نقلا عن موقع Diaspora On
حنين السبعلي
درس الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية، انخرط في الحياة المهنية في لبنان، ولكن اتته فرصة أفضل للسفر الى نيجيريا، وتأسيس حياة جديدة بعيدة عن لبنان. المغترب اللبناني خالد شمعون عمل بداية في احدى الشركات هناك ثمّ استثمر واستطاع أن يؤسس شركة خاصة به ويتقدّم ويطوّر اعماله.
مشواره الاغترابي
أشار شمعون في حديث لموقع DiasporaOn الى أن الحياة في الخارج ليست سهلة، ومهما استطاع أن يتأقلم ويتعايش في البلد المضيف، لكن ذلك لا يغنيه عن الحياة التي كان يعيشها في وطنه مع عائلته وأصدقائه، لافتا الى أنّ “هناك بعض المغتربين الذين لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع الوضع فغادروا وعادوا الى لبنان”.
وقال شمعون: “كان لدي صديق يعيش في نيجيريا، وهو الشخص الوحيد الذي كنت اعرفه في اول مرحلة من سفري، واستطعت من خلاله ان أؤمن اول فرصة عمل لي هناك”. “بعد ستة سنوات، اخذت القرار بافتتاح شركة خاصة بسبب القدرات التي كنت على ثقة بأنني أمتلكها”، يضيف. ويتحدّث عن أنه لم يكن هناك أي عرقلة لافتتاح الشركة، ولم يعرقل احد في نيجيريا الأمر او يعقّد لا بل بالعكس. ويكمن النجاح بحسب شمعون بالتأقلم مع وضع البلد ان كان على المستوى الاقتصادي أو غيره.
اليوم كيف هي علاقته مع نظرائه من اللبنانيين؟
أكّد أن “اللبنانيين في المنطقة يتواصلون مع بعضهم البعض، وعند الحاجة يتّصلون بالسفارة والسفير”، مشيرا الى أن “جميع اللبنانيين يجلسون على الطاولة نفسها متناسين الإنتماءات السياسية”.
وقال شمعون: “الانتخابات النيابية الأخيرة لم تؤثّر على اللبنانيين من لا بالحزازيات أو المشاكل ولا بالاختلافات بالآراء السياسية”؛ وبرأيه الشخصي، فإن “التدخلات السياسية اللبنانية ليست موجودة في بلاد الاغتراب بالرغم من حركة الاحزاب اللبنانية هناك”.
أزمات لبنان والتأثيرات
أوضح شمعون أن “العودة الى لبنان حتمية ولكن ليس في الوقت الحالي، بسبب أزمة المصارف اللبنانية والوضع الاقتصادي: “ما بعرف اذا بيفيد نستثمر بعد بالوقت الحالي بلبنان.”
وفي هذا السياق، لفت الى أن “أزمة المصارف اللبنانية هي أكبر “ضرب” عانى منها المغتربون، فالأزمة المالية هي من عمر النظام اللبناني الحالي منذ 30 عامًا. وأضاف أن “الامور بأجمعها كانت مغطاة “بقشرة بصلة” ولكن انفجرت الآن، وهذا الامر لا يمكن الهروب منه مهما جرى لأن الدين الذي كان يتراكم على مرّ السنين سينفجر أولا وآخيرا.
واعتبر شمعون أن “الهندسات المالية هي المصيبة الاكبر التي أوقعتنا في هذه الحالة، والفخ الأكبر الذي وقع فيه الناس هو الفوائد العالية، التي أقنعتهم بوضع المال في المصارف.
أمّا عن ثورة 17 تشرين، فلفت الى أن “هذه الثورة كانت الأمل بالنسبة الينا، ومطالبها كانت محقّة منذ البداية، ولكن استطاعت الاحزاب السياسية أن تخرقها وتتدخّل في مسارها حتّى أصبحت مسيسة”. وقال: “ان الثوار طالبوا بتنحية الفاسدين ومحاسبتهم ولكن ما لا يعلمونه أن هؤلاء سيعودون الى مناصبهم حتّى لو خفّت أعدادهم”.
وفي الحديث عن الطبقة السياسية اللبنانية، رأى أن “الذنب الاكبر يقع على عاتق الطبقة السياسية ولكن لا يمكن غض النظر عن أن الشعب اللبناني هو الذي أوصل هذه الطبقة السياسية منذ الزمن البعيد، والمشكلة الكبيرة التي نعاني منها تتمثّل بوجود أمراء الطوائف بقدرتهم على التغلغل في عقول الناس”. وختم شمعون حديثه معنا متمنّيا أن يتحسّن وضع البلد ويتحاكم الفاسدون “ليقف لبنان على رجليه من جديد”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.