوت… في السياق، أكد ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا ان “الازمة ستستمر طالما سياسة بيع الغالونات ناشطة في السوق السوداء من دون اي محاسبة”، مشيرا الى ان “اربعين في المئة من المحطات لا تزال على موقفها بعدم تسلم المحروقات خوفاً من التوترات الامنية التي تحصل“. ولفت إلى أن “بواخر الفيول تصل تباعاً وتفرغ حمولتها”، متحدثا عن “معاناة كبيرة لأصحاب المحطات والموزعين الذين يقفون في وجه المواطن”، مشددا على ان “الموضوع لدى الدولة وليس عندهم“. الى ذلك، افادت المعطيات ان “كميات لا بأس بها تمّ إفراغها من البنزين تكفي لمدّة 15 يوماً كحدّ أدنى”.
قطاع النقل: وليس بعيدا، التقى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار ورئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس، وتم البحث في موضوع دعم القطاع على صعيد المحروقات والصيانة . واتفق المجتمعون على أن يعد وزير المال دراسة عن الكلفة الإجمالية للدعم وإرسالها إلى رئاسة مجلس الوزراء، وفق بيان صادر عن مكتب وزير المال الإعلامي.
المستشفيات والمصارف: صحيا، وجّه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون كتاباً الى المستشفيات طلب فيه عدم قبول اي موافقات طبابة او استشفاء لموظفي عدد من المصارف ومن هم على عاتقهم، صادرة عن اي جهة ضامنة عامة وخاصة، مشيراً الى أن المريض الذي ينتمي الى فئة موظفي هذه المصارف مضطر الى تسديد فاتورته نقداً عند الدخول. وقال هارون: مع التشدد على عدم تعريض المريض لأي ضرر صحي من جراء هذا التدبير.
احتكار الطحين: من جانبه، وبهدف تعزيز مكافحة التهريب والاحتكار والسوق السوداء للطحين والخبز اللبناني قرر وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة أنّه يترتب “على كل فرن مدرج إسمه على اللائحة الرسمية الصادرة عن المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري، أن يُبلّغ تلك المديرية العامة أسبوعياً، جدولاً بأسماء موزعي ربطات الخبز اللبناني المعتمدين لديه، ومجموع ربطات الخبز من النوعين الكبير والصغير التي يبيعها للموزعين وداخل الصالة، وفقاً للجدول المرفق بالقرار، على أن تدرج الكميات وفقاً لمبيعات الأسبوع المنصرم، والجدول الأول يبدأ من تاريخ 23 آب 2021“.
الافران ترد وترفض: اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان رفض الاتهام الموجه اليه من خلال هذا القرار واكد “التزام الافران بكل الاتفاقات التي تمت مع وزارة الاقتصاد والتجارة بهذا الشأن سيما وان الافران تقوم بواجباتها وفق الظروف والاوضاع العامة التي تمر فيها البلاد وخصوصا لجهة توافر المواد الداخلة في صناعة الرغيف من مازوت وطحين. وسأل وزارة الاقتصاد والتجارة المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري: – هل تم تسليم كميات المازوت وفقا للاذونات التي وزعت على كلّ الافران في لبنان؟ – هل تتسلم الافران الكميات المعتادة حصرا من الطحين من المطاحن وفقا لجداول وزارة الاقتصاد والتجارة؟”. وأضاف “لذلك نرى ان هذا القرار الذي صدر اليوم يضع الافران في خانة الاتهام بموضوع خارج عن ارادتها وهي تنتج كل ما تتسلمه من طحين وفقا لكميات المازوت المتوافرة اي ان الانتاج اقل من الايام العادية وانتم كوزارة على علم ودراية بهذا الواقع منذ بداية الازمة.ويرفض الاتحاد اتهام الافران بالتهريب واحتكار الخبز وهذا امر مناف للواقع ومستغرب.”
عون للتنبه: في الغضون، وفي الذكرى الرابعة لإنتصار الجيش في معركة “فجر الجرود” أشاد الرئيس عون بـ”النصر الذي حققه الجيش بالقضاء على الإرهابيين في معركة “فجر الجرود” في 30 آب من العام 2017، وفي الذكرى السنوية الرابعة لهذا الإنجاز الوطني والأمني”، مؤكدا أن “هذا الانتصار ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل حماية الشعب اللبناني وأرضه وروح الاعتدال ورسالة لبنان ولولا التنسيق الأمني بين جميع المؤسسات الأمنية اللبنانية والذي ساهم في الكشف عن الشبكات والخلايا الإرهابية والقضاء عليها في جميع أرجاء الوطن”. ودعا الرئيس عون الجيش وسائر القوى الأمنية، إلى “التنبه الدائم لأي نشاط أو مخطط إرهابي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، واستغلال الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، لخلق مزيد من الارباك والفوضى تحقيقا لمآرب وأهداف خارجية”، منوها بـ”أداء القوى الأمنية في هذه المرحلة الدقيقة في تاريخ لبنان، والتضحيات الجسيمة التي تبذلها قياداتها وضباطها وأفرادها للحفاظ على الاستقرار وحفظ أمن المواطنين”، داعيا اللبنانيين إلى “الالتفاف حول مؤسساتهم العسكرية والأمنية لتفويت الفرصة على المصطادين في المياه العكرة والساعين إلى عرقلة أي محاولة للنهوض واستعادة الحياة الطبيعية للبنانيين”.
الجيش متيقّظ: من جهته، غرد الجيش اللبناني عبر صفحته الخاصة على “تويتر” كاتبا “نستذكر شهداءنا الأبرار الذين حوّلوا بدمائهم الزكية الجرود المستباحة إلى واحة حريّة، بزغ فجرها من جديد. انتصرنا على الإرهاب، وسنبقى متيقّظين لخلاياه التي تحاول استغلال وضع وطننا الحالي للظهور مجدّداً“.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.