نقلا عن المركزية –
كثيرة هي اطلالات نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي هذه الايام، واكثر منها مواقفه الصادمة للبعض والتي تضخ جرعات تفاؤلية للبعض الاخر الذي فقد الثقة بكل المنظومة السياسية وبقي امله الوحيد في المؤسسة العسكرية، من خلال اقتراحه تسلّم الجيش السلطة في البلاد، بعدما بلغت مرحلة التحلل مؤسساتيا بما يعني ذلك على مستوى انعكاساتها على الامن والاستقرار.
احبك الكلمات ولا انسج المتغيّرات، يقول الفرزلي لـ”المركزية” “وكلمة الحق يجب ان تُقال هذه ليست جريمة. الجريمة ان تتُرَك البلاد للقدر الاسود الذي يرسمه لها البعض من دون ان نتدخل” ، متخوفا من استعادة سيناريو العام 1989 على قاعدة اعادة انتاج رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. ” آنذاك كُلف العماد ميشال عون قائد الجيش، برئاسة الحكومة في اطار مهمة محددة الى حين انتخاب رئيس جمهورية خلفا للرئيس امين الجميل، وعوض ذلك نفذ انقلابا واعلن حربي التحرير والالغاء، والنتيجة تدمير البلاد وهجرة المسيحيين، والانكى انه فتح الآفاق لسقوط الجمهورية الاولى، اي الدور القيادي الاول للمارونية، بتسليم دولي ومحلي وبقوة الدستور.
“يستعيد الرئيس عون اليوم المحاولة ذاتها من خلال دفع البلاد الى الانهيار الكامل، على امل ان يتجمع الشعب على قواعد قبائلية وطائفية وحزبية بهدف اعادة تعويم من فُرضت عليه العقوبات، وقد عبّر بلسانه عن سعيه هذا بحديثه في 13 تشرين في الحدث، عن قلب الطاولة. وهل من رئيس دولة ما زال في سدة الرئاسة يقلب الطاولة على نفسه؟ يسأل نائب رئيس مجلس النواب، مضيفا ” انها عملية غير شرعية تؤكد ان البلاد متجهة من دون ادنى شك في اتجاه بالغ السوء والسلبية وتاليا من باب اولى الاستعانة بالجيش. هذا اقتراحي الانقاذي.انا لا اطرح انقلابا عسكريا بل توافقا سياسيا لنقل السلطة الى الجيش، خشبة الخلاص الاخيرة المتبقية لانقاذ لبنان والقوة الوحيدة التي ما زالت تحظى بإجماع اللبنانيين . هو احتياطي للحلول واحتياطي في الازمات ذات الطابع الوجودي لقطع طريق جهنّم الحتمي الذي نسير فيه وسط تحلل البلاد ومؤسساتها بما يترتب على ذلك من مخاطر. ويكرر الفرزلي السؤال: هل يعقل ان يجري رئيس الجمهورية استشارات نيابية يُكلف بفعلها الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة فيرفضه؟
لا ينبعث موقف الفرزلي الداعي الى تسليم الجيش أمرة قيادة البلاد من عدم، برأيه الموضوع مطروح للنقاش على طاولات العالم ” لي الكلمة وليس حبك المتغيرات ذات الطابع الدولي. الكلمة قلتها وانا على قناعة تامة ان حال التحلل المسيطرة على الدولة ستنسحب على المؤسسات الامنية وواجبنا رفع الصوت لمنع ذهاب البلاد الى الزوال، وهو واجب حمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على طرح الصوت على المجتمع الدولي للتدخل. انا لم اطلب التدويل انما تسلّم الجيش. هذا الجيش الذي قامت على قاعدته امجاد من هم في السلطة اليوم، فإذا كان تسلمّه انقلابا على الشرعية ، بأي صفة اذا يمكن توصيف ما يقترفونه، أأقل من ذلك؟
ان خيار استقالة المجلس النيابي لاعادة انتاج السلطة ليس مطروحا، والرئيس نبيه بري يدفع بكل ما أوتي من قوة وسلطة لتشكيل الحكومة لكنهم يرفضون ويواجهون، والرئيس سعد الحريري يعيد النظر بموقفه ووضعه في انتظار ما سيحمل الى بيروت غدا وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، فعسى ولعلّ، يختم الفرزلي
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.