تعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل حرجًا وحساسية في حياة الإنسان، حيث تعصف به الهرمونات وتتوقد لديه الغريزة كبوابة أولى للعبور من عالم الطفولة إلى عالم الرشد. وككل جديد، يحتاج المراهق إلى فترة مستقرة يستطيع خلالها فهم المتغيرات المحيطة بجسده، ليتمكن من تحقيق التوازن الطبيعي بين مملكة العقل ومملكة الشهوة.
وفجأة، بدل أن يعيش هذا الاستقرار ويستشعر التغيير بتأنّ، يحدث ما لم يكن بالحسبان، وينخرط في عوالم الإباحية، فيفقد السيطرة على ذاته.
فما هي أسباب إدمان المراهقين على مشاهدة المحتويات الإباحية؟ ما هي آثارها؟ وما هي الحلول المقترحة؟
أبرز الأسباب
تتعدد أساب إدمان المراهقين على المحتويات الإباحية ولعل أبرزها وأكثرها شيوعًا:
– استخدام الوسائل التكنولوجية (هاتف، آيباد، كمبيوتر، …) وارتياد مواقع التواصل الاجتماعي (انستغرام، تيك توك،…) وغيرها.
– الرفاق الذين يشاركون معارفهم مع أقرانهم من دون أن يعوا تبعات ما يتناقلونه.
– متابعة المراهقين للمشاهير الذين يقدمون محتويات إباحية أو حتى محتويات منافية للأخلاق والتعفف، واتخاذهم نموذجًا ليحتذوا به.
آثار الإدمان
ماذا عن آثار الإدمان في المحتويات الإباحية أو المنافية للأخلاق؟ يمكن تلخيصها بالتالي:
– الشرود، الكآبة، الغرق بالوهم، الخمول.
– إنعدام الإحساس بالوقت.
– تملك الإدمان من المراهق بالشكل الذي يجعله غير منتج اجتماعيا، حيث تزداد رغبته في العزلة وتقل همته على المشاركة في النشاطات والمناسبات الاجتماعية والاسرية.
– التأخر الدراسي.
– اكتساب المراهق عادات جنسية خاطئة تكون السبب الاساسي في بناء نظرة شهوانية بحتة تجاه الآخرين وهو ما سيؤثر مستقبلا في قراره بالزواج، وفي اختياره للشريك بل وفي علاقته به أيضًا.
– غلبة الوهم والفانتازم والسادية على تصوره للعلاقة مع الآخر، وهو ما قد يؤدي إلى فشل زواجه في المستقبل، وزعزعة استقرار عائلته، وغالبا ما يكون سببًا مباشرًا للطلاق.
– غلبة الغريزة والشهوة على العقل وعلى الانتاجية (على أقل تقدير سيكون معطلا من الإنتاج بدءًا من عمر المراهقة حتى سن الثلاثين، اي كل فترة الشباب- عز العطاء-).
– نشأة الميول المثلية والشذوذ الجنسي بكل أصنافه
هل من حلول؟ أو سبل وقاية؟
بالطبع نعم، فما من مشكلة إلا ولها حل، ويبدأ الحل بالدرجة الأولى من قناعة الأهل بضرورة التفرغ لتربية أبنائهم واحتضانهم والاستماع لهم، ويتفرع من هذا الحل الرئيسي عدة حلول أخرى هي:
– عدم فصل روتين الأهل عن روتين الأبناء وخلق روتين يومي صحي ومنظم ومتعاون.
– إبعاد الأبناء عن الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعية كافة قدر المستطاع، فكلما تأخر استخدام الابناء لها، نمت قدراتهم الحسية والحركية والذهنية والنفسية بشكل سليم، وقلّ تعرضهم لما هو غير مرغوب فيه.
– ممارسة الرياضة مع الأسرة أو تحت رعاية الأهل (النوادي قد تشكل مصدر قلق).
– المشاركة في الزيارات الأسرية وتنمية الروابط العائلية.
– تفادي الخلوة مع نفسه، أو اقاربه أو رفاقه.
– التثقيف الاسري حول التربية الجنسية، أي أساليب التربية السليمة التي ينبغي على الأهل اتباعها مع ابنائهم وما يتعلق بها.
ختامًا، أبناؤنا أمانة وهدية جميلة، هبة الله ونعمته، هم بذرة الخير المستدامة، فلنتخير لهم الأفضل، حتى يكونوا هم الأفضل!
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.