نقلا عن المركزية-
لا تتوانى روسيا، كما كل الدول المهتمة بلبنان، عن التعبير عن قلقها إزاء الوضع المتأزم، ولا تنفك تؤكد لكل من تلتقيهم من المسؤولين اللبنانيين حرصها على أمن لبنان واستقراره خوفاً من تأثيره على سوريا وتدعو الى تشكيل حكومة في أسرع وقت. موقفها هذا عبّرت عنه في البيان الأخير الصادر عن الخارجية الروسية، بعد اللقاء الذي جمع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، بالممثل الخاص لرئيس الوزراء ورئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري جورج شعبان.
مصادر سياسية مطلعة على الموقف الروسي توضح لـ”المركزية” ان الموقف هذا لم يتغيّر تجاه لبنان، خصوصا لجهة دعوتها الى الاسراع في تشكيل حكومة، انطلاقا من قلقها على البلد وعلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والامني، لذلك، تطالب بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، لا ثلث معطلا فيها لأحد، كي تتمكن من العمل وإنجاز الاصلاحات المطلوبة تمهيداً للحصول على مساعدات المجتمع الدولي ودعمه.
وتلفت المصادر الى ان خوف روسيا الزائد من تدهور الوضع في لبنان نابع من خوفها من تداعياته على الداخل السوري، لذلك يحرص المسؤولون الروس على حث الاطراف السياسية كافة على تسهيل تشكيل الحكومة في أسرع وقت، ويؤكدون أنهم على مسافة واحدة من الجميع، ما يتيح لهم التواصل مع القوى السياسية بشكل دائم، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والطائفية والحزبية ويضغطون للتحرك في هذا الاتجاه.
وتلفت المصادر الى ان روسيا أبدت قلقها من عمليات التصعيد الأخيرة التي حصلت على الحدود الجنوبية بين اسرائيل وحزب الله، وقد أشارت الى ذلك في بيانها الأخير، وكانت واضحة لجهة إصرارها على وجوب تنفيذ قرارات الامم المتحدة بشكل صارم وبحذافيرها، خاصة القرار 1701. وتؤكد ان الاسرائيليين اتصلوا بروسيا وأبلغوها ان التصعيد إن لم يتوقف فالردّ الاسرائيلي سيكون مدمّراً جداً. فقام الروس باتصالاتهم مع كل القوى في سبيل التهدئة في الجنوب. والتقى سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، الثلاثاء في موسكو، بالرئيس الجديد لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، وسلفه، مئير بن شبات، وتطرقوا مطولا الى موضوع لبنان وسوريا ولذلك لم يتغير الموقف الروسي بل أصبح اكثر الحاحا لتشكيل حكومة في اسرع وقت.
وترى روسيا، وفق المصادر، ان لبنان لا يمكن ان يستمر فترة طويلة من دون حكومة أو ان يُحكم من خلال المجلس الاعلى للدفاع، بل يحتاج الى حكومة تديره. كما تطالب بنأيه عن المشاكل الاقليمية، وتشدد على ان لبنان، في ظل الوضع الاقتصادي الذي يمر به، يجب الا يكون ساحة لتبادل الرسائل الاقليمية، وخصوصا في ظل التصعيد الذي تشهده المنطقة، لافتة الى ان لبنان لا يتحمل هذه الرسائل في وضعه الهش حاليا ولذلك هم قلقون جدا عليه.
وهل قررت موسكو استئناف الاجتماعات مع قيادات لبنانية سبق ودعتها لزيارة موسكو الا انها أُرجئت لاعتبارات صحية لوزير الخارجية سيرغي لافروف ولنائبه مخائيل بوغدانوف؟ أكدت المصادر ان الزيارات ستستأنف قريباً، وان زيارتي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية مدرجة على جدول مواعيد لافروف وسيلتقيانه قريباً، اما باقي الشخصيات فلم تحدد مواعيد زياراتها حتى الساعة إنما من الممكن ان تحصل في أي وقت.
في المقابل تؤكد المصادر ان لا زيارة مرتقبة لأي مسؤول روسي في المدى القريب الى لبنان وان الامر غير مطروح حاليا.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.