الرياضة والإغلاق – بقلم محمد عمرو إستشاري في الإدارة الرياضية . أستاذ أكاديمي ومربي.
يتعرض القطاع الرياضي بظل الكورونا لضربات مؤلمة متتالية قد تؤدي للضربة القاضية في أي لحظة بمعركتنا ضد الوباء، مثله مثل بقية القطاعات التي يعتمد عليها محدودي الدخل لتأمين مقومات معيشتهم. ومن بين كافة القطاعات، هل نستطيع أن نخص الرياضة بما يشفع لها لإستثنائها وضمها للقطاعات التي ستعود للعمل في المراحل الأولى؟
يناقش البعض إجراءات الوقاية التقليدية لإسقاطها على بيئة الأندية، مؤسسًا على نظرية الرياضة هي حصانة الجسم. لا داعي لأن نشرح كافة إيجابيات الرياضة من جانبها الإقتصادي والإجتماعي والإنتاجي وتحديدًا الصحي. ولكن كيف لإجراءات وقائية إختبرت وبمستوى أعلى وأشد مما يطالبون وفشلت في الكثير من الأحيان بالحفاظ على سلامة من خضع لهذه الإجراءات. وأهم مثال هو القطاع الطبي. لم تستطع علوم وثقافة الطبيب من حمايته، ولا الأدوات التي إستخدمها، ولا الإجراءات التي إتبعها من إبعاده عن شبح الموت. فكيف لمن لم يؤمن بعد بوجود وباء.
أيّهما أشدّ انضباطًا؟ المدرسة التي يمكن أن تقسّم عدد الطلاب وتقيّد الطالب بمقعده وإلزامه بالكمامة وعدم التنقل والتعقيم وغيرها من الإجراءات برقابة مشددة من الطاقم التعليمي، أو النادي الرياضي الذي يديره مدرب وحيد وفي أفضل الأحوال يعاونه شخص إضافي؟ وعلينا الإلتفات لخصوصية النادي. فأساس فكرة النادي هو الحركة الجسدية يعني التنقل واللعب والمرح عند أغلب الفئات العمرية.
نعم هناك مشكلة وعلينا إيجاد الحل بدل من الإنتقاد والسلبية أو المشاهدة.
الحوار والنقاش قد يصل بنا للسؤال عن المساعدات السنوية المعتمدة من السنوات السابقة. وبحال توفرها يجب توزيعا على الأندية والإتحادات حصرًا، وتستثنى الأندية البلدية. يمكننا المطالبة بإعفاءات من الرسوم البلديّة والإشتراكات الشهريّة للهاتف والإنترنت والماء والكهرباء والمعاينة والميكانيك… وغيرها. والأهم يجب تخصيص القطاع الرياضي بحصة من جرعات اللقاح في الدفعات الأولى. وعلى البلديات أيضا مسؤولية. فيمكنها المساهمة بوساطة مع أصحاب الأملاك لتخفيض الإيجار أو تقسيطه.
أما بما يخص النشاط الرياضي ولضرورة إستمراريته فالكحل أفضل من العمى. إستخدام الأماكن العامة المكشوفة، في الهواء الطلق، مع التباعد والكمامة أو المشاركة بالصفوف من خلال التطبيقات الإلكترونية قد تكون منفذا للمدربين والمتدربين. أما الإيحاء بأن الإجراءات ستكون مجدية في المعلبات الرياضية التي تنحبس فيها الأنفاس وتتكدس فيها الإفرازات، فهو قطعًا أمر مرفوض لعدم واقعيته أو علميته.
الهدف من العمل هو الإستمرار بالحياة، فإذا توقفت الحياة ما قيمة العمل؟
كمدرب مسؤول أنا أمام خيارين، الخسارة المادية التي يمكن تعويضها أو خسارة حياة. ولكن أيهما أحلى؟
الحل بخطة إنقاذية إستراتيجية متكاملة وليس بإجراءات وقائية مؤقتة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.