نقلا عن المركزية –
واحدة بعد الاخرى، تتهاوى المبادرات كما المساعي المبذولة لتشكيل الحكومة، حتى بات افق الازمة التي باتت على مشارف العام مقفلاً، والتعويل على كل ما يدور على المسرح الداخلي رهان فاشل. كل النصائح والتحذيرات والتقريع الدولي للمسؤولين والمعنيين ومعرقلي مسار التأليف ذهبت ادراج الرياح ولم تجد اذانا صاغية، فيما سيف العقوبات الدولية المصلت لا يبدو يؤتي ثماره ولا يحمل المعرقلين على ازالة متاريسهم المرفوعة في وجه ابصار حكومة الانقاذ النور.
ازاء العقم الداخلي وقطع الامل من الحل لبنانيا، تتنقل ازمة لبنان من دولة الى اخرى ومن لقاء قمة الى آخر، علّها تجد في احد زواياها مكانا قد يؤمن مسلكا آمنا يقي لبنان وشعبه المخطوف المصير الاسود الذي يقوده مسؤولوه اليه بإرادة وعزم. وتكشف اوساط دبلوماسية لـ “المركزية” ان الدول المهتمة بلبنان التي باتت على يقين ان ثمة من لا يريد تشكيل حكومة، على الارجح لاحداث تغيير ما بدأت تتوضح معالمه ، انتقلت من جبهة الدفع نحو التشكيل الى محور الاستقرار وضمان عدم اهتزازه من بوابة التلاعب بالأمن، وهو ما شكل مادة نقاش في قمة الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون في بريطانيا على هامش قمة الدول السبع الصناعية، ولو في العموميات. باريس اكدت دعمها استقرار لبنان والمحافظة عليه وسمعت من بايدن دعما مطلقا لمبادرتها الوحيدة الصالحة في هذه المرحلة لحل الازمة. فيما كان تأكيد اميركي على استمرار دعم الجيش اضافة الى المشاركة في صندوق مساعدة الشعب اللبناني لتأمين حاجياته الاجتماعية والمعيشية اليومية ومنع الانهيار. وكشفت الاوساط ان اجتماعا اخر سيعقد بين الرئيسين في واشنطن على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها العادية حضوريا هذا العام.
وتقول الاوساط ان القمة الاوروبية التي تنعقد في 24 الجاري في بروكسيل تكاد تكون الفرصة الاخيرة لتشكيل الحكومة ومنع انهيار لبنان وان مسؤولين فرنسيين واوروبين تواصلوا مع نظرائهم العرب في شأن الازمة اللبنانية واكدوا ضرورة تركيز العقوبات على معرقلي تشكيل الحكومة وليس وفق شعار “كلن يعني كلن” ، كاشفة عن تحرك عربي تقوده الجامعة بدعم قوي من مصر سعيا لارساء تسوية قبل فوات الاوان وسقوط الهيكل على الجميع.
وتوازياً تؤكد الاوساط نفسها، ان باريس لم تستسلم وان خلية الازمة في الاليزيه على تواصل يومي مع القوى السياسية في لبنان لتذليل العقبات امام التأليف، علّ مبادرة الرئيس نبيه بري التي تحظى بمباركة فرنسية وعربية، تجد من يدفعها قدماً، فتولد، ولو قيصريا، حكومة الانقاذ، موضحة ان لا ضرورة لارسال المزيد من الموفدين الى بيروت بعدما زارها المفوض الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نهاية الاسبوع، على ان يرفع تقريره بحصيلة ما لمس وعاين الى القمة الاوروبية الخميس، فهل تحمل ما قد يفك اسر لبنان واللبنانيين من شباك قادته العنكبوتية، وهو مهمة تكاد تكون مستحيلة، ام تنتصر ارادة “المخربين” العازمين على ازالته عن الخريطة العالمية؟
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.