نقلا عن المركزية
في مقابل تأزّم عملية تأليف الحكومة في الداخل، لا يزال المجتمع الدولي يدق أجراس الانذار ويحاول تحريك ضمائر المعنيين بالملف، علّها تستفيق. غير ان رهان العواصم الكبرى على صحوة كهذه، باتت، وفق ما تعتبر مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، كأمل ابليس بالجنة، اذا جاز القول، وما لم تغادر هذه القوى مربّع المواقف، وتنتقل الى الضغط الفعلي الحقيقي على المنظومة، عبر طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي، او عبر فرض عقوبات على المعطّلين، فإن حظوظ التأليف قريبا، ستبقى صفرا.
امس، سلّط المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحافي، الضوء على الملف اللبناني، وأكد أن الولايات المتحدة تراقب “الوضع في لبنان عن كثب وباهتمام بالغ”. وتابع “هناك حاجة ملحة لتشكيل حكومة ووقف الفساد، ونحن ندعم الشعب”… اما اليوم، فأكدت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو “تقديم مساعدة إستثنائية بقيمة 1،1 مليون يورو إلى منظمات تؤمن مساعدة مباشرة لسكان طرابلس وجوارها، لا سيما في عكار”، لافتة الى أن الدعم الطارئ لا يمكن أن يحل مكان القيام بالإصلاحات”. وسألت في بيان “أين نحن اليوم؟ إن هذا الدعم الطارئ كان وما زال ضروريا ولكنه لا يمكن أن يحل مكان القيام بالإصلاحات التي ينتظرها اللبنانيون لتكون لهم دولة تضمن حقوقهم كمواطنين وتستجيب لتطلعاتهم المشروعة بالعيش بكرامة في بلد موحد وسيد وينعم بالسلام. لقد وعدت فرنسا اللبنانيين بأن تبقى إلى جانبهم، وهي فعلا إلى جانبهم كما أنها مستعدة لمواكبتهم في خياراتهم المستقبلية”. وأردفت “الآن، تبدأ عملية النهوض بتشكيل حكومة من دون تأخير، تكون مستعدة للعمل بجدية. إن الوضع الطارئ على الصعيد الصحي والإقتصادي والإجتماعي يتطلب يقظة كما يستوجب أن يتحمل أخيرا جميع الأفرقاء السياسيين مسؤولياتهم”.
هذه النداءات، تقع في أرض حكومية “محروقة”، تدور فوقها منذ اشهر، حرب ضروس ازدادت لهيبا امس. وبينما لم يتبلغ الرئيس المكلف سعد الحريري رسميا، بحسب ما أوضح امس، أيَ طرح للحل، قيل ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم حمله اليه من بعبدا، دخل حزب الله على خط الازمة بالمباشر، محاولا وفق المصادر، فرض شروطه على الحريري، بعد ان اكتفى حتى الامس القريب بترك حليفه الرئاسي يتولى مهمة العرقلة. الضاحية، تحاول تظهير ما تفعله على انه مبادرة للحل، بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة، وبيت الوسط من جهة ثانية. الا ان حقيقة ما تطرحه، اي توسيع الحكومة، على الا يكون فيها ثلث معطل لاي فريق، هو في الواقع، مطلب “حق” ظاهريا، يراد منه باطل. فبمجرد توسيع الحكومة، سينضم اليها حلفاء للحزب بما يتيح له الحصول على ثلث معطل، وبهذا الطرح، سيكون ايضا تم القضاء على حكومة الاختصاصيين، لتتحول الى حكومة تكنو – سياسية، شبيهة بحكومة حسان دياب. فهل يتوقّع الحزب فعلا، ان يرضى الحريري بهذا الواقع؟
على اي حال، انضمام الحزب امس الى التيار الوطني في اتهام الحريري بانتظار ضوء اخضر سعودي للتشكيل، يدل الى ان قرار ممارسة الضغوط القصوى على الاخير، للسير بمعايير 8 آذار للتأليف، اتُخذ رسميا وبدأت عملية تنفيذه. واذا كان رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قرر في الساعات الماضية، تحت ضغط الشارع المنتفض، التخلي عن “الشكليات” حكوميا والقبول بأي حكومة، مهما كان حجمها والاطراف الممثلون فيها، فإن تراجع الحريري عن شروطه، سيقفل باب المساعدات الدولية امام الدولة من جديد.. فهل المطلوب التأليف للتأليف ام التأليف للانقاذ؟
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.