نقلا عن المركزية –
كشفت اوساط دبلوماسية غربية ان الرئيس الاميركي جو بايدن لن يبدأ جولاته الى الخارج رغم جائحة كورونا الا بعد انقضاء مهلة الـ100 يوم. وتشير الى انه سيستهل جولاته الخارجية بزيارة الفاتيكان حيث سيكون له اجتماع مع البابا فرنسيس وفق المعلومات لأن السياسة التي سيعتمدها بايدن تنطلق من تبريد الاجواء الساخنة في بعض نقاط التوتر والتوجه الى التفاوض والابتعاد عن العنف.
يحتفظ بايدن، وهو ثاني رئيس كاثوليكي يصل إلى المقعد الرئاسي في البيت الأبيض على مدار تاريخ الولايات المتحدة الممتد لأكثر من 244 عاما بعد جون كنيدي، بصورة له في المكتب البيضاوي مع البابا فرنسيس. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية، ظهرت إعلانات تلفزيونية تشمل صوراً من اجتماعَين للرئيس بايدن مع البابا. وهو المعروف بالتزامه الكاثوليكي، ففي صباح 3 تشرين الثاني، يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية، صلى في أبرشية كاثوليكية بالقرب من منزله في ولاية ديلاوير.
كما ويتحدث بايدن في مناسبات عدة بفخر واعتزاز عن أن والديه قد “غرسا فيه القيم الكاثوليكية”، وانه تلقى تعليماً كاثوليكياً في المدارس الابتدائية والمتوسطة أثناء نشأته في ولايتي بنسلفانيا وديلاوير. ويشير الى أن إيمانه الكاثوليكي ساعده على التعامل مع مآسيه الشخصية بما في ذلك وفاة زوجته وابنته في حادث سيارة عام 1972، ثم مرة أخرى في عام 2015 عندما توفي ابنه بالسرطان. في المقابل، تلقى بايدن اتصالا هاتفيا من البابا فرنسيس يهنئه بالفوز. فهل ستشهد العلاقات بين الفاتيكان والادارة الاميركية منعطفاً جديداً؟
سفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن أكد لـ”المركزية” ان زيارة بايدن الى الفاتيكان غير مستبعدة، لكن ليس بالضرورة ان تكون قريبة. كما ان زيارة من هذا النوع لا يعلن عنها قبل فترة طويلة من حصولها”، مشيراً الى “ان العلاقة جيدة بين الفاتيكان وبايدن، ويتفقان بشكل عام على الامور السياسية الدولية، والتعاون بين الدول والانفتاح وطريقة التعامل مع كورونا واللاجئين والبيئة والمناخ والنزاعات المسلحة والفقر وكل المواضيع التي لها بعد انساني واجتماعي واقتصادي، اكيد هناك تناغم اكثر بين الفاتيكان وبايدن والادارة الحالية. لكن في الامور الدينية وتوجهات الكنيسة خاصة المطارنة في الولايات المتحدة، ومواضيع تتعلق بالاجهاض وبتعاليم الكنيسة وبعض الامور الدينية، فإن بايدن ليبرالي اكثر، رغم انه كاثوليكي وملتزم”.
أضاف: “هناك تقارب اكثر بكثير مما كان عليه عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. قد يكون هناك اختلاف في بعض الامور الدينية وقد ظهر هذا الامر من مواقف اتخذها المطارنة الكاثوليك في الولايات المتحدة، لكن الفاتيكان لم يتخذ موقفاً من هذه الامور بعد. الفاتيكان يركّز اليوم على موضوع السلاح النووي، والدفع باتجاه تخفيف او نزع هذا السلاح. صحيح ان هذا الموضوع قديم لكن اليوم يتم التطرق اليه اكثر”.
وتابع: “في الفترة الاخيرة من عهد ترامب، شهدنا توترا في العلاقة، خاصة عندما زار وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية مايك بومبيو روما في إطار مؤتمر، واتخذ وقتها موقفاً من العلاقة بين الفاتيكان والصين. فهناك اتفاق جرى توقيعه منذ فترة في موضوع الحريات الدينية، جاء بومبيو واتخذ موقفا ينتقد فيه الكنيسة الكاثوليكية، في محاولة للتأثير على قرار الفاتيكان في مواضيع دينية تخص الفاتيكان. وكان ذلك في أثناء الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة. البابا لم يستقبل بومبيو، وادى هذا الموقف الى توتر العلاقة، وكانت هذه محطة اخيرة من التوتر في عهد ترامب. هذه الامور اليوم لن تحصل وهناك انفتاح من الطرفين”.
وهل التقارب مرده الى ان الرئيس كاثوليكي، قال الخازن: “هذه احد العوامل ولكنها ليست سببا لتحسن العلاقات، إذ لا يتم التعامل مع الاشخاص على اساس الدين. حصل ان بايدن مؤمن وكاثوليكي لكن ليس هذا المحرك الاول. بالنسبة للفاتيكان خاصة البابا الحالي، هذا الموضوع يساعد ولكنه ليس فاصلاً، فهو يتعاون مع كل دول العالم وفيها رؤساء من كل الطوائف والاديان، وحتى في الولايات المتحدة فإن السياسة الخارجية لا تبنى على اساس الدين ايضاً”.
وهل سيطرح موضوع لبنان في حال حصلت الزيارة؟ أجاب الخازن: “بالطبع سيتم التطرق الى الأزمة اللبنانية، لكن لا نعرف اذا كانت هذه الزيارة ستتم ام لا”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.