نقلا عن المركزية –
تدرس القوى السياسية كلها الخيارات المتاحة حكوميا في اعقاب تجميد المبادرة الفرنسية واستبدالها من قِبل باريس، بالحزم والعقوبات. حتى الساعة، الجميع في حال ترقب، وهذا الجمود مرشح للاستمرار الى الاسبوع المقبل، حتى انتهاء عطلة عيد الفطر..
في الانتظار، تكشف مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” عن محاولات خجولة حتى اللحظة، يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لكسر المراوحة السلبية، عبر تأمين لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، فيما ينشط حزب الله على خط ميرنا الشالوحي ساعيا الى تهدئة تصعيد التيار الوطني الحر في وجه بيت الوسط.
غير ان هذه المساعي كلها، قد تلقى مصير سابقاتها في ظل اصرار العهد والحريري على شروطهما. الاخير، بحسب المصادر، قد تكون له في قابل الايام زيارات الى بكركي وعين التينة واتصالات دبلوماسية لتكوين صورة عما يجب ان يفعله بعد تخلّي الفرنسيين، أنفسهم، عن مبادرتهم وطرحهم حكومة تسوية بالتي هي احسن.. خيار الاعتذار وارد لان الحريري غير راغب بالذهاب نحو حكومة تكنو سياسية كحكومة حسان دياب، وهو يرى انها لن تتمكن من نيل ثقة المجتمع الدولي وتاليا لن تُخرج لبنان من محنته المالية والاقتصادية. الا انه سيتريث في موقفه من اتخاذ هذا القرار الى حين اتضاح معالم الموقف السعودي ايضا، من التطورات اللبنانية، خلال استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ١٧ الجاري.
الصورة ضبابية بشدة اذا، تتابع المصادر. واذا لم يردّ الحريري التكليف، فإن الفريق الرئاسي ارتضى الاستمرار في الشغور، ويفضّله على حكومة كما يريدها الحريري، وقد اتخذ قرار المواجهة هذه ولن يتراجع عنه، بحسب معطيات المصادر.
وبينما لبنان يقف على فوهة انفجار اجتماعي مع تحوّل رفع الدعم، تباعا، الى امر واقع، وفي وقت يخشى الخارج بقوة، سيناريو انفجار الشارع وتعكير الاستقرار اللبناني، لا تستبعد المصادر، في حال وقوف المجتمع الدولي بأسره في موقف المتفرج على الانهيار بعد ان نفض يده من طبقته السياسية وسئم خلافاتها التي لا تنتهي، لا تستبعد ان يقرر الحريري، ازاء هذا الانسداد المعطوف الى الفوضى في الداخل، ان ينسحب من المشهد ويترك الساحة لحكومة لون واحد جديدة، ترضي العهد وحزب الله لكنها ستمعن في اغراق لبنان اكثر في الازمة، ولسان حاله “رح اتركلن كل شي، خلّيهن يعملو الحكومة متل ما هني بدن، وشوفو الإنقاذ والاصلاح يا لبنانيين” تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.