نقلا عن المركزية –
اعتبارا من مساء اليوم تدخل البلاد في مرحلة الجمود السياسي بفعل العطلة التي فرضها حلول عيد الفطر ومقتضيات الاقفال العام خلال اول وثاني ايامه من جهة، ومغادرة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى الامارات لقضاء عطلة العيد مع العائلة من جهة ثانية. الجمود ليس مستجدا فهو ساري المفعول منذ مدة لا يجد من يحركه ولا من يتجاوب مع مبادرات تحريكه، خلافا للواقع المعيشي المتحرك من دون كلل، اسعار تتصاعد، ازمات تتعمق، محروقات تختفي من المحطات، مواد غذائية تتوافر ثم تتوارى، ادوية تغطّ وتطير… والى الخلف سر!
عون – سلامة: واقع التدهور المعيشي كما الوضع النقدي في البلاد بحثهما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم كما تناولا موضوع البطاقة التمويلية ومسألة رفع الدعم.
أزمات وسياحة؟! في المقابل، وفي وقت استمرت معاناة الناس على محطات المحروقات وفي السوبرماركت والصيدليات لايجاد سلعهم والادوية، عموما، والمدعومة منها خصوصا، بعد ان بات التجار يتصرّفون وكأن رفع الدعم حصل، وفي وقت تقف البلاد على شفير العتمة الشاملة، شدد رئيس الجمهورية خلال استقبال، في بعبدا، وزيرَ السياحة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال رمزي المشرفية على رأس وفد من القطاع السياحي والفندقي والمطاعم، على “أهمية السياحة في الاقتصاد المنتج، لا سيما في لبنان الذي يمتلك كل المقومات السياحية الطبيعية والإنسانية والحضارية التي تجذب السياح من دول العالم اليه”، مؤكدا قيامه بكل ما يلزم “من اجل تفعيل السياحة على الأراضي اللبنانية كافة، لا سيما واننا بدأنا بالخروج تدريجيا من أزمة جائحة كورونا وهدفنا الدائم هو إعادة بناء اقتصادنا على أسس منتجة سليمة”. واعتبر ان “من شأن تنشيط السياحة الداخلية هذا الصيف ان يشكل دليل عافية وتأكيدا على ان اللبنانيين يمتلكون مقومات النهوض من أي ازمة يجتازونها بتضامنهم ووحدتهم”، آملا ان “يساهم هذا النوع من السياحة، راهنا، في تعريف اللبنانيين وخصوصا جيل الشباب منهم، على ثروات لبنان الطبيعية والتاريخية والإنسانية، فيكون لهم ذلك دافعا للتمسك بوطنهم وقيمه اكثر”. وتمنى رئيس الجمهورية التوفيق لاعضاء الوفد “في تنفيذ الخطط التي تم وضعها لاعادة اطلاق النشاط السياحي لهذا العام”، مؤكدا دعمه “الكامل للقطاع السياحي الذي يعيد صورة لبنان الناصعة التي عرفت عنه وجعلت منه مقصدا، وكانت له مساهمات مشهودة في استنهاض قطاعاته الاقتصادية كافة”. واعلن الرئيس عون انه اعطى توجيهاته الى المسؤولين المعنيين “لايلاء مطالب القطاع السياحي الأولوية، من دون أي استنسابية لما في ذلك من مردود هام على مختلف المناطق اللبنانية وفق مبدأ الانماء المتوازن الذي نعمل عليه”.
خطورة المرحلة: حكوميا، لا جديد. لكن خلال تهنئته بالاعياد، قال الرئيس المكلف سعد الحريري عبر تويتر: أتقدم من اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة، بأجمل التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد، سائلاً المولى الكريم بهذه المناسبة ان يدرك الجميع خطورة المرحلة، وما يمرّ به لبنان، علّنا نوقف هذا الإنهيار المريع، ليعود درة للشرق، ومنارة للعلم.
الى باريس: الى ذلك، استقبل الرئيس عون، النائب سيمون ابي رميا وعرض معه للأوضاع العامة ولاجواء زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان للبنان الأسبوع الماضي والمواضيع التي أثيرت خلالها. وتطرق البحث في الملف الحكومي والأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد، وحاجات منطقة جبيل الإنمائية. وأشار النائب ابي رميا الى انه سيقوم بزيارة لباريس الأسبوع المقبل.
غريو في بكركي: في الموازاة، استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي السفيرة الفرنسية آن غريو التي غادرت من دون الادلاء بتصريح.
العقوبات الاوروبية: في الغضون، وعلى وقع العقوبات التي باتت العواصم الكبرى كلّها تستعد لفرضها على المنظومة بعد ادائها الحكومي، التقى وزير الخارجية شربل وهبه سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف الذي وصف اللقاء بالمهم حيث جرى بحث التطورات الاقليمية والوضع في لبنان. وتناولا بشكل اساسي المناقشات الجارية في بروكسل حول الخيارات المتوافرة لدعم لبنان في ضوء الازمة التي يعاني منها. وردا على سؤال حول العقوبات المزمع فرضها على المسؤولين عن عرقلة تشكيل الحكومة قال طراف: انها تشكل جزءا صغيرا من المناقشات الجارية في مقر الاتحاد الاوروبي. المسألة التي توجه هذه النقاشات هي كيفية دعم لبنان في هذا الوضع الصعب، وفي هذا الاطار تتم مناقشة مسألة العقوبات بروحية المساهمة بطريقة بناءة في تحسين الوضع في لبنان. ولفت السفير طراف ردا على سؤال الى انه اجرى مع وزير الخارجية متابعة للاتصال الهاتفي الذي دار بين وهبة ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزف بوريل.
الترسيم البحري: على صعيد آخر، عرض وهبة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، التطورات في لبنان والمنطقة ونتائج جولة الترسيم البحري الأخيرة التي انعقدت في الناقورة بوساطة الولايات المتحدة، إضافة الى تنقيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ودعم ترشيحات الولايات المتحدة في المجلس.
شيا تسأل: وبحسب معلومات “المركزية” تناولت شيا مع الوزير وهبة، الى مسألة الترسيم البحري جنوبا مع اسرائيل، مصير الطلب اللبناني بترسيم الحدود البحرية الشمالية مع سوريا، التي ستكون من ضمن أجندة وهبة ، كما اعلن السفير السوري الاسبوع الماضي، حين يلبي دعوة نظيره فيصل المقداد لزيارة دمشق.
واشارت معلومات “المركزية” في هذا الاطار الى ان الزيارة لم تحدد بعد وهي مرجحة في فصل الصيف.
بوريل في بيروت: اما اوروبيا فالعقوبات، وان كانت على طاولة بروكسل، فإنها لن تكون الهدف الرئيسي للاتحاد الاوروبي الذي يرى لزاما مساعدة لبنان في تخطي محنته، بسبل تضمن المساعدة الفاعلة، وبالتالي فإن الاجواء توحي بأن العقوبات التي يحث عليها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان لن تتلقفها الدول الاوروبية بالقدر الذي تتمناه باريس التي لطالما كانت الداعمة والمساعدة للبنان. فدول الاتحاد تلمس التغيير الجذري لتعامل فرنسا مع الملف اللبناني وكأنها تدعو الى مؤتمر اوروبي لمعاقبة لبنان بعد كسر هيبة المبادرة التي اطلقها سيد الاليزيه بتشكيل حكومة مهمة. وفي هذا السياق، علمت المركزية ان زيارة محتملة الى لبنان قد يقوم بها المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد جوزف بوريل لاستطلاع الأوضاع عن كثب بناء على اقتراح وزير الخارجية شربل وهبة وفي اطار تكوين مقاربة الاتحاد للاوضاع ككل، ضمن عنوان المساهمة البناءة لمساعدة لبنان. وهذا قد يعني أن لا قرار قريبا، واعتبر مصدر ديبلوماسي لـ”المركزية” ان القرارات التي تبحث في اروقة الاتحاد ليست في الشكل الذي يروج له. فالعديد من الدول تريد ان تستخدم الطريقة الاسلم لتجاوز لبنان للازمة الراهنة. وما تزال زيارة بوريل من ضمن المسائل المطروحة.
تمسك بالطائف: من جانبه، التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس تمام سلام الذي قدم التهنئة بعيد الفطر السعيد، وجرى البحث في الشؤون اللبنانية التي تعصف بالبلاد، وتم التأكيد خلال اللقاء على “التمسك الكامل باتفاق الطائف والدستور بحرفيته، ومجابهة كل التحديات التي يمر بها لبنان ولاسيما منها السياسية والاقتصادية والمعيشية”.
بخاري – عويدات: اما على صعيد العلاقات اللبنانية – السعودية “الباردة”، فأفيد ان سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري، أقام في مقر إقامته في اليرزة، مأدبة إفطار على شرف المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات. وجرت خلالها مناقشة أبرز المستجدات ذات الإهتمام المشترك.
منع التهريب: في الموازاة، عرض الرئيس عون مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد محمد فهمي للأوضاع الأمنية في البلاد وحصيلة الجولة الاستطلاعية التي قام بها على عدد من المعابر الحدودية، والإجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز الرقابة عليها والحد من عمليات التهريب. علما ان الوزير فهمي في صدد اعداد تقرير يضمنه عرضا للواقع القائم والاقتراحات اللازمة. وخلال اللقاء، اطلع الوزير فهمي الرئيس عون على “مسار التحقيقات الجارية في عملية تهريب المخدرات الى مرفأ جدة من خلال صناديق احتوت على فاكهة الرمان”، كذلك على الاتصالات التي اجراها مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية “لمعالجة هذا الامر بعد تعليق السعودية استيراد المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية اللبنانية”.
واكد فهمي لـ”المركزية” أنه مُنكَبّ على إعداد التقرير المفصَّل بجولته على الحدود اللبنانية في الشمال والبقاع لا سيما عند نقطة المصنع، والمرفأ ومطار بيروت، على أن يرفعه إلى كل من رئاستي الجمهورية والحكومة.
وكشف أن “التقرير يتضمّن تفاصيل ما اطلع عليه عن كثب خلال جولاته الميدانية على الأرض، إضافةً إلى تضمينه اقتراح عقد اجتماعٍ أمني موسّع أو انعقاد المجلس الأعلى للدفاع، والقرار هنا يعود إلى رئيس الجمهورية ليختار أحد الخيارَين وتحديد الدعوة، والهدف من ذلك إطلاع المجتمعين على تفاصيل مضمون التقرير”.
” وعما آلت إليه مفاوضاته مع الجانب السعودي في ما خصّ تعليق تصدير المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية من لبنان إلى المملكة وعبرها، لفت الوزير فهمي إلى أن “التواصل قائم بشكل مباشر مع السلطات السعودية كما مع السفارة السعودية في بيروت”، واصفاً العلاقة مع المملكة بـ”الممتازة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.